حديث: ألا ليبلغ الشاهد الغائب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في سماع الحديث وتبليغه

عن معاوية القشيريّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ألا ليبلِّغ الشاهدُ الغائب».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٣٤) من طرق عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية القشيريّ، فذكر الحديث.

عن معاوية القشيريّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ألا ليبلِّغ الشاهدُ الغائب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فحديث معاوية القشيري رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، هو حديث عظيم الشأن، جليل القدر، يحمل في طياته معنىً عظيمًا وأساسًا من أسس نقل هذا الدين وحفظه.

أولاً. شرح المفردات:


● الشاهد: هو الحاضر الذي سمع الحديث مباشرة من النبي ﷺ أو حضر المجلس الذي قيل فيه.
● الغائب: هو من لم يحضر مجلس النبي ﷺ ولم يسمع الحديث منه مباشرة.
● ليبلغ: أي لينقل ويُخبر ويُبلغ ما سمعه بكل أمانة ودقة.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي ﷺ في هذا الحديث كل من يحضر مجلسه ويسمع كلامه أن ينقل ما سمعه إلى من غاب عنه ولم يحضر، ليعم العلم والخير، وتصل الأحكام الشرعية إلى جميع الأمة. فهو تأكيد على وجوب تبليغ العلم ونشر السنة، وجعل الأمة كلها بمثابة الواحدة في تلقي العلم ونقله.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- وجوب تبليغ العلم ونشر السنة: هذا الحديث أصل عظيم في وجوب نقل العلم الشرعي وتعليمه للناس. فمن سمع علماً أصبح مسؤولاً عن تبليغه، ليكون حجة لله عليه.
2- مبدأ التوارث في الأمة: جعل النبي ﷺ الأمة وسيلة لحفظ الدين ونقله، فالشاهد ينقل للغائب، ثم يصبح ذلك الغائب شاهدًا لمن بعده، وهكذا تتسلسل حلقات النقل حتى قيام الساعة.
3- ضمان حفظ الدين: هذه الصيغة النبوية ("ألا ليبلغ الشاهد الغائب") كانت بمثابة التوجيه العام الذي حفظ الله به سنة نبيه ﷺ، حيث تكفل جيل الصحابة ثم التابعين ومن بعدهم بنقل العلم بدقة وأمانة.
4- تكريم الأمة وتكليفها: كرم الله هذه الأمة بأن جعلها ناقلة لوحييه: القرآن والسنة، وجعلها حافظة لهما، فهي شاهدة على الأمم يوم القيامة بما بلغتها من العلم.
5- إبطال عذر الجهل: إذا بلغ العلم الشخص وأمكنه الوصول إليه، لم يعد له عذر بالجهل، لأن التبليغ قد وصل إليه على يد الثقات.
6- الحث على الأمانة في النقل: الأمر بالتبليغ يتضمن ضمنًا التحذير من الكذب أو التحريف أو الزيادة والنقصان، فالتبليغ يجب أن يكون كما سمع دون تغيير.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وهو متفق على صحته.
- استدل العلماء به على وجوب تبليغ العلم وفضيلة نشره، وأن العالم الذي يكتم علمه يكون آثمًا.
- كان الصحابة رضي الله عنهم أحرص الناس على تطبيق هذا الأمر، فانتشر الإسلام والعلم في أرجاء الأرض بفضل حرصهم على التبليغ.
- هذا الحديث يشمل جميع أنواع العلم الشرعي من عقائد، وأحكام، وآداب، ومواعظ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٣٤) من طرق عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية القشيريّ، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل بهز وهو ابن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيريّ، وأبوه هو حكيم بن معاوية كلاهما حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 48 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا ليبلغ الشاهد الغائب

  • 📜 حديث: ألا ليبلغ الشاهد الغائب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا ليبلغ الشاهد الغائب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا ليبلغ الشاهد الغائب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا ليبلغ الشاهد الغائب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب