حديث: فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (١٣)﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «أمّا أهل النّار الذين هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّارُ بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتةً حتَّى إذا كانوا فحمًا أُذن بالشّفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثُّوا على أنهار الجنّة، ثم قيل: يا أهل الجنّة! أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحِبَّةِ تكون في حَميل السّيل».
فقال رجل من القوم: كأنّ رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) من طرق عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «أمّا أهل النّار الذين هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّارُ بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتةً حتَّى إذا كانوا فحمًا أُذن بالشّفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثُّوا على أنهار الجنّة، ثم قيل: يا أهل الجنّة! أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحِبَّةِ تكون في حَميل السّيل».
فقال رجل من القوم: كأنّ رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «أمّا أهل النّار الذين هم أهلها فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّارُ بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم)، فأماتهم إماتةً حتَّى إذا كانوا فحمًا أُذن بالشّفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثُّوا على أنهار الجنّة، ثم قيل: يا أهل الجنّة! أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحِبَّةِ تكون في حَميل السّيل». فقال رجل من القوم: كأنّ رسول الله ﷺ قد كان بالبادية.


1. شرح المفردات:


● لا يموتون فيها ولا يحيون: أي أن عذابهم دائم مستمر، لا يموتون فيستريحون، ولا تكون لهم حياة طيبة.
● أصابتهم النار بذنوبهم: أي دخلوا النار بسبب ذنوبهم وكبائرهم.
● فحمًا: أي صاروا مثل الفحم المحترق المتفحم.
● أُذن بالشفاعة: أُبيح للشفعاء أن يشفعوا.
● ضبائر ضبائر: جماعات جماعات، والضبيرة: الجماعة من الناس أو الشيء.
● فبثوا: نُشروا وُزعوا.
● أنهار الجنة: أنهار الجنة المختلفة كأنهار الماء واللبن والعسل.
● أفيضوا عليهم: صبوا عليهم من ماء أنهار الجنة.
● نبات الحبة: سرعة إنباتها ونموها.
● في حميل السيل: الحميل هو ما يحمله السيل من الطين والتراب، والحبة التي تسقط فيه تنبت بسرعة.


2. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ في هذا الحديث صنفين من أهل النار:
الصنف الأول: أهل النار الذين هم أهلها
وهم الكفار والملحدون الذين خلدوا في النار، فلا يموتون فيها موتة راحة، ولا يحيا لهم حياة طيبة، بل عذابهم دائم ومستمر.
الصنف الثاني: عصاة المؤمنين
وهم مؤمنون ارتكبوا كبائر ولم يتوبوا منها، فأدخلهم الله النار عقابًا على ذنوبهم، لكنهم لم يخلدوا فيها. فيعذبون في النار حتى يصيروا مثل الفحم المتفحم، ثم تأتي مرحلة الشفاعة لهم.
مراحل إخراجهم من النار:
1- الإذن بالشفاعة: بعد أن يصيروا فحمًا، يأذن الله تعالى للشفعاء (كالنبي ﷺ والملائكة والصالحين) أن يشفعوا فيهم.
2- إخراجهم ضبائر: يُخرجون من النار جماعات جماعات.
3- نشرهم على أنهار الجنة: يوضعون على ضفاف أنهار الجنة.
4- الأمر بإفاضة الماء عليهم: يؤمر أهل الجنة أن يصبوا عليهم من ماء أنهار الجنة.
5- إنباتهم كالنبات: فينبتون وينمون بسرعة شديدة، كما تنبت الحبة في طين السيل، وذلك بإذن الله تعالى، حتى يعودوا خلقًا جديدًا، ثم يدخلون الجنة.
قوله: "كأنّ رسول الله ﷺ قد كان بالبادية"
هذه مقولة من أحد الحاضرين يعبر بها عن إعجابه ببلاغة النبي ﷺ في تشبيهه، حيث شبه سرعة إنباتهم بنبات الحبة في حميل السيل، وهو تشبيه بدوي دقيق، مما يدل على فصاحته وبلاغته ﷺ.


3. الدروس المستفادة:


1- العدل الإلهي: فالله يعذب العصاة على ذنوبهم، لكنه لا يخلد في النار إلا الكفار.
2- رحمة الله الواسعة: حيث يخرج عصاة المؤمنين من النار بالشفاعة ويدخلهم الجنة.
3- فضل الشفاعة: شفاعة النبي ﷺ وغيره من الشفعاء لها أثر عظيم في إخراج العصاة من النار.
4- الأمل للمذنبين: فالمؤمن العاصي لا ييأس من رحمة الله، بل يرجو مغفرته وشفاعة نبيه.
5- عظمة بلاغة النبي ﷺ: في دقة تشبيهاته ووضوح عباراته.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت شفاعة النبي ﷺ لأهل الكبائر من أمته، وهو من عقائد أهل السنة والجماعة.
- الحديث يدل على أن عصاة المؤمنين لا يخلدون في النار، بل يخرجون منها بشفاعة النبي ﷺ أو برحمة الله.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأهوال يوم القيامة والشفاعة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يعيذنا من النار ومن كل ذنب يبعدنا عن رحمته.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨٥) من طرق عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.
قوله: «ضبائر» وهو جمع ضبارة - بكسر الضاد وفتحها - بمعنى جماعات في تفرقة.
وقوله: «فبُثُّوا» أي فرقّوا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1832 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم

  • 📜 حديث: فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا عليهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب