حديث: سبقك بها عكاشة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)﴾

عن عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عند نبي الله ﷺ ذات ليلة حتى أكرينا الحديث، ثم تراجعنا إلى البيت، فلما أصبحنا غدونا إلى نبي الله ﷺ، فقال نبي الله ﷺ: «عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحد، حتى أتى عليَّ موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا رب! من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران».
قال: «وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: رب! من هؤلاء؟ قال: أمتك». قال: «فقيل لي: رضيت». قال: «قلت: رب! رضيت رب! رضيت». قال: «ثم قيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم». قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، قال: «اللهم! اجعله منهم». قال: ثم أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة».
قال: ثم قال نبي الله ﷺ: «فداكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني رأيت ثَمَّ أناسا يتهرَّشون كثيرا». قال: فقال نبي الله ﷺ: «إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الثلث». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الشطر».
قال: فكبرنا، فتلا نبي الله ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ قال: فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين، فقالوا: نراهم أناسا ولدوا في الإسلام، ثم لم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، قال: فنمى حديثهم إلى نبي الله ﷺ، فقال ﷺ: «ليس كذلك، ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».

صحيح: رواه أحمد (٣٩٨٩)، والبزار (١٤٤٠، ١٤٤١)، وصحّحه ابن حبان (٦٤٣١)، والحاكم (٤/ ٥٧٨، ٥٧٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٥) كلهم من طرق عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عند نبي الله ﷺ ذات ليلة حتى أكرينا الحديث، ثم تراجعنا إلى البيت، فلما أصبحنا غدونا إلى نبي الله ﷺ، فقال نبي الله ﷺ: «عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحد، حتى أتى عليَّ موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا رب! من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران».
قال: «وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: رب! من هؤلاء؟ قال: أمتك». قال: «فقيل لي: رضيت». قال: «قلت: رب! رضيت رب! رضيت». قال: «ثم قيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم». قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، قال: «اللهم! اجعله منهم». قال: ثم أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة».
قال: ثم قال نبي الله ﷺ: «فداكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني رأيت ثَمَّ أناسا يتهرَّشون كثيرا». قال: فقال نبي الله ﷺ: «إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الثلث». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الشطر».
قال: فكبرنا، فتلا نبي الله ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ قال: فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين، فقالوا: نراهم أناسا ولدوا في الإسلام، ثم لم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، قال: فنمى حديثهم إلى نبي الله ﷺ، فقال ﷺ: «ليس كذلك، ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث العظيم شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

الحديث الشريف:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: تحدثنا عند نبي الله ﷺ ذات ليلة حتى أكرينا الحديث، ثم تراجعنا إلى البيت، فلما أصبحنا غدونا إلى نبي الله ﷺ، فقال نبي الله ﷺ: «عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحد، حتى أتى عليَّ موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا رب! من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران». قال: «وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: رب! من هؤلاء؟ قال: أمتك». قال: «فقيل لي: رضيت». قال: «قلت: رب! رضيت رب! رضيت». قال: «ثم قيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم». قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، قال: «اللهم! اجعله منهم». قال: ثم أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة». قال: ثم قال نبي الله ﷺ: «فداكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني رأيت ثَمَّ أناسا يتهرَّشون كثيرا». قال: فقال نبي الله ﷺ: «إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الثلث». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الشطر». قال: فكبرنا، فتلا نبي الله ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ قال: فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين، فقالوا: نراهم أناسا ولدوا في الإسلام، ثم لم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، قال: فنمى حديثهم إلى نبي الله ﷺ، فقال ﷺ: «ليس كذلك، ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».


1. شرح المفردات:


● أكرينا الحديث: أي أكثرنا منه وأطلنا فيه.
● تراجعنا: رجعنا.
● غدونا: ذهبنا في وقت الغداة (بعد الفجر).
● العصابة: الجماعة من الناس.
● النفر: الجماعة القليلة (ثلاثة إلى عشرة).
● كبكبة: جماعة كبيرة وغفيرة.
● ظراب: الجبال الصغيرة أو التلال.
● سدَّ وجوه الرجال: ملأها وكثُر عددهم حتى غطوا الجبل.
● تهرَّشون: يسرعون في المشي أو يتبادرون.
● ثُلَّة: جماعة كبيرة.
● يسترقون: يطلبون الرقية من غير القرآن والسنة (أي من المشعوذين والكهنة).
● يكتوون: يطلبون الكي بالنار للعلاج (بدون ضرورة شرعية).
● يتطيرون: يتشاءمون بالطيور أو غيرها.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفيه يقصُّ علينا النبي ﷺ رؤيا عظيمة رأها في منامه، حيث عُرضت عليه أمم الأنبياء السابقين مع أتباعهم يوم القيامة.
أولاً: عرض أمم الأنبياء:
- جاء كل نبي ومعه من اتبعه من قومه، فمنهم من جاء معه ثلاثة فقط، ومنهم معه جماعة (عصابة)، ومنهم معه نفر قليل، ومنهم من لم يأتِ معه أحد! وهذا يدل على قلة من استجاب للأنبياء في كثير من الأمم السابقة.
- ثم جاء موسى عليه السلام ومعه جماعة غفيرة من بني إسرائيل، فأعجب النبي ﷺ بكثرةهم.
ثانيًا: أمة محمد ﷺ:
- ثم رأى ﷺ جبلًا من جبال مكة قد امتلأ بالرجال حتى سُدَّ بهم وجه الجبل، وهم من أمته، فسأل ربه عنهم فأخبره أنهم أمته.
- ثم قيل له: "رضيت؟" فقال: "نعم رضيت" تأكيدًا لرضاه عن أمته وكثرة أتباعه.
ثالثًا: السبعون الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب:
- أخبره الله تعالى أن مع هؤلاء الجماعة الغفيرة سبعين ألفًا يدخلون الجنة بلا عذاب ولا حساب.
- فطلب منه الصحابي عكاشة بن محصن أن يدعو الله أن يجعله منهم، فدعا له النبي ﷺ.
- ثم طلب رجل آخر أن يدعو له، فقال له النبي ﷺ: "سبقك بها عكاشة"، أي أن الدعوة خاصة بعكاشة.
رابعًا: درجات السابقين:
- حضَّ النبي ﷺ أمته على السعي للدرجات العلى:
- الأولى: أن يكونوا من السبعين الألف.
- الثانية: إذا عجزوا فليكونوا من
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٩٨٩)، والبزار (١٤٤٠، ١٤٤١)، وصحّحه ابن حبان (٦٤٣١)، والحاكم (٤/ ٥٧٨، ٥٧٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٥) كلهم من طرق عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود فذكره. والسياق لابن حبان وسياق الآخرين نحوه إلا أن الإمام أحمد لم يسق لفظه وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1617 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبقك بها عكاشة

  • 📜 حديث: سبقك بها عكاشة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبقك بها عكاشة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبقك بها عكاشة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبقك بها عكاشة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب