حديث: من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كان له صدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤)﴾

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة».

متفق عليه: رواه البخاري في الحرث والمزارعة (٢٣٢٠) ومسلم في المساقاة (١٥٥٣) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس، قال: فذكره.

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين سعة رحمة الإسلام وشموليته، حيث جعل الخير والصدقة في كل شيء، حتى في الأمور الدنيوية المحضة إذا قصد بها المسلم وجه الله تعالى.
الحديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَتَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ».
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.


أولاً. شرح المفردات:


● يغرس غرسا: يزرع أشجاراً أو نباتات معمرة كالنخيل والزيتون والليمون.
● يزرع زرعا: يبذر بذوراً لمحاصيل موسمية كالقمح والشعير والخضروات.
● بهيمة: كل حيوان من ذوات الأربع، كالغنم والبقر والإبل وغيرها.
● صدقة: أجر وثواب من الله تعالى، يكتب له كمن تصدق على الغير.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المسلم إذا قام بغرس شجرة أو زرع نبات، ثم انتفع به أي كائن من مخلوقات الله – سواء كان طيراً في السماء، أو إنساناً، أو حيواناً – فإن هذا العمل يتحول إلى عبادة يجزي عليه الله تعالى بالأجر والثواب، ويكتب له كصدقة يتقرب بها إلى الله.
والفعل نفسه (الغرس أو الزرع) قد يكون عملاً دنيوياً بحتاً، ولكن نيته في طلب الرزق الحلال أو نفع الخلق أو عمارة الأرض، تجعله عبادة وقربة إلى الله، فيثاب عليه. والأجر لا ينقطع بموت الشخص، بل يستمر ما دام الغرس أو الزرع منتفعاً به، فهو من الصدقة الجارية التي ينتفع بها المسلم بعد موته.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة مفهوم العبادة في الإسلام: فالإسلام لا يفصل بين الدنيا والآخرة، بل يجعل العمل الدنيوي إذا قصد به وجه الله ونفع العباد عبادة يُثاب عليها المسلم. فزراعة الأرض واستصلاحها من الأعمال المحمودة.
2- الحث على الإنتاج وعمارة الأرض: يحث الحديث على العمل والإنتاج والاستفادة من خيرات الأرض، وعدم التواكل والكسل.
3- نفع الآخرين وسيلة للأجر: الحديث يحفز المسلم على أن يكون وجوده سبباً في نفع الآخرين، حتى الحيوانات والطيور، فكل ذلك خير يكتب في ميزان حسناته.
4- الرحمة بجميع المخلوقات: الحديث يدعو إلى الرحمة بالخلق جميعاً، والإحسان إليهم، حتى بالبهائم والطيور، بتوفير الطعام والمنفعة لها.
5- استمرار الأجر بعد الموت: الغرس والزرع من الصدقة الجارية التي يستمر أجرها للإنسان بعد وفاته، ما دام الناس والخلق ينتفعون به.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "النيات" وكيف أن الأعمال تتضاعف بحسب النية الخالصة لله تعالى.
- هناك أحاديث أخرى تزيد المعنى توضيحاً، مثل حديث: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا». وهو حث على العمل والإنتاج حتى آخر لحظة في الحياة.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على فضل الزراعة وأهميتها الاقتصادية والبيئية في الإسلام، وأنها من أسباب البركة في الرزق.
نسأل الله أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحرث والمزارعة (٢٣٢٠) ومسلم في المساقاة (١٥٥٣) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس، قال: فذكره.
قال الحافظ ابن حجر: «فيه جواز نسبة الزرع إلى الآدمي، وقد ورد في المنع منه حديث غير قوي» وذكر حديث أبي هريرة المذكور.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1618 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كان له صدقة

  • 📜 حديث: من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كان له صدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كان له صدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كان له صدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كان له صدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب