حديث: إني رأيتُه في النار في بُردة غلها أو عباءة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يدخل الجنة إلّا رجل مؤمن وإنّ اللَّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر

عن عمر بن الخطاب، قال: لما كان يومُ خيبر أقبل نفرٌ من صحابة النبيّ ﷺ
فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد حتى مرّوا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال رسول اللَّه ﷺ: «كلا إنّي رأيتُه في النار في بُردة غلَّها أو عباءة» ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «يا ابنَ الخطّاب، اذهب فنادِ في الناس: أنه لا يدخل الجنّة إلّا المؤمنون». قال: فخرجتُ فناديتُ: «ألا إنّه لا يدخل الجنّةَ إلا المؤمنون».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١١٤) عن زهير بن حرب، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني سماك الحنفيّ أبو زميل، قال: حدثني عبد اللَّه بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، فذكر الحديث.

عن عمر بن الخطاب، قال: لما كان يومُ خيبر أقبل نفرٌ من صحابة النبيّ ﷺ
فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد حتى مرّوا على رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال رسول اللَّه ﷺ: «كلا إنّي رأيتُه في النار في بُردة غلَّها أو عباءة» ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «يا ابنَ الخطّاب، اذهب فنادِ في الناس: أنه لا يدخل الجنّة إلّا المؤمنون». قال: فخرجتُ فناديتُ: «ألا إنّه لا يدخل الجنّةَ إلا المؤمنون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بشرح هذا الحديث العظيم الذي يحمل دروساً وعبراً عظيمة.

الحديث الشريف:


عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فُلَانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ». قَالَ: فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ: «أَلَا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ».
رواه الإمام مسلم في صحيحه.

شرح المفردات:


● يَوْمُ خَيْبَرَ:指 غزوة خيبر، التي وقعت في السنة السابعة للهجرة.
● أَقْبَلَ نَفَرٌ: جاءت جماعة.
● شَهِيدٌ: قُتِل في سبيل الله بنية صالحة.
● كَلَّا: أداة ردع ونفي، أي "ليس الأمر كما تقولون".
● بُرْدَةٍ: نوع من الثياب أو الرداء.
● غَلَّهَا: أخذها خيانة من الغنيمة قبل تقسيمها.
● عَبَاءَةٍ: رداء واسع.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن واقعة حدثت في غزوة خيبر، حيث كان الصحابة يمرون على القتلى ويشهدون لهم بالشهادة، معتقدين أن كل من قُتِل في المعركة هو شهيد. ولكن عندما مروا على رجل معين ونعتوه بالشهيد، نفى النبي ﷺ ذلك وأخبرهم أنه رآه في النار بسبب أن هذا الرجل قد أخذ رداءً من الغنيمة خيانة قبل أن يتم توزيعها على المسلمين. ثم أمر النبي ﷺ عمر بن الخطاب أن ينادي في الناس بأن الجنة لا يدخلها إلا المؤمنون حقاً، ليعلم الجميع أن مجرد الظاهر أو الانتساب الظاهري للإسلام لا يكفي دون الإيمان القلبي والعمل الصالح.

الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة الغلول (الخيانة في الغنائم): الحديث يظهر عظمة ذنب الغلول، وهو أخذ شيء من الغنيمة قبل تقسيمها، حتى لو كان شيئاً تافهاً كرداء أو عباءة. وهذا الذنب من الكبائر التي توعّد الله عليها بالنار، كما في قوله تعالى: {وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161].
2- لا يجوز الشهادة لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له النبي ﷺ: الصحابة رضي الله عنهم ظنوا خيراً واستندوا إلى الظاهر، ولكن النبي ﷺ علم بالوحي حقيقة حال ذلك الرجل. وهذا يعلمنا أننا لا نجزم لأحد بجنة أو نار إلا من ثبت النص فيه.
3- الإيمان شرط لدخول الجنة: النجاة في الآخرة و دخول الجنة مرتبط بحقيقة الإيمان في القلب، الذي يصدقه العمل الصالح، وليس بمجرد الانتساب الظاهري للإسلام أو الاشتراك في المعارك.
4- النية والإخلاص أساس قبول العمل: قد يظهر الشخص بمظهر الصالح أو المجاهد، ولكن إذا فسدت نيته أو خالط عمله ما يفسده (كالرياء أو الغلول) فإنه يحبط عمله ويعرضه للعذاب.
5- الحكمة من إعلان النبي ﷺ الأمر: أمر النبي ﷺ عمر بن الخطاب أن ينادي بهذا ليكون عبرة وعظة للجميع، حتى يحذروا من الذنوب الخفية التي تهلك صاحبها.
6- العدل الإلهي: الله تعالى عدل لا يظلم أحداً، فذلك الرجل قاتل وجاهد، ولكن خيانته الصغيرة أحبطت عمله الجليل. وهذا يدل على أن الله يحاسب على الصغائر والكبائر.

معلومات إضافية مفيدة:


● الغلول هو أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمتها. وهو من أكبر الكبائر، وكان العرب في الجاهلية لا يعتبرونه شيئاً، فجاء الإسلام ليبين خطورته.
- الحديث يدل على أن رؤيا الأنبياء حق، فرؤيا النبي ﷺ لهذا الرجل في النار were a form of divine revelation.
- يستفاد من الحديث أهمية التثبت وعدم الحكم على الأمور بالظاهر، فكم من شخص يظهر صلاحاً وهو على غير ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين الصادقين، وأن يحفظنا من الذنوب الخفية والجلية، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١١٤) عن زهير بن حرب، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني سماك الحنفيّ أبو زميل، قال: حدثني عبد اللَّه بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 71 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني رأيتُه في النار في بُردة غلها أو عباءة

  • 📜 حديث: إني رأيتُه في النار في بُردة غلها أو عباءة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني رأيتُه في النار في بُردة غلها أو عباءة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني رأيتُه في النار في بُردة غلها أو عباءة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني رأيتُه في النار في بُردة غلها أو عباءة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب