حديث: مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تقريب الفتيان من طلّاب العلم وترغيبهم في التّعلم

عن أبي سعيد الخدريّ أنه قال: «مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ كان رسول اللَّه ﷺ يوصينا بكم».

حسن: رواه الحاكم (١/ ٨٨)، وعنه البيهقيّ في المدخل (٦٢١) من طريق سعيد بن سليمان الواسطيّ، ثنا عباد بن العوّام، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث.

عن أبي سعيد الخدريّ أنه قال: «مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ كان رسول اللَّه ﷺ يوصينا بكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر الذي ذكر عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر عظيمَ مكانة أهل بيت النبي ﷺ ووصيَّته بهم.

شرح المفردات:


● مرحبًا: كلمة ترحيب وحفاوة، وهي إظهار للسرور والفرح باللقاء.
● بوصية رسول الله ﷺ: أي بمن أوصى بهم رسول الله ﷺ وعهد بهم إلى الأمة.
● يوصينا بكم: أي يوصينا بالخير بكم، ويأمرنا بالاعتناء بكم وحسن صحبتكم.

المعنى الإجمالي للأثر:


يخبر الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يُرحب بأهل بيت النبي ﷺ ترحيبًا حارًا، ويبين سبب هذا الترحيب وهو أن النبي ﷺ كان يوصي أصحابه بهم خيرًا، ويحثهم على حقوقهم ومكانتهم. فكان أبو سعيد يترجم هذه الوصية النبوية إلى واقع عملي بالترحيب بهم وإكرامهم.

الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب محبة أهل بيت النبي ﷺ وإكرامهم: وذلك امتثالاً لوصية النبي ﷺ، ومحبةً له ﷺ. ومحبة أهل البيت من محبة النبي ﷺ، وقد قال تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} [الشورى: 23].
2- الوفاء بوصية النبي ﷺ: فالصحابة رضي الله عنهم كانوا أحرص الناس على تنفيذ وصاياه ﷺ وتبليغها.
3- التأدب العملي مع وصايا النبي ﷺ: فلم يكن ترحيب أبي سعيد مجرد كلمات، بل كان تطبيقًا عمليًا لوصية النبي ﷺ.
4- مكانة أهل البيت في الإسلام: فهم ذرية طاهرة من بيت النبوة، وقد اختصهم الله بفضائل عظيمة، وجعل لهم حقوقًا على الأمة.
5- القدوة العملية من الصحابة: فهم خير من فهم الوصية النبوية وطبقها بأعلى درجات الإيمان والإحسان.

معلومات إضافية مفيدة:


● أهل البيت المقصودون هنا هم: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، وزوجات النبي ﷺ، وفاطمة وذريتها.
- محبة أهل البيت لا تعني الغلو فيهم أو إعطاءهم منزلة فوق منزلتهم، بل محبتهم باعتبارهم صفوة الخلق بعد الأنبياء، مع الاعتقاد بأنهم بشر مثل غيرهم، لا يملكون ضرًا ولا نفعًا إلا بإذن الله.
- الوصية بأهل البيت جاءت في أحاديث صحيحة أخرى، منها قوله ﷺ: "أذكركم الله في أهل بيتي" رواه مسلم.
أسأل الله أن يجعلنا من المحبين لأهل بيت نبيه ﷺ المحسنين إليهم، المقتفين لهديه وسنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٨٨)، وعنه البيهقيّ في المدخل (٦٢١) من طريق سعيد بن سليمان الواسطيّ، ثنا عباد بن العوّام، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح ثابت؛ لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان، وعباد بن العوام، والجريريّ، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة، فقد عددت له في: المسند الصّحيح«أحد عشر أصلًا للجريريّ، ولم يخرجا هذا الحديث الذي هو أوّل حديث في فضل طلاب الحديث ولا يعلم له علّة، فلهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد. وأبو هارون ممن سكتوا عنه».
وقال الذّهبيّ: «على شرط مسلم، ولا علّة له».
قال الأعظمي: الجريريّ هو سعيد بن إياس، محدّث أهل البصرة أحد الثّقات الأثبات إِلَّا أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وقد ذكر ابنُ حبان أن اختلاطه لم يكن فاحشًا، ولم يتبيّن لي رواية عباد بن
العوام عنه هل كانت قبل الاختلاط أو بعده، فإن كانت روايته عنه قبل التّغير فالحديث صحيح كما قال الحاكم والذهبي.
وقال العلائيّ في «بغية الملتمس» (ص ٢٨): «إسناده لا بأس به».
ولكن قال مُهَنّا -كما في المنتخب من العلل للخلال (٦٦) -: «سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوام، عن سعيد الجريريّ، عن أبي نضرة، فذكر الحديث. فقال أحمد: ما خلق اللَّه من ذا شيئا، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد» انتهى.
قال الأعظمي: حديث أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد روي بألفاظ متقاربة، منها ما أورده ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» عن أبي هارون، وشهر بن حوشب أنهما قالا: «كنّا إذا أتينا أبا سعيد الخدريّ يقول: مرحبًا بوصية رسول اللَّه، قال رسول اللَّه ﷺ: «ستفتح لكم الأرض، ويأتيكم قوم، أو يقال: غلمان حديثة أسنانهم يطلبون العلم، ويتفقهون في الدّين، ويتعلمون منكم، فإذا جاءوكم فعلّموهم، وألطفوهم، ووسّعوا لهم في المجلس، وفهِّموهم الحديث».
فكان أبو سعيد يقول لنا: مرحبًا بوصية رسول اللَّه، أمرنا رسول اللَّه أن نوسِّع لكم في المجلس، وأن نفهمكم الحديث».
أخرجه الترمذيّ (٢٦٥٠)، وابن ماجه (٢٤٧) وغيرهما من طرق عن أبي هارون، به.
وأبو هارون اسمه: عِمارة بن جوين العيري، متروك عند أكثرهم. وكذّبه بعضهم، لكن رواه أيضًا الخطيب في «الجامع لأخلاق الرّاوي والسامع» (٣٥٧) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد.
قال الأعظمي: وهذا أيضًا إسناد ضعيف، إِلَّا أنّه أحسن حالا من إسناد أبي هارون.
قيل ليحيى بن معين: هذا أيضًا ضعيف مثل أبي هارون؟ قال: لا، هذا أقوى من ذلك وأحسن، حدّثنا ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن ليث. المنتخب من العلل للخلال (٦٥).
وقال البيهقيّ في «المدخل» بعد أن رواه من طريقه: «هكذا رواه جماعة من الأئمة عن أبي هارون العبديّ، وأبو هارون وإن كان ضعيفًا فرواية أبي نضرة له شاهدة».
والخلاصة: إن لحديث أبي سعيد هذا ثلاثة طرق، طريق أبي نضرة، وطريق أبي هارون العبديّ، وطريق شهر بن حوشب، كلّهم عن أبي سعيد الخدريّ، فما كان هذا سبيله فهو لا ينزل عن درجة الحسن عند جمهور علماء الحديث، وباللَّه التوفيق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ

  • 📜 حديث: مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مرحبًا بوصية رسول اللَّه ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب