حديث: سبقك بها عكاشة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)﴾
قال: «وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: رب! من هؤلاء؟ قال: أمتك». قال: «فقيل لي: رضيت». قال: «قلت: رب! رضيت رب! رضيت». قال: «ثم قيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم». قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، قال: «اللهم! اجعله منهم». قال: ثم أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة».
قال: ثم قال نبي الله ﷺ: «فداكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني رأيت ثَمَّ أناسا يتهرَّشون كثيرا». قال: فقال نبي الله ﷺ: «إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الثلث». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الشطر».
قال: فكبرنا، فتلا نبي الله ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ قال: فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين، فقالوا: نراهم أناسا ولدوا في الإسلام، ثم لم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، قال: فنمى حديثهم إلى نبي الله ﷺ، فقال ﷺ: «ليس كذلك، ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».
صحيح: رواه أحمد (٣٩٨٩)، والبزار (١٤٤٠، ١٤٤١)، وصحّحه ابن حبان (٦٤٣١)، والحاكم (٤/ ٥٧٨، ٥٧٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٥) كلهم من طرق عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث العظيم شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: تحدثنا عند نبي الله ﷺ ذات ليلة حتى أكرينا الحديث، ثم تراجعنا إلى البيت، فلما أصبحنا غدونا إلى نبي الله ﷺ، فقال نبي الله ﷺ: «عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحد، حتى أتى عليَّ موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا رب! من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران». قال: «وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: رب! من هؤلاء؟ قال: أمتك». قال: «فقيل لي: رضيت». قال: «قلت: رب! رضيت رب! رضيت». قال: «ثم قيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم». قال: فأنشأ عكاشة بن محصن أخو بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، قال: «اللهم! اجعله منهم». قال: ثم أنشأ رجل آخر، فقال: يا نبي الله! ادع ربك أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة». قال: ثم قال نبي الله ﷺ: «فداكم أبي وأمي، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني رأيت ثَمَّ أناسا يتهرَّشون كثيرا». قال: فقال نبي الله ﷺ: «إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الثلث». قال: فكبرنا، ثم قال: «إني لأرجو أن يكونوا الشطر». قال: فكبرنا، فتلا نبي الله ﷺ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ قال: فتراجع المسلمون على هؤلاء السبعين، فقالوا: نراهم أناسا ولدوا في الإسلام، ثم لم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، قال: فنمى حديثهم إلى نبي الله ﷺ، فقال ﷺ: «ليس كذلك، ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».
1. شرح المفردات:
● أكرينا الحديث: أي أكثرنا منه وأطلنا فيه.
● تراجعنا: رجعنا.
● غدونا: ذهبنا في وقت الغداة (بعد الفجر).
● العصابة: الجماعة من الناس.
● النفر: الجماعة القليلة (ثلاثة إلى عشرة).
● كبكبة: جماعة كبيرة وغفيرة.
● ظراب: الجبال الصغيرة أو التلال.
● سدَّ وجوه الرجال: ملأها وكثُر عددهم حتى غطوا الجبل.
● تهرَّشون: يسرعون في المشي أو يتبادرون.
● ثُلَّة: جماعة كبيرة.
● يسترقون: يطلبون الرقية من غير القرآن والسنة (أي من المشعوذين والكهنة).
● يكتوون: يطلبون الكي بالنار للعلاج (بدون ضرورة شرعية).
● يتطيرون: يتشاءمون بالطيور أو غيرها.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث العظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وفيه يقصُّ علينا النبي ﷺ رؤيا عظيمة رأها في منامه، حيث عُرضت عليه أمم الأنبياء السابقين مع أتباعهم يوم القيامة.
أولاً: عرض أمم الأنبياء:
- جاء كل نبي ومعه من اتبعه من قومه، فمنهم من جاء معه ثلاثة فقط، ومنهم معه جماعة (عصابة)، ومنهم معه نفر قليل، ومنهم من لم يأتِ معه أحد! وهذا يدل على قلة من استجاب للأنبياء في كثير من الأمم السابقة.
- ثم جاء موسى عليه السلام ومعه جماعة غفيرة من بني إسرائيل، فأعجب النبي ﷺ بكثرةهم.
ثانيًا: أمة محمد ﷺ:
- ثم رأى ﷺ جبلًا من جبال مكة قد امتلأ بالرجال حتى سُدَّ بهم وجه الجبل، وهم من أمته، فسأل ربه عنهم فأخبره أنهم أمته.
- ثم قيل له: "رضيت؟" فقال: "نعم رضيت" تأكيدًا لرضاه عن أمته وكثرة أتباعه.
ثالثًا: السبعون الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب:
- أخبره الله تعالى أن مع هؤلاء الجماعة الغفيرة سبعين ألفًا يدخلون الجنة بلا عذاب ولا حساب.
- فطلب منه الصحابي عكاشة بن محصن أن يدعو الله أن يجعله منهم، فدعا له النبي ﷺ.
- ثم طلب رجل آخر أن يدعو له، فقال له النبي ﷺ: "سبقك بها عكاشة"، أي أن الدعوة خاصة بعكاشة.
رابعًا: درجات السابقين:
- حضَّ النبي ﷺ أمته على السعي للدرجات العلى:
- الأولى: أن يكونوا من السبعين الألف.
- الثانية: إذا عجزوا فليكونوا من
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1617 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1592 لما قرأ النبي سورة الرحمن سكت الصحابة فقال: الجن أحسن...
- 1593 من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويخفض...
- 1594 وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ وإن زنى وإن سرق
- 1595 سدرة المنتهى فيها فراش الذهب، كأن ثمرها القلال
- 1596 أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر
- 1597 وما في الجنة أعزب
- 1598 روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها
- 1599 للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين على كل...
- 1600 ما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء...
- 1601 في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا
- 1602 يا ذا الجلال والإكرام
- 1603 عنوان الحديث: **"كان النبي إذا انصرف من صلاته استغفر...
- 1604 عن عائشة: كان النبي إذا سلم لم يقعد إلا مقدار...
- 1605 هل رأى أحد منكم رؤيا؟
- 1606 نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل
- 1607 السدر المخضود يخضد الله شوكه ويجعل مكان كل شوكة ثمرة
- 1608 التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون...
- 1609 يسير الراكب في ظلها مائة عام
- 1610 إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام...
- 1611 إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة...
- 1612 يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها
- 1613 تناولت عنقودا من الجنة لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت...
- 1614 إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا...
- 1615 الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء
- 1616 أنطأ في الجنة دحمًا دحمًا فترجع مطهرة بكرًا
- 1617 سبقك بها عكاشة
- 1618 من يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة...
- 1619 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا
- 1620 مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 1621 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب
- 1622 أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب
- 1623 سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقْرَأُ فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ
- 1624 أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت
- 1625 كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن
- 1626 من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في...
- 1627 اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر
- 1628 عتاب الله للمؤمنين بعد أربع سنين من إسلامهم
- 1629 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب...
- 1630 جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها،...
- 1631 قصة خولة بنت ثعلبة
- 1632 عليكم السام واللعنة
- 1633 السام عليك يا أبا القاسم فقال وعليكم
- 1634 قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا
- 1635 سام عليك
- 1636 عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه...
- 1637 علام تشتمني أنت وأصحابك
- 1638 ثلاثة في قرية لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة
- 1639 سورة التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم
- 1640 سورة الحشر تسمى سورة النضير
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
معلومات عن حديث: سبقك بها عكاشة
📜 حديث: سبقك بها عكاشة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سبقك بها عكاشة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سبقك بها عكاشة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سبقك بها عكاشة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








