الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها من أشاء

حديث: الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها من أشاء

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «احتجت الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فيَّ ضعفاء الناس ومساكينهم، قال:
فقضى بينهما أنكِ الجنةُ رحمتي أرحم بك من أشاء، وأنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكلاكما عليَّ ملؤها».

صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٤٧) وأحمد (١١٧٥٤) كلاهما عن عثمان بن محمد - قال عبد الله بن الإمام أحمد: وسمعته أنا من عثمان - حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستعيناً بالله تعالى، معتمداً على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه الكامل:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «احْتَجَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: فِيَّ الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ، فَقَضَى بَيْنَهُمَا: أَنَّكِ الْجَنَّةُ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَأَنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا».

1. شرح المفردات:

● احتجت: أي تخاصمت وتنازعت وادعت كل منهما ما فيها.
● الجبارون: الطغاة المتسلطون المتعاظمون في الأرض بغير الحق.
● المتكبرون: المتعظمون على الخلق، المختالون في مشيتهم.
● ضعفاء الناس: الفقراء والمساكين والمستضعفون.
● مساكينهم: الفقراء المحتاجون.
● قضى بينهما: حكم وفصل بينهما.
● ملؤها: ما يملؤها من الخلق.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث من أحاديث الصفات التي يجب إمرارها كما جاءت بلا تكييف ولا تمثيل، مع الإيمان بما دلت عليه من معاني.
يخبر النبي ﷺ أن الجنة والنار تخاصمتا وتنازعتا، فادعت النار أن فيها الجبارين والمتكبرين من الطغاة والمتجبرين على عباد الله، وادعت الجنة أن فيها ضعفاء الناس ومساكينهم من الفقراء والمستضعفين.
فأخبر الله تعالى أنه قضى بينهما بأن الجنة هي رحمته، يرحم بها من يشاء من عباده، والنار هي عذابه، يعذب بها من يشاء من عباده، وأن كلاً من الجنة والنار ستمتلئان بما شاء الله تعالى من خلقه.

3. الدروس المستفادة منه:

● عظمة قدرة الله تعالى: حيث خلق الجنة والنار وجعلهما تتكلمان وتحاجان.
● العدل الإلهي: فالله تعالى هو الحكم العدل الذي يقضي بين خلقه بالحق.
● التواضع وذم الكبر: فالكبراء والمتجبرون هم أهل النار، والضعفاء والمساكين هم أهل الجنة.
● الإيمان بالقدر: فالله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه.
● رحمة الله الواسعة: حيث جعل الجنة رحمته يعطيها من يشاء من عباده.
● تحذير من الكبر والعظمة: فإنها من صفات أهل النار.
● الترغيب في التواضع: فإنه من صفات أهل الجنة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتلقاة بالقبول.
- فيه إثبات صفة الكلام لله تعالى كما يليق بجلاله.
- يدل على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وهما تتكلمان بحقيقة.
- يؤكد أن الله تعالى هو الذي يحكم ويقضي بما يشاء، ولا راد لقضائه.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في التخلي عن صفات الكبر والعظمة، والتخلق بالتواضع والرحمة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، ويبعدنا عن النار وأهلها، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٤٧) وأحمد (١١٧٥٤) كلاهما عن عثمان بن محمد - قال عبد الله بن الإمام أحمد: وسمعته أنا من عثمان - حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره. واللفظ لأحمد، ومسلم أحال على لفظ أبي هريرة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1518 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها من أشاء

📜 حديث: الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها من أشاء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها من أشاء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها من أشاء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها من أشاء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية