حديث: يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استعمال فضل الوضوء

عن أبي جحيفة يقول: خرج علينا رسول الله ﷺ بالهاجرة، فأُتِي بوَضُوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وَضوئه، فيتمسحون به، فصلى النبي ﷺ الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة.

متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (١٨٧)، وبوّب بقوله: «استعمال فضل وَضوء الناس».

عن أبي جحيفة يقول: خرج علينا رسول الله ﷺ بالهاجرة، فأُتِي بوَضُوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وَضوئه، فيتمسحون به، فصلى النبي ﷺ الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر محبة الصحابة الشديدة للنبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم على البركة من آثاره.

شرح المفردات:


● بالهاجرة: وقت شدة الحر نصف النهار، أي وقت الظهيرة.
● أُتِي بوَضُوء: أُحضر له الماء الذي يتوضأ به.
● فضل وَضوئه: الماء المتبقي بعد وضوئه صلى الله عليه وسلم.
● يتمسحون به: يبلّون به أجسادهم أو وجوههم طلباً للبركة.
● عنزة: عصا أو رمح قصير يُغرز في الأرض ليصلي إليه النبي صلى الله عليه وسلم فيكون سُترة له.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي أبو جحيفة رضي الله عنه عن موقف حصل في وقت الظهيرة، حيث خرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه الماء فتطهر و توضأ، فكان الصحابة رضوان الله عليهم يسرعون لأخذ ما يفيض من ماء وضوئه الشريف، فيبلّون به وجوههم وأجسادهم طلباً للبركة والتيمن بآثاره صلى الله عليه وسلم. ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ركعتين وصلاة العصر ركعتين (كان ذلك في السفر حيث تقصر الصلاة)، وكان يصلي نحو عصا غرزت في الأرض لتكون سترة له.

الدروس المستفادة والعبر:


1- محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: يظهر من هذا الفعل شدة حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتقديرهم له، وحرصهم على التبرك بآثاره، وهذا من كمال إيمانهم. وكان هذا التبرك خاصاً به صلى الله عليه وسلم في حياته، وهو من خصائصه التي لا تُشرع لغيره.
2- التيمن والتبريك بآثار الصالحين: كان هذا الفعل من الصحابة يدل على اعتقادهم في بركة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الله جعل الخير والبركة في جسده الشريف وآثاره.
3- سنية اتخاذ السترة في الصلاة: الحديث دليل على مشروعية اتخاذ المصلي سترة يصلي إليها، كالعنزة أو العمود أو غيرها، ليمنع المرور أمامه ويحفظ خشوعه.
4- قصر الصلاة في السفر: فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلاة الرباعية (الظهر والعصر والعشاء) في السفر إلى ركعتين، وهي رخصة من الله تعالى لأهل السفر.
5- بيان وقت صلاة الظهر: وهو وقت الهاجرة (شدة الحر)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم有时 يؤخرها قليلاً في شدة الحر ليبرد عنها، كما في حديث أنس: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة".

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الفعل من الصحابة (أخذ فضل وضوء النبي) كان خاصاً به صلى الله عليه وسلم في حياته، وهو من الأمور التي تثبت بركته وعلو منزلته. وأما التبرك بآثار الصالحين بعد موتهم فليس من هدي السلف، ولم يفعله الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما، مما يدل على اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
- الحديث يدل على جواز الصلاة نحو السترة، وهي سنة مؤكدة، وأقلها أن يكون بين يديه شيء كمرتفع قليل كعنزة أو طرف سجادة.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ظاهراً وباطناً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوضوء (١٨٧)، وبوّب بقوله: «استعمال فضل وَضوء الناس».
من حديث شعبة قال: ثنا الحكم، قال: سمعتُ أبا جحيفة فذكره.
وفي رواية عند البخاري في الصلاة (٣٧٦) ومسلم في الصلاة (٥٠٣) من طريق عُمر بن أبي زائدة، عن عون بن أبي جُحيفة أن أباه قال: «رأيت رسول الله ﷺ في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالًا أخذ وضوء رسول الله ﷺ، ورأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء؛ فمن أصاب منه شيئًا تمسّح به، ومن لم يُصب منه شيئًا أخذ من بلل يد صاحبه، ثم رأيت بلالا أخذ عنزة فركزها، وخرج النبي ﷺ في حلة حمراء مشمِّرا، صلى إلى العنزة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يدي العنزة».
قوله: «مُثَمِّرًا» رافعًا ثوبه إلى أنصاف ساقيه، كما جاء في رواية عند مسلم: كأني أنظر إلى بياض ساقيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به

  • 📜 حديث: يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب