حديث: لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرجل الحاقن يبدأ بالخلاء

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى».

صحيح: رواه ابن ماجه (٦١٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وهو في مصنفه (٢/ ٤٢٢) ثنا أبو أسامة، عن إدريس الأوْدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ وَبِهِ أَذًى».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وصححه الألباني)


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


* لَا يَقُومُ: النهي عن القيام للصلاة.
* أَحَدُكُمْ: خطاب للمسلمين كافة.
* إِلَى الصَّلَاةِ: أي لأداء الصلاة.
* وَبِهِ: أي وهو يحمل في جسده.
* أَذًى: كل ما يشغل المصلي ويؤذيه وينقص خشوعه، وأشهر ما فسّر به:
* البول والغائط: أي حاجة الإنسان إلى قضاء الحاجة.
* الريح: أي خروج الريح (الضراط).
* الجوع الشديد أو العطش المفرط: مما يشغل البال.
* النعاس الشديد: الذي يذهب بالعقل والتركيز.
* أي ألم أو مرض يشغل القلب عن الخشوع في الصلاة.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلم أن يشرع في الصلاة وهو يحسّ في نفسه شيئاً من المشاغل والأذيات الجسدية التي تمنعه من كمال الخشوع والاطمئنان في صلاته، وتجعله يستعجل فيها لينتهي منها، أو تذهب بعقله فلا يدري ما يقول فيها. فهو أمر بتوفير أسباب الخشوع والطمأنينة قبل الدخول في الصلاة.

# 3. الدروس المستفادة والفقه فيه:
* وجوب الطهارة من الحدثين: (الحدث الأصغر بالوضوء، والحدث الأكبر بالغسل) قبل الصلاة. وهذا هو أظهر معاني "الأذى" في الحديث، فمن كان محدثاً وجب عليه أن يتطهر أولاً ثم يصلي.
* النهي عن الصلاة مع وجود ما يشغل القلب: كمن به جوع شديد وطعام حاضر، أو عطش شديد، أو نعاس لا يقاوم، أو حاجة ملحة لقضاء الحاجة. فيستحب له أن يزيل هذا الشاغل أولاً حتى تخلو نفسه لله تعالى في صلاته.
* الحث على كمال الخشوع: فالصلاح الظاهري (القيام والركوع والسجود) لا يكفي وحده، بل لابد من صلاح الباطن وحضور القلب، وهذا من مقاصد الصلاة العظيمة.
* التأدب مع الله تعالى: فالمصلي يقف بين يدي الله تعالى، فينبغي أن يكون في أكمل هيئة وأطهر حالة، خالي القلب من الشواغل، مما يعظم أجره وثوابه.
* الفقهاء واستنباط الأحكام: استدل الفقهاء بهذا الحديث على:
* كراهة الصلاة مع وجود هذه المشاغل كراهة تنزيهية، وليست كراهة تحريم، إلا إذا كان ذلك يترتب عليه فوات وقت الصلاة.
* أن من دخل في الصلاة ثم تذكر أنه لم يتوضأ أو أحس بحاجة لقضاء الحاجة، فإنه يجب عليه قطع الصلاة وإزالة هذا الأذى، ثم يعيد الصلاة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث يدخل في باب "السترة" أو "سد الذرائع"، حيث يمنع الشرع ما يؤدي إلى نقص في العبادة أو إهدار لها.
* يقابله حديث آخر يؤكد على نفس المعنى وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَأَحَدُكُمْ عَلَى حَاجَتِهِ فَلْيَقْضِ حَاجَتَهُ ثُمَّ لِيَأْتِ» (رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني).
* ينبغي للمسلم أن يستعد للصلاة قبل وقتها بقليل، بأن يقضي حاجته، ويتوضأ وضوءاً مسبغاً، ويأت إلى المصلي بسكينة ووقار.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، واجعل عملنا خالصاً لوجهك الكريم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٦١٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وهو في مصنفه (٢/ ٤٢٢) ثنا أبو أسامة، عن إدريس الأوْدي، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وصححه ابن حبان، فأخرجه في صحيحه (٢٠٧٢) من طريق إدريس بن يزيد الأودي به، ولفظه: «لا يُصلَّ أحدكم وهو يُدافِعه الأخبثان».
قال البوصيري في زوائد ابن ماجه: رجال إسناده ثقات.
قال الأعظمي: وهو كما قال. وأبو أسامة هو: حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت ربما دلس، كما قال الحافظ.
وإدريس هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، وثَّقه ابن معين والنسائي.
والحديث في مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٤٢٢).
وقوله «أذى» أي: حاجة للبول والبراز. كما جاء تفسيره في مسند الإمام أحمد (٩٦٩٧، ١٠٠٩٤) من طريق دارد، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكر مثله. وقال في آخر الحديث: يعني البول والغائط إلا أن داود - وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي ضعيف، ضعفَّه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم.
أما ما روي عن أبي هريرة بلفظ: «لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حقِن حتى يتخفف ...» رواه أبو داود (٩١)، قال: حدثنا محمود بن خالد السُلمي، قال: حدثنا أحمد بن علي، قال: حدثنا ثور، عن يزيد بن شُريح الحضّرمي، عن أبي حيّ المؤذَّن، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حَقِن حتى يتخفَّف، ثم ساق نحوه. (أي نحو حديث ثوبان الذي ذكره أبو داود قبله، وهو): «ولا يحلّ لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤُمَّ قومًا إلا بإذنهم، ولا يختصّ نفسه بدعوةٍ دونهم؛ فإن فعل فقد خانهم».
ففيه يزيد بن شريح الحضرمي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: يعتبر به. وجعله الحافظ في مرتبة مقبول, أي: حيث يتابع، وقد توبع فيما سبق متابعة قاصرة في الجزء الأول من الحديث.
ورُوي أيضًا عن ثوبان مثله، رواه أبو داود (٩٠) والترمذي (٣٥٧) كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش، وابن ماجه (٦١٩) من طريق بقية كلاهما عن حبيب بن صالح، عن يزيد بن شريح، عن أبي حي المؤذن، عن ثوبان، ولفظه: «ثلاث لا يحل لأحد أن يفعلهُنَّ: لا يؤُمّ رجلٌ قومًا فيخصّ نفسه بالدعاء دونهم؛ فإن فعل فقد خانهم، ولا ينظر في قعر بيت قبل أن يستأذن؛ فإن فعل فقد دخل، ولا يصلي وهو حقِن حتى ينخفَّف».
وإسماعيل وبقية ضعيفان، وشريح مقبول، إلا أن الترمذي حسّنه.
قال الترمذي: وفي الباب أيضًا عن أبي أمامة.
قال الأعظمي: حديث أبي أمامة رواه ابن ماجه (٦١٧) قال: حدثنا بشر بن آدم، ثنا زيد بن الحباب، ثنا معاوية بن صالح، عن السفر بن نُسير، عن يزيد بن شريح، عن أبي أمامة: أن رسول الله ﷺ نهى أن يصلي الرجل وهو حاقن.
قال البوصيري في زوائده: إسناده ضعيف؛ لضعف السفر، وكذا بشر بن آدم.
قال الأعظمي: وهذه الأحاديث الثلاثة تدور كلّها على يزيد بن شُريح وهو غير مشهور بالحفظ والعدالة إلّا ما ذكره ابن حبان وهو متساهل في توثيق المجاهيل، ومع ذلك رواه على عدّة وجوه مما يدل على عدم ضبطه ويوجب التّوقف في قبول حديثه.
وفي الجملة الأولى من متنه وهي قوله: «لا يؤمّ رجل قومًا فيخصّ نفسه بالدّعاء دونهم فإن فعل فقد خانهم» نكارة؛ لأنها مخالفة لهدي النبيّ ﷺ الذي كان يدعو بالإفراد كقوله: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» الحديث.
وبهذا الحديث استدل ابن خزيمة في صحيحه (٣/ ٦٣) على ردّ هذه الجملة من الحديث. وحديث الباب يحرم الصّلاة في حالة مدافعة الأخبثين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى

  • 📜 حديث: لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب