حديث: تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس حتى يبلغ العرق وسط الفم.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)﴾

عن عقبة بن عامر يقول: رأيت رسول الله ﷺ يقول: «تدنو الشمس من الأرض، فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ إلى العجز، ومنهم من يبلغ إلى الخاصرة، ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يبلغ وسط فيه»، وأشار بيده فألجمَ فاه، قال: رأيت رسول الله ﷺ يشير هكذا، «ومنهم من يغطيه عرقه»، وضرب بيده إشارة.

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (١٧/ ٣٠٢) وابن حبان (٧٣٢٩) واللفظ له، والحاكم (٤/ ٥٧١) كلهم من طرق عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا عُشَّانة، حدّثه، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: فذكره.

عن عقبة بن عامر يقول: رأيت رسول الله ﷺ يقول: «تدنو الشمس من الأرض، فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ إلى العجز، ومنهم من يبلغ إلى الخاصرة، ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يبلغ وسط فيه»، وأشار بيده فألجمَ فاه، قال: رأيت رسول الله ﷺ يشير هكذا، «ومنهم من يغطيه عرقه»، وضرب بيده إشارة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل عقبة بن عامر رضي الله عنه، يتناول مشهدًا من مشاهد يوم القيامة، وهو من الأحاديث التي تصور شدة ذلك اليوم وهوله. سأشرحه لك جزءًا جزءًا وفق النقاط المطلوبة.

أولاً. شرح المفردات:


● تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الأَرْضِ: تقترب الشمس من رؤوس الخلائق حتى تكون قريبة منهم بشكل غير معتاد.
● يَعْرَقُ النَّاسُ: يظهر العرق على أجسادهم بسبب شدة الحر.
● الكَعْبَيْنِ: العظمان البارزان في أسفل الساق.
● نِصْفَ السَّاقِ: منتصف الساق.
● العَجْزِ: المؤخرة.
● الخاصِرَةِ: وسط البطن أو الجانب.
● أَلْجَمَ فَاهُ: أي وضع يده على فمه كناية عن أن العرق بلغ فمه أو منتهاه.
● يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ: أي يغمره العرق تمامًا.


ثانيًا. شرح الحديث:


يصف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مشهدًا من أهوال يوم القيامة، حيث تدنو الشمس من رؤوس الناس بشكل مخيف، فيشتد الحر عليهم حتى يعرقوا عرقًا شديدًا. ثم يبيّن صلى الله عليه وسلم أن الناس يتفاوتون في مقدار العرق الذي يخرج منهم حسب أعمالهم في الدنيا، فمنهم من يبلغ عرقه كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى منتصف ساقيه، وهكذا يتزايد حتى يصل العرق إلى عنق البعض، بل ومنهم من يغمره العرق تمامًا ويصل إلى فمه، كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى فمه إشارة إلى شدة البلاء.
وهذا التفاوت في مقدار العرق مرتبط بدرجة تقوى الشخص وعمله الصالح؛ فكلما كان العبد أكثر طاعة لله وأتقى في عمله، كلما خفَّ عليه العذاب والعَرَق في ذلك الموقف، والعكس صحيح.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- شدة يوم القيامة وهوله: هذا الحديث يذكرنا بهول الموقف وعظمته، مما يجعل المسلم يتفكر ويستعد لهذا اليوم بالعمل الصالح.
2- العدل الإلهي: التفاوت في العرق يدل على عدل الله تعالى، حيث يجازي كل إنسان حسب عمله.
3- الحث على التقوى والعمل الصالح: يستفاد من الحديث الحث على الإكثار من الطاعات والبعد عن المعاصي، لأنها ستكون سببًا في النجاة من أهوال ذلك اليوم.
4- التفكر في الآخرة: ينبغي للمسلم أن يكون دائم التذكر للآخرة وأهوالها، حتى يزهد في الدنيا ويحرص على ما ينفعه في الآخرة.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بأشراط الساعة وأهوال القيامة.
- يستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء والاستغفار، وأن يعمل على تخفيف هذا الموقف عليه بالصالحات، كالصدقة والصيام وغيرها.
- ينبغي للمسلم أن يتعظ بهذه المشاهد، وأن يجعلها نصب عينيه ليعمل لما بعد الموت.
أسأل الله تعالى أن ينجينا من أهوال ذلك اليوم، وأن يظلنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (١٧/ ٣٠٢) وابن حبان (٧٣٢٩) واللفظ له، والحاكم (٤/ ٥٧١) كلهم من طرق عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا عُشَّانة، حدّثه، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: فذكره.
وإسناده صحيح. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1816 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس حتى يبلغ العرق وسط الفم.

  • 📜 حديث: تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس حتى يبلغ العرق وسط الفم.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس حتى يبلغ العرق وسط الفم.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس حتى يبلغ العرق وسط الفم.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس حتى يبلغ العرق وسط الفم.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب