الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن

حديث: الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن

عن حذيفة بن اليمان قال: حدّثنا رسول اللَّه ﷺ حديثين، رأيتُ أحدهما وأنا أنتظر الآخر؛ حدثنا: «أنّ الأمانة نزلتْ في جذر قلوب الرّجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السّنة».
وحدّثنا عن رفعها قال: «ينام الرّجلُ النّومةَ فتقبض الأمانة من قلبه فيظلُّ أثرها مثل أثر الوَكتِ، ثم ينام النّومة فتقبض فيبقى أثرُها مثلَ المَجْل كجمر دحرجته على رجلك فنَفِط فتراه مُنْتبرًا، وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم
يؤدي الأمانة، فيقال: إنّ في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقلَه! وما أظرفَه! وما أجلده! وما في قلبه مثقالُ حبّة خردل من إيمان».
ولقد أتى عليَّ زمانٌ وما أُبالي أيَّكم بايعتُ، لئن كان مسلما ردَّهُ الإسلام وإن كان نصرانيًّا ردّه عليَّ ساعيه، فأمّا اليوم فما كنتُ أبايع إلا فلانًا وفلانًا.
قال الفربريّ: قال أبو جعفر: حدثت أبا عبد اللَّه فقال: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما «جذر قلوب الرّجال» الجذر: الأصل من كلّ شيء.
و«الوَكتُ» أثر الشّيء اليسير منه، والمجل أثر العمل في الكفِّ إذا غَلُظ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٩٧)، ومسلم في الإيمان (١٤٣) كلاهما من حديث الأعمش، عن زيد بن وهب، حدثنا حذيفة، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:

الحديث:

عن حذيفة بن اليمان قال: حدّثنا رسول اللَّه ﷺ حديثين، رأيتُ أحدهما وأنا أنتظر الآخر؛ حدثنا: «أنّ الأمانة نزلتْ في جذر قلوب الرّجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السّنة». وحدّثنا عن رفعها قال: «ينام الرّجلُ النّومةَ فتقبض الأمانة من قلبه فيظلُّ أثرها مثل أثر الوَكتِ، ثم ينام النّومة فتقبض فيبقى أثرُها مثلَ المَجْل كجمر دحرجته على رجلك فنَفِط فتراه مُنْتبرًا، وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة، فيقال: إنّ في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرجل: ما أعقلَه! وما أظرفَه! وما أجلده! وما في قلبه مثقالُ حبّة خردل من إيمان». ولقد أتى عليَّ زمانٌ وما أُبالي أيَّكم بايعتُ، لئن كان مسلما ردَّهُ الإسلام وإن كان نصرانيًّا ردّه عليَّ ساعيه، فأمّا اليوم فما كنتُ أبايع إلا فلانًا وفلانًا.

1. شرح المفردات:

● جذر قلوب الرجال: الجذر هو الأصل والأساس، أي أن الأمانة نزلت في أصل قلوب الرجال وفطرتهم.
● الوكت: أثر بسيط خفيف، كالعلامة اليسيرة.
● المجل: أثر العمل الخشن في اليد، وهو أثر أغلظ من الوكت.
● نفط: انتفخ وظهر فيه فقاقيع من أثر الحرق.
● منتبرًا: بارزًا مرتفعًا.
● ساعيه: وكيله أو عامله الذي يتولى أموره.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ عن نزول الأمانة في قلوب الناس كجزء من فطرتهم، ثم تعلموها وتأكدت بالقرآن والسنة. ثم يصف كيف تُرفع الأمانة من القلوب تدريجيًا حتى تختفي، فيصبح الناس لا يؤدون الأمانة، ويُمدح الرجل بصفات الدنيا بينما هو خالٍ من الإيمان.
ويشهد حذيفة رضي الله عنه على تحقق جزء من هذه النبوءة في زمانه، حيث كان الناس يؤدون الأمانة regardless of دينهم، ثم صار يختار من يبايعهم بدقة.

3. الدروس المستفادة:

● الأمانة فطرية: نزول الأمانة في جذر القلوب يدل على أن الإنسان مفطور على الخير والأمانة.
● تدريجية ضياع الأمانة: رفع الأمانة لا يكون فجأة، بل تدريجيًا، مما يدل على أهمية المحافظة عليها.
● علامة نقص الإيمان: عدم أداء الأمانة من علامات ضعف الإيمان، حتى لو كان الشخص ذكيًا أو قويًا.
● مسؤولية المجتمع: عندما تختفي الأمانة، يصبح المجتمع في خطر، وتضيع الحقوق.
● الربط بين الأمانة والإيمان: الحديث يربط مباشرة بين وجود الإيمان وأداء الأمانة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تُظهر علامات من علامات الساعة الصغرى، وهي اختفاء الأمانة.
- رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- حذيفة بن اليمان كان من كبار الصحابة وأحد المطلعين على بعض أسرار النبي ﷺ، خاصة فيما يتعلق بالفتن.
- الحديث يحذر من التهاون في الأمانة، سواء في البيع والشراء أو في جميع شؤون الحياة.
- الأمانة هنا تشمل جميع أنواع الأمانات: أمانة الدين، والأموال، والأسرار، والوظائف، وغيرها.

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يحافظون على الأمانة، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلًا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٩٧)، ومسلم في الإيمان (١٤٣) كلاهما من حديث الأعمش، عن زيد بن وهب، حدثنا حذيفة، فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.
وقوله: «بايعت» أي البيع والشراء، وليس المبايعة على الخلافة.
قوله: «المنتبر» أي المرتفع، منه المنبر لارتفاعه وارتفاع الخطيب عليه.
وقوله: «فنفط» يقال: نفطت يداه نفطًا، من باب تعب، ونفيطًا إذا صار بين الجلد واللحم ماء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن

📜 حديث: الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية