حديث: أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا وغير طاهر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في السواك

عن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر أن رسول الله ﷺ أُمِر بالوضوء لكل صلاةٍ طاهرًا وغير طاهر، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة.
فكان ابن عمر يرى أن به قوة؛ فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة.

حسن: رواه أبو داود (٤٨) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال: قلت: أرأيت توضُّؤَ ابن عمر لكل صلاة طاهرا وغير طاهر، عَمَّ ذاك؟ فقال: حدَّثَتْنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة حدثَها، فذكر الحديث.

عن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر أن رسول الله ﷺ أُمِر بالوضوء لكل صلاةٍ طاهرًا وغير طاهر، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة.
فكان ابن عمر يرى أن به قوة؛ فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر أن رسول الله ﷺ أُمِر بالوضوء لكل صلاةٍ طاهرًا وغير طاهر، فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة. فكان ابن عمر يرى أن به قوة؛ فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة.


1. شرح المفردات:


● أُمِر: خوطب وأُمر من الله تعالى بالوضوء لكل صلاة.
● طاهرًا وغير طاهر: أي سواء كان على وضوء سابق أم لا.
● فلما شق ذلك عليه: عندما وجد ذلك صعبًا أو ثقيلاً على الأمة.
● أمر بالسواك: بدل الوضوء لكل صلاة، حثَّ على السواك.
● به قوة: أي يجد في نفسه نشاطًا وقدرة على ذلك.
● لا يدع: لا يترك.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى أمرًا أوليًا من الله تعالى بأن يتوضأ لكل صلاة، حتى لو كان على وضوء سابق (طاهرًا)، أو كان محدثًا (غير طاهر). لكن هذا الأمر كان شاقًا على المسلمين، فنسخه الله تعالى برخصة أخرى، وهي الحث على السواك قبل كل صلاة بدلاً من إعادة الوضوء. ومع ذلك، بقي بعض الصحابة – مثل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – يلتزمون بالوضوء لكل صلاة؛ لما يرون فيه من قوة ونشاط وفضل.


3. الدروس المستفادة منه:


● نسخ الأحكام: الحديث دليل على نسخ بعض الأحكام الشرعية تيسيرًا على الأمة، مما يظهر رحمة الإسلام ومرونته.
● فضل السواك: الحث على السواك قبل الصلاة، وهو سنة مؤكدة، حيث يُطهّر الفم ويُرضي الرب.
● اجتهاد الصحابة: حرص الصحابة رضي الله عنهم على الطاعة والعبادة، وابن عمر رضي الله عنهما التزم بالوضوء لكل صلاة – مع كونه غير واجب – طلبًا للقوة والفضل.
● التيسير ورفع الحرج: الشريعة جاءت لرفع المشقة، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج:78].


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، وابن ماجه في "سننه"، وحسنه بعض أهل العلم.
- الوضوء لكل صلاة ليس واجبًا بل مندوب لمن كان على وضوء سابق، إلا أن الحديث يدل على فضله.
- السواك مستحب في كل وقت، ويتأكد عند الصلاة والوضوء واستيقاظ من النوم.
- عمل ابن عمر رضي الله عنهما يدل على اجتهاد الصحابة في العبادة وحرصهم على الخير، لكن لا يُلزم غيره بما التزم به هو.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال: قلت: أرأيت توضُّؤَ ابن عمر لكل صلاة طاهرا وغير طاهر، عَمَّ ذاك؟ فقال: حدَّثَتْنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة حدثَها، فذكر الحديث.
ورجاله ثقات، غير محمد بن إسحاق؛ فهو مدلس وقد جاء التصريح كما رواه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٢٢٥) عن يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن يحيى بن حَبّان الأنصاري ثم المازني - مازن بني النجار - عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، فذكر الحديث. إلا أنه قال فيه: عبد الله بن عمر - مصغرا وأبو داود أشار إلى رواية إبراهيم - وهو ابن سعد - عن محمد بن إسحاق بأن فيه عبيد الله - مصغرا.
قال الأعظمي: ولا يضر هذا الخلاف؛ فكلاهما - عبد الله (مكبرا) وعبيدالله (مصغرا) - ثقتان من رجال الشيخين، وثقهما أبو زرعة والنسائي.
وأمَّا الأحاديث الواردة في فضل الصلوات التي يُتسوَّك لها على الصلوات التي لا يُتسوَّك لها سبعين ضعفًا أو خمسًا وسبعين ضعفًا؛ فكلُّها ضعيفةٌ، ولا يصحُّ منها شيءٌ، انظر: «البدر المنير» (٢/ ١٣ - ٢٢)، «والعلل المتناهية» (١/ ٣٣٦). قال الحافظ في «التلخيص» (١/ ٦٨): أسانيدها معلولةٌ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا وغير طاهر

  • 📜 حديث: أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا وغير طاهر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا وغير طاهر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا وغير طاهر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرًا وغير طاهر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب