حديث: من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠)﴾

عن أنس بن مالك قال: نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يجيء الرّجلُ من أهل البادية العاقلُ، فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد! أتانا رسولُك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ الله أرسلك قال: «صدق» قال: فمن خلق السّماء؟ قال: «الله». قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «الله» قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: «الله». قال: فبالذي خلق السّماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، الله أرسلك؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا خمسَ صلواتٍ في يومنا وليلتنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا زكاةً في أموالنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا صوْمَ شهر رمضان في سنتنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال: «نعم» قال: وزعم رسولُك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلًا؟ قال: «صدق» قال: ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق! لا أزيد عليهن ولا أنقص منهنّ، فقال النّبيُّ ﷺ: «لئن صَدقَ لَيَدْخُلَنَّ الجنَّةَ».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢) عن عمرو بن محمد بن بكير النّاقد، حدثنا هاشم بن قاسم أبو النّضر، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يجيء الرّجلُ من أهل البادية العاقلُ، فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد! أتانا رسولُك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ الله أرسلك قال: «صدق» قال: فمن خلق السّماء؟ قال: «الله». قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «الله» قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: «الله». قال: فبالذي خلق السّماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، الله أرسلك؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا خمسَ صلواتٍ في يومنا وليلتنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا زكاةً في أموالنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال: «نعم». قال: وزعم رسولُك أنّ علينا صوْمَ شهر رمضان في سنتنا؟ قال: «صدق». قال: فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال: «نعم» قال: وزعم رسولُك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلًا؟ قال: «صدق» قال: ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق! لا أزيد عليهن ولا أنقص منهنّ، فقال النّبيُّ ﷺ: «لئن صَدقَ لَيَدْخُلَنَّ الجنَّةَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، من الأحاديث العظيمة التي تحمل معاني جليلة، ودروسًا بليغة، سأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة، مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.

1. شرح المفردات:


● نهينا: أي منعنا الصحابة رضي الله عنهم.
● أهل البادية: سكان الصحراء، المعروفون بصراحتهم وفطرتهم السليمة.
● العاقل: الذكي الفطين الواعي.
● نصب هذه الجبال: أقامها وثبتها.
● زعم: قال وأخبر (وهنا بمعنى البلاغ لا التهمة).
● من استطاع إليه سبيلًا: من قدر على الحج ماديًا وبدنيًا.
● ثم ولى: انصرف بعد انتهاء أسئلته.
● لئن صدق: إن وفى بما عاهد عليه.

2. شرح الحديث:


يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن الصحابة كانوا ممنوعين من الإكثار من سؤال النبي ﷺ، حرصًا على عدم إثقاله بكثرة الأسئلة، وكانوا يفرحون بقدوم أعرابي عاقل ليسأل النبي ﷺ وهم يسمعون، ليستفيدوا من أجوبة النبي ﷺ.
وجاء رجل من البادية، وسأل النبي ﷺ أسئلة مباشرة وصريحة، تؤكد صدق نبوته وصدق ما جاء به:
- بدأ بتأكيد رسالة النبي ﷺ، وسأل عن خالق السماوات والأرض والجبال، وكان جواب النبي ﷺ في كل مرة: "الله"، مما يؤكد أساس التوحيد.
- ثم انتقل إلى الأسئلة عن الفرائض: الصلوات الخمس، الزكاة، صوم رمضان، حج البيت، وكان النبي ﷺ يؤكد في كل مرة أن الله هو الذي أمر بهذه الفرائض.
وانتهى الأعرابي بقسمه بأنه لن يزيد أو ينقص عن هذه الفرائض، فبشره النبي ﷺ بالجنة إن صدق في عهده.

3. الدروس المستفادة منه:


● التأدب مع النبي ﷺ: حرص الصحابة على عدم إزعاج النبي بكثرة الأسئلة، وهذا أدب عظيم في التعامل مع العلماء والدعاة.
● التدرج في التعليم: بدأ الأعرابي بالأسئلة عن التوحيد قبل الشريعة، مما يدل على أهمية بناء العقيدة أولاً.
● الحكمة في الدعوة: قبول النبي ﷺ لأسئلة الأعرابي برحابة صدر، وجوابه الواضح، نموذج للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
● الفرائض أساس الإسلام: الحديث يذكر أركان الإسلام العملية (الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج)، مما يؤكد أهميتها.
● الوفاء بالعهد: ثناء النبي ﷺ على الأعرابي لتصميمه على الوفاء بالفرائض، ووعده له بالجنة، مما يظهر فضل الالتزام بالدين.
● الصدق والإخلاص: شرط قبول العمل هو الإخلاص لله والصدق في النية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- فيه دليل على أن الإيمان بالقدرة الإلهية والاعتراف بالربوبية هو مدخل للإيمان بالرسالة.
- يستفاد منه أن سؤال أهل العلم والاستفادة من نقاشاتهم من آداب طلب العلم.
- الحديث يرد على من يستكثر الفرائض أو يستصعبها، ويبين أن الالتزام بها طريق الجنة.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٢) عن عمرو بن محمد بن بكير النّاقد، حدثنا هاشم بن قاسم أبو النّضر، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1836 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل

  • 📜 حديث: من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب