من دخل المسجد ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد

حديث: من دخل المسجد ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد

عن أبي هريرة، عن النّبيّ ﷺ قال: «من دخل مسجدنا هذا ليتعلّم خيرًا، أو ليُعلمه كان كالمجاهد في سبيل اللَّه، ومن دخله لغير ذلك كان كالنَّاظر إلى ما ليس له».

حسن: رواه الإمام أحمد (٨٦٠٣، ١٠٨١٤)، وابن ماجه (٢٢٧)، وصحّحه ابن حبان (٨٧)، والحاكم (١/ ٩١) كلّهم من حديث أبي صخر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:

«من دخل مسجدنا هذا ليتعلّم خيرًا، أو ليُعلمه كان كالمجاهد في سبيل اللَّه، ومن دخله لغير ذلك كان كالنَّاظر إلى ما ليس له».

1. شرح المفردات:

● مسجدنا هذا: يشير إلى المسجد النبوي في المدينة المنورة، ويدخل في معناه كل مسجدٍ يُتقرب إلى الله فيه بالتعلم والتعليم.
● ليتعلّم خيرًا: أي ليتعلم العلم النافع الذي يراد به وجه الله، سواء كان علم القرآن، أو السنة، أو الفقه، أو أي علم شرعي نافع.
● أو ليُعلمه: أي ليعلم ذلك الخير والعلم النافع للآخرين.
● كالمجاهد في سبيل الله: أي في منزلة المجاهد الذي يبذل نفسه وماله في الجهاد لإعلاء كلمة الله.
● كالنَّاظر إلى ما ليس له: أي كمن ينظر إلى شيء لا يحل له، ولا يستفيد منه، بل يكون نظره عبثًا وضياعًا للوقت.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضلَ دخول المسجد بنية طلب العلم النافع أو تعليمه، حيث جعل ذلك معادلاً للجهاد في سبيل الله من حيث الأجر والثواب. وفي المقابل، يحذر من دخول المسجد لأغراض دنيوية أو لهوية لا ترتبط بالعبادة أو طلب العلم، ويشبّه من يفعل ذلك بمن ينظر إلى ما لا يحل له، فهو لا ينال فائدةً بل يضيع وقته ويخسر أجر المسجد.

3. الدروس المستفادة منه:

1- فضل طلب العلم وتعليمه في المساجد: المساجد هي أماكن العبادة والعلم، وقد حث الإسلام على التعلم فيها، وجعل ذلك من أعظم القربات.
2- المساواة بين طالب العلم والمجاهد في الأجر: وهذا يدل على عِظم شأن العلم الشرعي وأهميته في الإسلام، حيث يقارن بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام.
3- ضرورة تصحيح النية: يدخل الكثيرون المساجد لأغراض مختلفة، لكن الأجر مرتبط بالنية الخالصة لوجه الله، فمن دخل ليتعلم أو يعلم نال هذا الأجر العظيم، ومن دخل لغير ذلك فقد حرم نفسه من الثواب.
4- تحذير من إضاعة الوقت في المساجد: المساجد لم تُبنَ للعبث أو للغيبة أو لأمور الدنيا، بل للعبادة والعلم، فمن استغلها في غير ذلك أشبه بمن ينظر إلى ما لا ينفعه.
5- تشجيع على اغتنام أوقات المساجد: ينبغي للمسلم أن يستثمر وجوده في المسجد في طاعة الله، سواء بالصلاة، أو الذكر، أو طلب العلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن المساجد هي مراكز للتعلم والتربية في الإسلام، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه في المسجد، وكانت حلق العلم تقام فيه.
- الحديث يظهر تكريم الإسلام للعلماء وطلاب العلم، ورفع مكانتهم إلى درجة المجاهدين.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من الدخول إلى المسجد لأغراض دنيوية بحتة، كالبيع والشراء (بدون ضرورة)، أو القيل والقال، أو إضاعة الوقت.
- هذا الحديث يندرج تحت باب فضل العلم والعلماء، ويؤكد على أن طلب العلم من أفضل العبادات إذا أُخْلصت فيه النية لله تعالى.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من طلاب العلم العاملين، وأن يعيننا على اغتنام أوقاتنا في طاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٨٦٠٣، ١٠٨١٤)، وابن ماجه (٢٢٧)، وصحّحه ابن حبان (٨٧)، والحاكم (١/ ٩١) كلّهم من حديث أبي صخر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صخر وهو حميد بن زياد مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجّا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علّة». كذا قال، وحميد بن زياد لم يخرج له البخاريّ، إنّما أخرج له مسلم فقط، إِلَّا أنه حسن الحديث.
وسئل الدّارقطنيّ عن هذا الحديث فقال: «اختلف فيه على سعيد المقبريّ، فرواه أبو صخر حميد بن زياد، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ ﷺ.
وخالفه عبيد اللَّه بن عمر فرواه عن سعيد المقبريّ، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن كعب الأحبار قوله.
ورواه ابن عجلان، عن سعيد المقبريّ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب الأحبار قوله، وقول عبيد اللَّه بن عمر أشبه بالصواب«اهـ.
قال الأعظمي: كلام الدّارقطنيّ من حيث الإسناد أقوى، ولكن الحكم لمن زاد، فإن مثل هذا لا يقال بالرأي كما هو معروف، فلعل التابعي نفسيه رواه على الوجهين، فلا يُعلّ أحدهما الآخر.
وأمّا ما رُوي عن عدد من الصّحابة: «اطلبوا العلم ولو بالصّين، فإنّ طلب العلم فريضةٌ على كلِّ مسلم«فلا يثبت منها شيء.
قال الإمام أحمد: «لا يثبت عندنا في هذا الباب شيءٌ».
وقال إسحاق بن راهويه: «إنّ طلب العلم واجب، ولم يصح فيه الخبر، إِلَّا أن معناه أن يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه من وضوئه وصلاته وزكاته. . .».
قال ابن عبد البر: «يريد إسحاق -واللَّه أعلم- أنّ الحديث في وجوب طلب العلم في أسانيده مقال لأهل العلم، ولكن معناه صحيح عندهم». «جامع بيان العلم» (١/ ٥٣).
وقال البيهقيّ في «المدخل» (٣٢٥): «متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة لا أعرف له إسنادًا يثبت بمثله الحديث».
وأمّا معناه فقال حسن بن الرّبيع الخشّاب: سألت ابن المبارك قلت: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» أيّ شيء تفسيره؟ قال: «ليس هو الذي يطلبون، إنّما طلب العلم فريضة - أي يقع الرّجل في شيء من أمر دينه فيسأل عنه حتّى يعلمه». «المدخل» (٣٢٩).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 13 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من دخل المسجد ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد

📜 حديث: من دخل المسجد ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من دخل المسجد ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من دخل المسجد ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من دخل المسجد ليتعلم خيرًا أو يعلمه كان كالمجاهد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية