حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)﴾

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «تحشرون حفاة عراة غرلا» قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: «الأمر أشد من
أن يُهِمَهم ذاك».

متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٢٧) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٥٩) كلاهما من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر، أن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «تحشرون حفاة عراة غرلا» قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: «الأمر أشد من
أن يُهِمَهم ذاك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يذكرنا بحقيقة يوم القيامة وهولها، ورد في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما، وإليك شرحه الوافي:

أولاً. شرح المفردات:


● تحشرون: تُجْمَعُون وتُسَاقُونَ إلى أرض المحشر (ساحة القيامة).
● حفاة: بدون أحذية أو نعال.
● عراة: بدون ملابس تستر الأجساد.
● غُرْلًا: (مفردها أغرل) أي غير مختونين، يعود كل إنسان إلى حالته الفطرية الأولى التي خلق عليها. وقيل معناه: لا يكون مع الإنسان شيء من متاع الدنيا لا مال ولا ولد.
● يُهِمَّهُم: يشغلهم أو يقلقهم أو يصرفهم عن الأمر الأعظم.


ثانيًا. شرح الحديث:


تصف لنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- هذا الموقف، حيث يخبر النبي ﷺ أصحابه عن حالة الناس يوم القيامة، وأنهم سيُحشرون على هذه الهيئة الصعبة: حفاة لا نعال لهم، عراة لا ثياب تسترهم، غرلاً قد عاد كل شيء إلى أصل خلقته.
فاستشعرت أم المؤمنين -وكأنها تتخيل ذلك المشهد- الحرج والأدب، وسألت النبي ﷺ سؤالاً يعبر عن فطرتها السليمة وأدبها العالي: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ أي كيف يكون هذا الحال والخلق كلهم بهذه الصورة، لا ستر بين الرجال والنساء؟
فكان جواب النبي ﷺ مواسياً ومطمئناً ولكنه في نفس الوقت مرعبٌ بما هو أعظم من ذلك، فقال: «الأمر أشد من أن يهمهم ذاك».
أي أن هول الموقف وعظم الأمر في ذلك اليوم، والرعب والشدائد التي تحيط بالناس، أعظم وأكبر بكثير من أن يشغلهم أو يقلقهم أمر النظر بعضهم إلى بعض أو الحرج من العري. فالنفوس ستكون مشغولة بالخوف من الله تعالى، وانتظار الحساب، ومصيرها إلى الجنة أم إلى النار، فهذا الشأن هو الذي يستولي على قلوبهم ويشغلهم تماماً.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة يوم القيامة وهوله: الحديث يصور جزءاً من أهوال ذلك اليوم العصيب، الذي ينسى الإنسان فيه كل شيء من أمور الدنيا ويشغله همٌ واحد هو مصيره النهائي.
2- استحضار الآخرة: ينبغي للمسلم أن يستحضر دائماً حقيقة ذلك اليوم، ليعمل له ويستعد بالتقوى والعمل الصالح.
3- كمال أدب الصحابة: سؤال أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يدل على حيائها وأدبها العالي، حتى في يوم القيامة كانت تفكر في هذا الجانب.
4- تفاوت الهموم بحسب المقام: هموم الدنيا تزول في مواقف الخوف العظيم، وهموم الآخرة تهون أمام عظمة الله وجلاله. فما يشغلنا اليوم من أمور قد ننساها تماماً في ذلك الموقف.
5- الرد على منكر البعث: الحديث من الأدلة على البعث والحشر، وأن الإنسان سيعود ليحاسب على عمله.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا اليوم هو يوم تذهل فيه المرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
- هذه الحالة (الحفاء والعري) هي الحالة الأولى عند الحشر، ثم بعد ذلك ينفخ في الناس فتنبت أجسادهم ويكسون، كما ورد في أحاديث أخرى.
- هذا الحديث يزرع في القلب الخشية من الله، ويحث على العمل للنجاة في ذلك اليوم، فالنجاة لن تكون بالمال أو الجاه أو المنصب، وإنما بالإيمان والتقوى.
نسأل الله أن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٥٢٧) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٥٩) كلاهما من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر، أن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1802 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك

  • 📜 حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأمر أشد من أن يهمهم ذاك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب