حديث: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأدعية والأذكار في الصباح والمساء

عن أبي سعيد الخدرى أن رسول الله ﷺ قال: «من قال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة».

حسن: رواه أبو داود (١٥٢٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥)، وصحّحه ابن حبان (٨٦٣)، والحاكم (١/ ٥١٨) كلهم من طريق زيد بن الحباب، حدثنا عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، حدثني أبو هانئ الخولاني، أنه سمع أبا علي الجنبي أنه سمع أبا سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدرى أن رسول الله ﷺ قال: «من قال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● رَضِيتُ: أي قَبِلْتُ وارتَضَيْتُ وأذعنتُ واطمأنَّ قلبي به، وليس مجرد النطق باللسان.
● رَبًّا: أي مُالِكاً، وَمُدَبِّراً، وَمُتَصَرِّفاً، وَمَعْبُوداً بحق لا شريك له.
● دِينًا: أي شَرِيعَةً وَمَنْهَجَ حَيَاةٍ وَطَرِيقاً أَسْلُكُهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
● رَسُولًا: أي مُبَلِّغاً عَنِ اللَّهِ، وَقُدْوَةً وَأُسْوَةً، وَخَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.
● وَجَبَتْ: أي حَقَّتْ وَثَبَتَتْ وَأَصْبَحَتْ لَازِمَةً لَهُ بِوَعْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ.

# 2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يبين فضل هذه الكلمات العظيمة، والتي هي في حقيقتها تجديد للإيمان وتثبيت للعقيدة. فليس المقصود مجرد ترديدها باللسان فحسب، بل يقترن بها يقين القلب وإخلاص النية.
● "رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا": هذا إقرار بالتوحيد الربوبي والألوهية، فهو يرضى بالله خالقاً ورازقاً ومُحيياً ومميتاً، وبأنه المستحق وحده للعبادة، فلا يشرك به شيئاً.
● "وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا": هذا إقرار بالاستسلام الكامل لله تعالى، والانقياد لشرعه، ورفض كل دين ومذهب سواه. فهو راضٍ بجميع أحكام الإسلام وأوامره ونواهيه.
● "وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا": هذا إقرار بنبوة محمد ﷺ ورسالته، وتصديق بكل ما أخبر به، وطاعة لأمره، واجتناب لما نهى عنه وزجر، ومحبة له فوق محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين.
فمن جمع هذه الأمور الثلاثة بقلب صادق ويقين راسخ، فقد استكمل أركان الإيمان العملية، وكان من أهل الجنة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم قدر هذه الكلمات: فهي كلمات موجزة لكنها تحوي ملخص للإيمان كله: التوحيد، والانقياد للشرع، ومحبة الرسول ﷺ واتّباعه.
2- الربط بين القول والعمل والإيمان: ليس الشرط مجرد النطق، بل لابد أن يعبر اللسان عن صدق ما في القلب، ويتبعه عمل الجوارح. فمن قالها وهو يخالف الإسلام بفعله، لم تنفعه.
3- سعة فضل الله ورحمته: أن جعل هذه الكلمات الموجزة سبباً لدخول الجنة، مما يدل على سعة رحمة الله وتيسيره على عباده.
4- الحث على تجديد الإيمان: ينبغي للمسلم أن يكثر من قول هذه الكلمات لتجديد إيمانه، وتذكير نفسه بعقيدته،尤其在 الأوقات التي يضعف فيها القلب أو تواجهه الشبهات.
5- بيان طريق النجاة: وهو الرضا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ﷺ رسولاً، وهذا هو طريق أهل السنة والجماعة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- يستحب للمسلم الإكثار من قول هذا الذكر، خاصة في الصباح والمساء، وبعد الصلوات، ليكون دليلاً على ثبات عقيدته ورضاه بقضاء الله وقدره.
- بعض العلماء قال: إن هذا الوعد (وجبت له الجنة) مشروط بعدم وجود ما يبطله، كالكفر أو الشرك الأكبر، أو الإصرار على الكبائر دون توبة. فهو من أسباب دخول الجنة التي تُكتب لأهل التوحيد.
- هذه الكلمات هي أصل عظيم من أصول السعادة في الدنيا والآخرة، فمن رضي بالله ربا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، سكن قلبه واطمأنت نفسه، وقنع بما قسم الله له، وسلم أمره لخالقه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ﷺ رسولاً، وثبتنا على ذلك حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٢٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥)، وصحّحه ابن حبان (٨٦٣)، والحاكم (١/ ٥١٨) كلهم من طريق زيد بن الحباب، حدثنا عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، حدثني أبو هانئ الخولاني، أنه سمع أبا علي الجنبي أنه سمع أبا سعيد الخدري فذكره.
وإسناده حسن من أجل زيد بن الحباب فإنه حسن الحديث.
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٩٣): «هذا حديث حسن».
ورواه مسلم في الإمارة (١٨٨٤) من طريق عبد الله بن وهب حدثني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله ﷺ قال: «يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة» فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها علي يا رسول الله، ففعل. ثم قال: «وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» قال وما هي؟ يا رسول الله قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله».
ولا منافاة بين اللفظين فإن معناه من قال بلسانه وهو راض بقلبه، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد (١١١٠٢) عن يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي سعيد الخدري، قال: أخذ رسول الله ﷺ بيدي فقال: «يا أبا سعيد ثلاثة من قالهن دخل الجنة» قلت: ما هن يا رسول الله؟ قال: «من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا» ثم قال: «يا أبا سعيد، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض، وهي: الجهاد في سبيل الله».
وابن لهيعة لا بأس به في المتابعات.
ولا مانع أن يكون الحديث رواه عن أبي سعيد كل من أبي علي الجنبي وأبي عبد الرحمن الحبلي، ورواه أبو هانئ الخولاني عنهما جميعا، وإن كانت رواية ابن وهب أصح، وقد صحح ابن حبان الطريقين جميعا. (٨٦٣، ٤٦١٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 454 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة

  • 📜 حديث: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب