حديث: يا رسول الله، إن الناس قد طمعوا وخشوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من مات على التوحيد دخل الجنة

عن جابر بن عبد اللَّه قال: بعثني رسول اللَّه ﷺ فقال: «نادِ في الناس: من قال: لا إله إلا اللَّه دخل الجنة» فخرج فلقيه عمر في الطريق، فقال: أين تريد؟ قلت: بعثني رسول اللَّه بكذا وكذا. قال: ارجعْ، فأبيتُ، فلهزني لَهْزةً في صدري فرجعتُ، ولم أجد بدًّا. قال: يا رسول اللَّه، بعثتَ هذا بكذا وكذا؟ قال: «نعم». قال: يا رسول اللَّه، إنّ الناس قد طمعوا وخشوا، فقال النبيُّ ﷺ: «اقعدْ».

حسن: رواه ابن خزيمة (٦٩٣)، وابن حبان (١٥١) كلاهما من طريق المحرر بن قعنب الباهلي، قال: حدثني رباح بن عبيدة، أن ذكوان السمان حدّثه، أن جابر بن عبد اللَّه حدّثه وقال (فذكره)، واللفظ لابن حبان.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: بعثني رسول اللَّه ﷺ فقال: «نادِ في الناس: من قال: لا إله إلا اللَّه دخل الجنة» فخرج فلقيه عمر في الطريق، فقال: أين تريد؟ قلت: بعثني رسول اللَّه بكذا وكذا. قال: ارجعْ، فأبيتُ، فلهزني لَهْزةً في صدري فرجعتُ، ولم أجد بدًّا. قال: يا رسول اللَّه، بعثتَ هذا بكذا وكذا؟ قال: «نعم». قال: يا رسول اللَّه، إنّ الناس قد طمعوا وخشوا، فقال النبيُّ ﷺ: «اقعدْ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:

الحديث:


عن جابر بن عبد اللَّه قال: بعثني رسول اللَّه ﷺ فقال: «نادِ في الناس: من قال: لا إله إلا اللَّه دخل الجنة» فخرج فلقيه عمر في الطريق، فقال: أين تريد؟ قلت: بعثني رسول اللَّه بكذا وكذا. قال: ارجعْ، فأبيتُ، فلهزني لَهْزةً في صدري فرجعتُ، ولم أجد بدًّا. قال: يا رسول اللَّه، بعثتَ هذا بكذا وكذا؟ قال: «نعم». قال: يا رسول اللَّه، إنّ الناس قد طمعوا وخشوا، فقال النبيُّ ﷺ: «اقعدْ».


1. شرح المفردات:


● بعثني: أرسلني.
● نادِ في الناس: أعلن بينهم بصوت عال.
● لهزني: ضربني أو دفعني.
● لهزةً: ضربة خفيفة.
● لم أجد بدًّا: لم أستطع الامتناع أو لم يكن لي خيار.
● طمعوا: رغبوا في الثواب ورجوه.
● خشوا: خافوا من العقاب.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يروي الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ أمره أن يعلن بين الناس أن من قال "لا إله إلا الله" دخل الجنة. فخرج جابر لينفذ الأمر، فقابله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الطريق وسأله عن وجهته، فأخبره بما كلفه به الرسول ﷺ. فطلب منه عمر الرجوع إلى النبي ﷺ، وأصر جابر على المضي في تنفيذ الأمر، فضربه عمر ضربة خفيفة في صدره (بدافع الغيرة على الدين وخشية أن يفهم الناس الأمر على غير حقيقته)، فرجع جابر مضطرًا. ثم توجه عمر إلى النبي ﷺ وسأله: يا رسول الله، أبعثت جابرًا لينادي بهذا؟ فأكد النبي ﷺ ذلك. فقال عمر: إن الناس قد طمعوا في الجنة (فاكتفوا بهذه الكلمة دون عمل) وخافوا من ترك العمل (فتراخوا عن الطاعات)، فأمره النبي ﷺ بالجلوس، إشارة إلى الموافقة على تدخله الحكيم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم شهادة "لا إله إلا الله": فهي مفتاح الجنة وأساس الإيمان، ولكن بشروطها من صدق ويقين وإخلاص وعمل صالح.
2- حكمة عمر رضي الله عنه وفقهه: حيث فهم أن البعض قد يسيء فهم هذا البيان العام فيظن أن مجرد النطق بالشهادة يكفي لدخول الجنة دون عمل أو استقامة، فتصرف بحكمة لدرء هذه الشبهة.
3- مشورة أهل العلم والرأي: حتى لو كان الأمر من النبي ﷺ، فإن عمر رضي الله عنه لم يعترض على النص نفسه، بل خشي سوء التطبيق والفهم الخاطئ من بعض الناس.
4- قبول النبي ﷺ لرأي عمر: وهذا يدل على أن الشرع يراعي المقاصد ويدفع المفاسد، ولو كان الكلام صحيحًا في نفسه.
5- الغيرة على الدين: حرص عمر رضي الله عنه على أن لا يُتخذ الدين ذريعة للتقاعس أو التواكل.
6- أهمية النية والعمل مع الإيمان: فلا يكفي مجرد القول باللسان دون تصديق القلب وعمل الجوارح.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "التحذير من الإرجاء" أي الاعتقاد بأن الإيمان مجرد قول دون عمل.
- الشهادة لها شروط: العلم، واليقين، والقبول، والانقياد، والإخلاص، والصدق، والمحبة.
- النبي ﷺ لم ينكر على عمر تدخله، بل أقره، مما يدل على صحة ما فهمه عمر من أن بعض الناس قد يسيئون الفهم.
- في روايات أخرى: أن النبي ﷺ قال بعد ذلك: "يا عمر، إني لم أبعثه ليعذب الناس، ولكن بعثته ليبشرهم" (رواه مسلم)، مما يدل على أن التبشير والترغيب أساس في الدعوة، ولكن مع مراعاة عدم الإيهام بما يخالف الشرع.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل "لا إله إلا الله" حقًا، قولاً وعملاً واعتقادًا، وأن يدخلنا جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٦٩٣)، وابن حبان (١٥١) كلاهما من طريق المحرر بن قعنب الباهلي، قال: حدثني رباح بن عبيدة، أن ذكوان السمان حدّثه، أن جابر بن عبد اللَّه حدّثه وقال (فذكره)، واللفظ لابن حبان.
وإسناده حسن من أجل محرر بن قعنب فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 67 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا رسول الله، إن الناس قد طمعوا وخشوا

  • 📜 حديث: يا رسول الله، إن الناس قد طمعوا وخشوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا رسول الله، إن الناس قد طمعوا وخشوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا رسول الله، إن الناس قد طمعوا وخشوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا رسول الله، إن الناس قد طمعوا وخشوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب