حديث: لا يدخل الجنة إلا مؤمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يدخل الجنة إلّا رجل مؤمن وإنّ اللَّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر

عن بشير بن سحيم: أنّ النّبيّ ﷺ أمره أن ينادي أيام التشريق: «أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وهي أيام أكل وشرب».

صحيح: رواه النسائيّ (٤٩٩٤) عن قتيبة، حدثنا حماد عن عمرو، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم، فذكر الحديث.

عن بشير بن سحيم: أنّ النّبيّ ﷺ أمره أن ينادي أيام التشريق: «أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وهي أيام أكل وشرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي طلبت شرحه هو:
عن بشير بن سحيم: أن النبي ﷺ أمره أن ينادي أيام التشريق: «أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وهي أيام أكل وشرب».
رواه الإمام مسلم في صحيحه.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


* بشير بن سحيم: صحابي جليل، كان مؤذنًا لرسول الله ﷺ في منى.
* أيام التشريق: هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (أي اليوم العاشر من ذي الحجة)، وهي: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة. وسُميت بهذا الاسم لأن العرب كانوا يشرقون فيها اللحم (أي يقددونه ويجففونه في الشمس).
* لا يدخل الجنة إلا مؤمن: أي أن الجنة محرمة على كل أحد إلا على من آمن بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر، وعمل صالحًا بما شرع الله.
* أيام أكل وشرب: إشارة إلى استحباب الأكل والشرب في هذه الأيام والاستعانة بهما على طاعة الله وذكره.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل بشير بن سحيم أن النبي ﷺ كلفه بمهمة عظيمة في أيام التشريق، وهي أن يرفع صوته وينادي في الناس ويذكّرهم بحقيقة كبرى، وهي أن الجنة مخصصة للمؤمنين فقط، ولا نصيب فيها لأحد سواهم. وفي الوقت نفسه، يربط النبي ﷺ هذه التذكرة الروحية العالية بطبيعة هذه الأيام الدنيوية، فهي أيام فرح وسرور وحلول للبركة، أباح الله فيها الأكل والشرب والتمتع بالطيبات، ولكن ضمن إطار العبادة والشكر لله على نعمه.
فكأن النداء يقول: "يا أيها الناس، استمتعوا بما أحل الله لكم من أكل وشرب في هذه الأيام المباركة، ولكن تذكروا أن هذا المتاع زائل، وأن الهدف الأسمى والغاية الحقيقية هي نعيم الجنة الدائم، وهو لا يُنال إلا بالإيمان الحق والعمل الصالح".

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


* ربط الدنيا بالآخرة: من حكمة النبي ﷺ أنه لم يفصل بين متع الدنيا المشروعة وبين التذكرة بالآخرة، بل جمعهما في توجيه واحد. فالمسلم يعيش في الدنيا ويتمتع بخيراتها، ولكن قلبه معلق بالآخرة وبتلك الجنة التي لا يدخلها إلا المؤمن.
* التذكير الدائم بحقيقة الإيمان: حتى في أيام الفرح والعبادة، يحتاج الإنسان إلى من يذكره بالهدف الأسمى، لئلا يغتر بالمتاع الزائل وينسى المآل.
* استغلال أوقات الفضل: أيام التشريق أيام عظيمة لها مكانتها في الإسلام، وهي جزء من شعائر الحج، وفيها يُكثر المسلم من التكبير والذكر. فالتذكير في مثل هذه الأجواء الروحية أبلغ أثرًا في النفوس.
* بيان شرط دخول الجنة: يؤكد الحديث على أن الإيمان هو جواز المرور إلى الجنة، وهو الشرط الأساسي لقبول الأعمال. فبدون الإيمان، لا قيمة لأي عمل في الميزان الأخروي.
* إباحة التمتع بالطيبات: الحديث صريح في أن هذه الأيام هي لأكل وشرب، مما يدل على أن الإسلام دين يسر وسعة، لا يحرم على الناس الطيبات، بل يحثهم على الانتفاع بها وشكر الله عليها.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا النداء كان يرفع في منى خلال موسم الحج، حيث يجتمع المسلمون من كل حدب وصوب، فكانت فرصة ذهبية لتذكير الجميع بهذه الحقيقة الكبرى.
* يشمل معنى "مؤمن" في الحديث كل من جمع بين الإيمان القلبي، والنطق بالشهادتين، والعمل بشرائع الإسلام. فالإيمان قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان.
* تظهر في هذا الحديث صورة من صور التوازن في الإسلام، حيث يجمع المسلم بين متعة الروح (بالتذكير بالجنة) ومتعة الجسد (بالإذن بالأكل والشرب)، ليعيش حياة مطمئنة سعيدة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٤٩٩٤) عن قتيبة، حدثنا حماد عن عمرو، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم، فذكر الحديث.
وصححه ابن خزيمة (٢٩٦٠)، ورواه من طريق حماد بن زيد، بإسناده مثله.
ورواه ابن ماجه (١٧٢٠) من وجوه عن وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع ابن جبير بإسناده غير أنه قال فيه: أنّ النبيَّ ﷺ خطب أيام التشريق فقال: «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب».
وحبيب بن أبي ثابت رمي بالتدلبس، وقد صرّح بسماعه من نافع بن جبير بن مطعم إلا أنه لم يسم الصحابي وإنما قال: يحدث عن رجل من أصحاب النبيّ ﷺ. رواه الإمام أحمد (١٥٤٣٠) من طريق شعبة قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، بإسناده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يدخل الجنة إلا مؤمن

  • 📜 حديث: لا يدخل الجنة إلا مؤمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يدخل الجنة إلا مؤمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يدخل الجنة إلا مؤمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يدخل الجنة إلا مؤمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب