حديث: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (٣٥)﴾

عن صهيب عن النبي ﷺ قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨١) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، فذكره.

عن صهيب عن النبي ﷺ قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله ﵎: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرؤية، يرويه الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● «تريدون شيئًا أزيدكم؟»: أي يسألهم تعالى - وهو أعلم بحالهم - سؤال تفضل وإكرام، ليظهر فضله عليهم ويزيدهم من كرمه.
● «ألم تبيض وجوهنا؟»: أي ألم تنجنا من الذل والعار في الدنيا والآخرة، وتُدخلنا الجنة بفضلك ورحمتك؟ والبياض هنا كناية عن النجاة والكرامة.
● «ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟»: هذا اعتراف منهم بنعم الله العظيمة عليهم، وأنهم قد حصلوا على أعلى المطالب.
● «فيكشف الحجاب»: أي الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤية الله تعالى في الدار الآخرة.
● «فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم»: أي أن أعظم ما أعطوه في الجنة وأحبه إلى قلوبهم هو رؤية الله تعالى.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أعظم نعيم يُمنح لأهل الجنة، وهو النظر إلى وجه الله الكريم. فبعد أن يدخلوا الجنة ويستقروا فيها، ويلذوا بأنواع النعيم، يسألهم الله تعالى سؤال تفضل وإكرام: «هل تريدون شيئًا أزيدكم؟» فيذكرون ما أنعم الله به عليهم من إدخالهم الجنة وتنجيتهم من النار، وبياض وجوههم دلالة على الرضى والكرامة. ثم يكشف الله الحجاب، فينظرون إليه تعالى، فلا يوجد شيء عندهم أحب من هذه الرؤية، وهي أعلى نعيم لأهل الجنة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة: وهذا من عقائد أهل السنة والجماعة، يؤمنون بأن المؤمنين يرون الله تعالى في الآخرة بأبصارهم، كما يرى القمر ليلة البدر، دون كيفية أو تشبيه.
2- سعة كرم الله وعطائه: فالله تعالى لا يزال يمن على عباده بالنعم ويتفضل عليهم بما هو أعظم وأكمل.
3- أن نعيم الجنة متفاوت: وأعلى النعيم هو النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، والزيادة هي النظر إلى وجه الله.
4- الاعتراف بنعم الله وشكره: فقد اعترف أهل الجنة بنعم الله عليهم، وهذا من شكرهم له تعالى.
5- الحث على العمل الصالح: الذي يكون سببًا في نيل هذه الدرجة العالية من النظر إلى الله تعالى في الجنة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالرؤية.
- النظر إلى الله تعالى في الجنة هو الغاية القصوى للسعداء، وبه تكمل سعادتهم، ويزدادون به غبطة وفرحًا.
- وقد جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تثبت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، منها قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].
نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يبلغنا هذه الدرجة العالية، ويرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨١) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، فذكره.
ورواه أيضا من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة به، وزاد: ثم تلا هذه الآية: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦].
ورواه الإمام أحمد (١٨٩٣٥) عن يزيد بن هارون به كاملا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1520 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟

  • 📜 حديث: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب