حديث: أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)﴾

عن ابن عمر، عن النبيّ ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا العمل فيهن أحبّ إلى الله من هذه الأيام، فأكثروا فيها التهليل والتحميد» يعني أيام العشر.

صحيح: رواه أبو عوانة في «مسنده» (٣٠٢٤) عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، حدّثنا عبد الحميد بن غزوان البصريّ، حدّثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عمر، عن النبيّ ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا العمل فيهن أحبّ إلى الله من هذه الأيام، فأكثروا فيها التهليل والتحميد» يعني أيام العشر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● أعظم عند الله: أي أعظم قدراً وشرفاً وفضلاً عند الله تعالى.
● العمل فيهن أحب إلى الله: أي أن الأعمال الصالحة التي تؤدى في هذه الأيام هي من أحب الأعمال إلى الله تعالى وأرضاها عنده.
● التَّهْلِيل: هو قول: "لا إله إلا الله".
● التَّحْمِيد: هو قول: "الحمد لله".
● أيام العشر: المقصود بها العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، كما هو مصرح في روايات أخرى للحديث.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مكانة أيام معلومات، وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، فيؤكد على أمرين عظيمين:
1- علو منزلتها عند الله: فهي "أعظم أيام عند الله"، أي أنها ذات قدر عالٍ ومكانة سامية في الشرع، تفوق غيرها من الأيام في الفضل والثواب، حتى أنها تفضُل أيام العشر الأواخر من رمضان في الفضل، كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء، وإن كان العمل في ليالي العشر الأواخر من رمضان آكد لاشتمالها على ليلة القدر.
2- علو قيمة العمل فيها: فالعمل الصالح في هذه الأيام، من صلاة وصيام وصدقة وذكر ودعاء وحج، هو "أحب إلى الله" من العمل في غيرها، وهذا يعني مضاعفة الأجر والثواب بشكل كبير، حتى إن الصيام فيها يعدل صيام سنة، والقربة فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء، كما في بعض الروايات.
ثم يوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى نوع خاص من العبادة يتناسب مع هذه الأيام المباركة، فيأمر بالإكثار من التّهليل والتّحميد، وهما من أجرأ أنواع الذكر على الإطلاق. والإكثار يعني المداومة عليه وترديده في كل وقت وحال.
وخص هذين الذكرين لأنهما يشتملان على توحيد الله تعالى وتعظيمه والثناء عليه، وهو مقصود العبادة الأكبر، ولأنهما من ألفاظ التكبير التي هي شعار هذه الأيام، فيشرع للمسلم أن يكثر من قول: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التنافس في الخير: الحديث يحث المسلم على اغتنام مواسم الطاعات، وهي فرص عظيمة يجب أن يشمّر فيها عن ساعد الجد ويتنافس مع إخوانه في الصالحات.
2- فضل الذكر: يبيّن الحديث المكانة العظيمة للذكر عموماً، ولبعض صيغه خصوصاً، كالتكبير والتهليل والتحميد، وأنه من أحب الأعمال إلى الله في هذه الأيام.
3- التوجيه النبوي للعبادة: النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك أمته هملاً، بل يرشدهم إلى أفضل ما يُعمل في كل وقت، مما يدل على شدة حرصه على هدايتهم وفلاحهم.
4- استحباب إحياء سنن هذه الأيام: مما يستفاد من الحديث الحث على إحياء هذه السنة العظيمة، وهي الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد في أيام العشر، جهراً للرجال، مما يعمّق معاني التوحيد في القلوب ويشيع أجواء العبادة في المجتمع.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● وقت التكبير: يبدأ التكبير المطلق من فجر يوم عرفة (لغير الحاج) ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة). أما التكبير المقيد (المقترن بالصلاة) فيبدأ بعد صلاة الفجر من يوم عرفة ويستمر حتى بعد صلاة العصر من آخر أيام التشريق.
● أعمال أخرى مستحبة في العشر: بالإضافة إلى الذكر، يُستحب الإكثار من جميع الطاعات، وأعظمها الحج، ثم الصيام (خصوصاً يوم عرفة لغير الحاج)، والصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
● فضل يوم عرفة: وهو اليوم التاسع من العشر، وهو أفضل أيام السنة على الإطلاق، فصيامه يكفّر ذنوب سنتين، ويوم فيه يعتق الله فيه الكثير من النار، ويباهي الله تعالى بأهل الموقف الملائكة.
نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا لاغتنام هذه الأيام المباركات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو عوانة في «مسنده» (٣٠٢٤) عن أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، حدّثنا عبد الحميد بن غزوان البصريّ، حدّثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، وموسى بن أبي عائشة ثقة من رجال الجماعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1842 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله

  • 📜 حديث: أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب