حديث: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل العالم على العابد

عن سعد بن أبي وقاص، عن النّبيّ ﷺ قال: «فضل العلم أحبُّ إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع».

حسن: رواه الحاكم (١/ ٩٢) من طريق خالد بن مخلد، عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، فذكر الحديث.

عن سعد بن أبي وقاص، عن النّبيّ ﷺ قال: «فضل العلم أحبُّ إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا جميعاً بالعلم النافع والعمل الصالح.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصاراً. وها هو شرحه على النحو التالي:

الحديث:


عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النّبيّ ﷺ قال: «فَضْلُ العِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ العِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الوَرَعُ».
(رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان، وهو حسن في صحيح الجامع)


1. شرح المفردات:


* فَضْلُ العِلْمِ: المقصود هنا هو التفقه في دين الله تعالى، وتعلم العلم الشرعي النافع، والعمل به، ونشره بين الناس. وهو العلم الذي يُراد به وجه الله، لا للرياء أو المباهاة.
* أَحَبُّ إِلَيَّ: أي أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأولى وأفضل في نظره.
* فَضْلِ العِبَادَةِ: المقصود هو كثرة النوافل والعبادات البدنية المحضة، كصلاة النافلة وصيام التطوع等، مع ترك طلب العلم.
* خَيْرُ دِينِكُم: أي أفضل ما في دينكم وأكملَه.
* الوَرَعُ: هو ترك ما يشتبه في حله خشية الوقوع في الحرام. وهو اتقاء الشبهات واجتناب مواضع التهم. وهو الخروج من الخلاف، والزهد في الدنيا، والتقوى.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المكانة السامية للعلم الشرعي، فيفضله على مجرد الاجتهاد في العبادات البدنية دون علم. فالعلم هو الأساس الذي تبني عليه العبادة، وهو الذي يهدي إلى العمل الصحيح المقبول عند الله تعالى.
ثم يرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن خير ما يتمسك به المسلم في دينه هو خصلة الورع، وهي التي تحفظه من الوقوع في الحرام والشبهات، فتحمي دينه وعرضه.
فكأن الحديث يجمع بين أصلين عظيمين: أصل البناء والنهوض وهو العلم، وأصل الحماية والوقاية وهو الورع.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تفضيل العلم على العبادة: وذلك لأن ثمرة العلم تعمّ صاحبه وغيره، فهو يعلم نفسه ويعلّم الناس، وينفع الأمة كلها. أما العبادة المحضة فنفعها قاصر على صاحبها في الغالب. والعلم يدل على العبادة الصحيحة ويصححها، فبدون العلم قد يعبد الإنسان ربه على جهل وضلال.
2- العلم شرط في صحة العبادة: لا تقبل العبادة إلا إذا كانت موافقة للشرع، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالعلم. فالعلم هو الذي يُميّز بين السنة والبدعة، والحلال والحرام.
3- الحث على طلب العلم الشرعي: فهو الطريق إلى معرفة الله تعالى وأوامره ونواهيه، وهو من أفضل القربات وأعلى الدرجات.
4- الترغيب في الورع والتحذير من الشبهات: خير الدين هو ما كان قوياً محصناً، والورع هو سياج الدين الذي يمنع صاحبه من الانزلاق في المهالك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ».
5- الجمع بين العلم والعمل: الحديث يربط بين العلم (كمنهج) والورع (كخلق وعمل)، فليس العلم مجرد نظريات، بل must يثمر عملاً صالحاً وخلقاً قويماً.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث لا يعني ذم العبادة أو التقليل من شأنها، بل يعني تفضيل العلم الذي هو وسيلة إلى عبادات أخرى صحيحة ونافعة، ووسيلة إلى هداية الناس.
* العلماء ورثة الأنبياء، وقد فضلهم الله تعالى على سائر الناس كما فضل النبيين على سائر الخلق.
* الورع هو ثمرة من ثمار العلم الصحيح، فكلما ازداد الإنسان علماً، ازداد ورعاً وخشية لله تعالى.
* من الأمثلة العملية على الورع: ترك بعض المباحات خوفاً من أن توقع في المكروه، أو ترك التعامل في مسائل financially فيها شبهة ولو كانت حلالاً في ظاهرها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من طلاب العلم العاملين، المتورعين في دينهم، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلّمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٩٢) من طريق خالد بن مخلد، عن حمزة الزيات، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، فذكر الحديث. وعنه البيهقيّ في «المدخل» (٤٥٤).
قال الحاكم: «الحسن بن علي ثقة، وقد أقام الإسناد وأبهمه بكر بن بكار، فقال: ثنا حمزة الزيات، ثنا الأعمش، عن رجل -بدل الحكم-، عن مصعب، فذكره ثم قال: ثم نظرنا فوجدنا خالد بن مخلد أثبت وأحفظ وأوثق من بكر بن بكار، فحكمنا له بالزيادة.
وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وليس كما قال؛ فإن حمزة الزيات لم يخرج له البخاري.
وإسناده حسن من أجل خالد بن مخلد القطواني فإنه مختلف فيه، فقال ابن معين: ليس به بأس، وتكلّم فيه أحمد وابن سعد وغيرهما.
وكذلك فيه حمزة وهو ابن حبيب الزيات حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة

  • 📜 حديث: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب