حديث: أفتان يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
فضل سورة الطارق
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (١١٦٠٠) عن عمرو بن منصور، حدثنا أبو نعيم، عن مسعر، عن محارب بن دثار، عن جابر، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الناتي عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
الحديث:
عن جابر قال: صلَّى معاذ المغرب، فقرأ البقرة والنساء، فقال النبي ﷺ: «أفتَّان يا معاذ؟ ! ما كان يكفيك أن تقرأ بـ ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾ و﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾».
1. شرح المفردات:
● أفتَّان: من الفتنة، أي أتريد أن تفتن الناس؟ والفتنة هنا: الإثارة والإشكال والتسبب في ملل المصلين أو تشتيتهم.
● ما كان يكفيك: أي كان ينبغي أن يكون ذلك كافياً لك.
● ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾: سورة الطارق.
● ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾: سورة الشمس.
2. شرح الحديث:
كان معاذ بن جبل رضي الله عنه إماماً في صلاة المغرب، فقرأ سورتي البقرة والنساء، وهما من أطول سور القرآن، مما أدى إلى إطالة الصلاة بشكل كبير.
فنبهه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب الرقيق الذي يجمع بين العتب والحكمة، قائلاً: (أفتَّان يا معاذ؟) أي: أتريد أن تفتن الناس بإطالتك عليهم الصلاة؟ فقد يؤدي ذلك إلى:
- ملل المصلين وشرود أذهانهم.
- تشويش على كبار السن أو المرضى أو من لهم حاجات.
- تنفير بعض الناس من الصلاة جماعة خلف إمام يطيل.
ثم بين له النبي صلى الله عليه وسلم البديل المناسب، وهو قراءة سور قصيرة جامعة، فقال: (ما كان يكفيك أن تقرأ بـ ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾ و﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾) أي كان الأولى والأفضل أن تقتصر على مثل هذه السور القصيرة التي تحوي معاني عظيمة، وتناسب وقت الصلاة وحال المصلين.
3. الدروس المستفادة منه:
1- مراعاة حال المصلين: على الإمام أن يراعي حال من خلفه من المصلين، فلا يطيل إطالة تشق عليهم، خاصة في الصلوات التي يكون الناس فيها متعبين أو منشغلين، كصلاة المغرب.
2- التوسط في الصلاة: الإسلام دين التوسط والاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط. فالإطالة المفرطة مذمومة كما أن التخفيف المخل مذموم أيضاً.
3- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً تربوياً رفيعاً، حيث عاتب معاذاً بلطف بقوله "أفتان يا معاذ؟" مما يدل على الرحمة وحرصه على تعليم أصحابه دون جرح مشاعرهم.
4- اختيار السور المناسبة: يستحب للإمام أن يقرأ في الصلوات الجهرية بسور متناسبة مع وقت الصلاة وحال الناس، ففي المغرب والعشاء يقرأ من أوساط المفصل (مثل سور الطارق، والشمس، والليل، etc).
5- أن قصد الخير لا يبرر المخالفة: معاذ رضي الله عنه قصد الخير والعبادة، لكن فعله خالف السنة وراعاة حال الناس، فبيّن له النبي الصواب. فالعبرة بالموافقة للشرع، وليس بمجرد القصد.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 705) ومسلم (رقم 465).
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على استحباب تخفيف الصلاة في الجملة، مع الإتيان بها على الوجه المشروع دون نقص.
- كان معاذ رضي الله عنه مشهوراً بحبه للطاعة وطول القيام، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعبه على قصده، بل على عدم مراعاته للآخرين.
- السور التي نصح بها النبي صلى الله عليه وسلم (الطارق، الشمس) من السور القصيرة التي تحوي توحيد الله وذكر الآخرة والوعظ، فهي جامعة لمعاني القرآن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح.
ورواه البخاري في الأذان (٧٠٥) عن آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا محارب بن دثار به، فذكره في حديث طويل، وجاء فيه: «فلولا صليت بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾» الحديث.
فلم يذكر «المغرب»، وإنما تفرد به مسعر عن محارب بن دثار، عن جابر عند النسائي، ومسعر هو ابن كِدام بن ظهير الهلالي، وهو ثقة ثبت، وزيادته مقبولة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1826 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1801 مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام...
- 1802 الأمر أشد من أن يهمهم ذاك
- 1803 يبعث الناس حفاة عراة غرلا
- 1804 من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين...
- 1805 عن النبي ﷺ أنه قرأ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾
- 1806 تكوير الشمس والقمر يوم القيامة
- 1807 من زعم ان محمدا رأى ربه فقد افترى على الله
- 1808 أفتان يا معاذ أين كنت عن سبح اسم ربك الأعلى
- 1809 ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة؟
- 1810 من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من...
- 1811 يا فاطمة بنت رسول الله ﷺ! سليني بما شئت، لا...
- 1812 سبب نزول: ويل للمطففين
- 1813 يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه
- 1814 يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين...
- 1815 تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار...
- 1816 تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس حتى يبلغ العرق وسط...
- 1817 تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل
- 1818 كان يفتتح قيام الليل بالتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل
- 1819 إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه
- 1820 لو لم أر النبي يسجد لم أسجد
- 1821 ليس أحد يحاسب إلا هلك
- 1822 من نوقش الحساب يومئذ هلك
- 1823 وقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق
- 1824 لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال
- 1825 الغلام الذي دعا باسم الله فقتل الملك وآمن الناس
- 1826 أفتان يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق...
- 1827 أول من قدم علينا من أصحاب النبي مصعب بن عمير...
- 1828 صلاة معاذ بالبقرة وتجويز الرجل
- 1829 كان رسول الله يقرأ في العيدين والجمعة بـ سبح اسم...
- 1830 كان رسول الله يوتر بـ سبح اسم ربك الأعلى وقل...
- 1831 كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى سبح وفي الثانية قل...
- 1832 فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا...
- 1833 من طلب الدنيا أضر بالآخرة
- 1834 مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت...
- 1835 كان يقرأ: هل أتاك حديث الغاشية
- 1836 من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل
- 1837 معنى أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا...
- 1838 قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟
- 1839 من شرد على الله شراد البعير على أهله
- 1840 العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر
- 1841 فضل العمل في العشر من ذي الحجة على الجهاد
- 1842 أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله
- 1843 العمل في العشر أفضل من الجهاد في سبيل الله
- 1844 أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا
- 1845 مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
- 1846 من يخر على وجهه هرما في مرضاة الله
- 1847 فضل عتق المسلم ونجاة الأعضاء من النار
- 1848 فنوميهم وتعالى، فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة
- 1849 أفش السلام وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام
- 1850 أفضل الصدقة على الأقارب
معلومات عن حديث: أفتان يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها
📜 حديث: أفتان يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أفتان يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أفتان يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أفتان يا معاذ ما كان يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق والشمس وضحاها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








