حديث: صلاة معاذ بالبقرة وتجويز الرجل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

فضل سورة الأعلى

عن جابر بن عبد الله أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي ﷺ، ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل، فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا، فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذا صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت، فزعم أني منافق. فقال النبي ﷺ: «يا معاذ! أفتان أنت - ثلاثا - اقرأ، ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ ونحوها».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٠٦) ومسلم في الصلاة (٤٦٥) كلاهما من طريق عمرو بن دينار، حدثنا جابر بن عبد الله، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن جابر بن عبد الله أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي ﷺ، ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل، فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا، فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذا صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت، فزعم أني منافق. فقال النبي ﷺ: «يا معاذ! أفتان أنت - ثلاثا - اقرأ، ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ ونحوها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله أن معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي ﷺ، ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل، فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا، فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذا صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت، فزعم أني منافق. فقال النبي ﷺ: «يا معاذ! أفتان أنت - ثلاثا - اقرأ، ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ ونحوها».


1. شرح المفردات:


● يتجوز: أي اختصر الصلاة وانصرف منها مبكرًا.
● نواضحنا: النواضح هي الإبل التي يستقى عليها الماء، أي أنهم يعملون في الزراعة والسقاية.
● أفتان أنت: "أفتان" من الفتنة، أي أتسبب في فتنة الناس أو تشكيكهم في دينهم بتطويل الصلاة أكثر من اللازم.
● ونحوها: أي السور القصيرة المماثلة مثل: الضحى، والشرح، والعصر، وغيرها.


2. شرح الحديث:


كان معاذ بن جبل - رضي الله عنه - إمامًا لقومه، فصلى بهم صلاة العشاء، وقرأ سورة البقرة وهي أطول سور القرآن، مما أدى إلى إطالة الصلاة بشكل كبير. فتجاوز أحد المصلين (أي انصرف من الصلاة مبكرًا) وصلى وحده صلاة خفيفة؛ لأنه لم يتحمل طول القيام. فلما بلغ معاذًا ذلك، قال عن هذا الرجل: "إنه منافق"؛ لأنه ترك جماعة المسلمين وانصرف دون عذر شرعي.
فلما علم الرجل بما قاله معاذ، ذهب إلى النبي ﷺ وشكى له الأمر، وبيّن أنهم قوم يعملون بأيديهم (أي في الزراعة وغيرها) ويحتاجون إلى الراحة، وأن معاذًا أطال الصلاة عليهم بشكل شاق.
فأنكر النبي ﷺ على معاذ تطويله الصلاة، وقال له: «يا معاذ! أفتان أنت؟» أي: أتريد أن تفتن الناس عن دينهم؟ وقالها ثلاث مرات للتأكيد على خطورة ما فعل. ثم أمره أن يقرأ في الصلاة بسور قصيرة مثل: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ و﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ ونحوها من السور القصيرة المناسبة لحال المصلين.


3. الدروس المستفادة:


1- مراعاة حال المأمومين: على الإمام أن يراعي حال الناس في الصلاة، ولا يطيل عليهم ما يشق عليهم، خاصة إذا كانوا متعبين أو لديهم أعمال شاقة.
2- عدم التسرع في الحكم على الآخرين: لا يجوز للمسلم أن يتهم أخاه بالنفاق أو يطلق عليه أحكامًا دون بينة؛ لأن النفاق أمر باطني.
3- التوسط في العبادة: الإسلام دين التوسط والاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط. فالإطالة الشديدة في الصلاة قد تنفر الناس من الدين.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة: عندما أنكر معاذ على الرجل، لم يكن منهجًا صحيحًا؛ لأن الإنكار يجب أن يكون باللين والحكمة، لا بالتهمة والقسوة.
5- فضل السور القصيرة في الصلاة: يستحب للإمام أن يقرأ بالسور القصيرة أحيانًا، خاصة في صلاة العشاء أو حين يكون الناس متعبين.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- معاذ بن جبل كان من أكثر الصحابة علمًا بالقرآن والفقه، ومع ذلك نبهه النبي ﷺ على خطئه في تطويل الصلاة، مما يدل على أن العالم قد يخطئ، وأن التواضع وطلب العلم دائمًا مطلوبان.
- الحديث يدل أيضًا على حرص الصحابة على بيان الحق والرجوع إلى النبي ﷺ في حال الاختلاف.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٠٦) ومسلم في الصلاة (٤٦٥) كلاهما من طريق عمرو بن دينار، حدثنا جابر بن عبد الله، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1828 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة معاذ بالبقرة وتجويز الرجل

  • 📜 حديث: صلاة معاذ بالبقرة وتجويز الرجل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة معاذ بالبقرة وتجويز الرجل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة معاذ بالبقرة وتجويز الرجل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة معاذ بالبقرة وتجويز الرجل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب