نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل

حديث: نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل

عن حميد الحميري قال: لقيت رجلا صحب النبي ﷺ أربع سنين، كما صحبه أبو هريرة، قال: نهى رسول الله ﷺ أن تغتسل المرأةُ بفضل الرجل، أو يغتسل الرجل بفضل المرأة.

صحيح: رواه أبو داود (٨١) والنسائي (٢٣٨) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن داود الأوْدي، عن حُميد بن عبد الرحمن قال، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث شريف فيه نهي عن أمر مهم يتعلق بالطهارة والحفاظ على الآداب العامة. وإليك الشرح الوافي له على منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن حميد الحميري قال: لقيت رجلاً صحب النبي ﷺ أربع سنين، كما صحبه أبو هريرة، قال: نهى رسول الله ﷺ أن تغتسل المرأةُ بفضل الرجل، أو يغتسل الرجل بفضل المرأة.
رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.

1. شرح المفردات:

● حميد الحميري: راوي الحديث، من التابعين.
● فضل الرجل/المرأة: المقصود به الماء المُتبقي بعد اغتسال الشخص، سواء في الإناء أو في مكان الاغتسال.
● يغتسل: الاغتسال الكامل للطهارة من الجنابة أو للتبرد وغيرها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

ينهى النبي ﷺ عن أن تستعمل المرأة الماء الذي بقي بعد اغتسال الرجل (ولو كان زوجها) في اغتسالها، وعن العكس كذلك. أي أن يكون لكل منهما ماء خاص به لا يشركه فيه الآخر عند الاغتسال.

3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

* حكمة النهي: ذهب العلماء إلى عدة حِكَم لهذا النهي، أبرزها:
* سد ذريعة الاختلاط والشهوة: حتى لا يختلط ماء الرجل بماء المرأة مما قد يثير بعض الأفكار أو يكون ذريعة إلى ما لا يحمد عقباه، حتى بين الأزواج في بعض التفاسير، حفظاً للأدب والحياء.
* المحافظة على الطهارة الكاملة: فقد يكون في اختلاط الماء شيء من النجاسة المحتملة (كالمذي أو غيره) التي لا يراها الشخص، فجاء النهي احتياطاً لطهارة الماء والبدن.
* الفصل بين الجنسين حتى في الأمور الشخصية: تأكيداً على وجود حدود وآداب حتى في أدق التفاصيل المنزلية، مما يعزز مفهوم العفة والاحتشام.
* حكم المسألة الفقهية:
* هذا النهي للكراهة التنزيهية عند جمهور العلماء (الشافعية، الحنابلة، وغيرهم)، وليس للتحريم المطلق. أي أنه من الأدب الرفيع الذي ينبغي مراعاته، ولكن من فعله لا يأثم إثماً كبيراً، خاصة إذا دعت الحاجة إليه (كقلة الماء).
* يستثنى من ذلك الحالات التي تدفعها الضرورة، مثل شدة الحاجة وقلة الماء، فيجوز عندها استعمال الفضلة.
* هل النهي خاص بالجنابة؟
الجمهور على أن النهي يعم الاغتسال من الجنابة والاغتسال للتبرد أو للنظافة، لأنه عبر بعبارة عامة (أن تغتسل).
* ما الحل إذا أرادا الاغتسال؟
المشروع أن يُصَبَّ لكل منهما ماء خاص به من الإناء الأصلي قبل البدء بالاغتسال، أو أن يغترفا معاً من إناء كبير (كالبركة أو الحوض) قبل أن يبدأ أحدهما في الاغتسال.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، حيث جمع في كلمات قليلة حكماً وأدباً عظيماً.
* يعلمنا النبي ﷺ من خلال هذا الأدب كيف أن الإسلام يهتم بالنظافة الشخصية والفصل بين الجنسين حتى في أدق الأمور، مما يحفظ كرامة الإنسان ويصون المجتمع من أسباب الفتنة.
* هذا النهي يشمل الأجنبيات والأجانب من باب أولى، وأما الزوجين فالأمر فيه أوسع قليلاً عند بعض العلماء، ولكن الأولى والأكمل هو اتباع النهي حتى بينهما مراعاة للأدب النبوي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨١) والنسائي (٢٣٨) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن داود الأوْدي، عن حُميد بن عبد الرحمن قال، فذكر الحديث.
وإسناده صحيح، وداود بن عبد الله الأودي وإن لم يحتج به الشيخان لكنه ثقة؛ وثَّقه ابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي.
إلا أن البيهقي قال: وهذا الحديث رواته ثقات إلا أن حُميدًا لم يُسمَّ الصحابي الذي حدَّثه، فهو بمعنى المرسل، إلا أنه مرسل جيد، لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودى لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم».»السنن الكبرى للبيهقي: ١/ ١٩٠.
وتعقبه الحافظ في «الفتح» (١/ ٣٠٠) بعد أن قال: رجاله ثقات، ولم أقف لمن أعله على حجة
قوية، ودعوى البيهقي أنه في معنى المرسل مردودة، لأن إبهام الصحابي لا يضر، وقد صرَّح التابعي بأنه لقيه. ودعوى ابن حزم أن داود راويه عن حُميد بن عبد الرحمن هو: ابن يزيد الأودى. وهو ضعيف مردود. فإنه ابن عبد الله الأودى وهو ثقة. وقد صرّح أبو داود وغيره باسم أبيه. انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 30 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل

📜 حديث: نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله أن تغتسل المرأة بفضل الرجل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية