حديث: يخرج الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الفتن، وأشراط الساعة

باب الآية السادسة: خروج يأجوج ومأجوج

عن النَّوّاس بن سَمْعَان، قال: ذكر رسولُ اللَّه ﷺ الدّجال ذات غداة. . . وجاء فيه: «فبينما هو كذلك إذ أوحى اللَّه إلى عيسى: إنّي قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم فحَرِّزْ عِبادي إلى الطُّور، ويبعثُ اللَّهُ يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمرُّ أَوائِلُهم على بُحيرةِ طَبَريَّةَ فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بهذه مرّةً ماءٌ. ويُحصرُ نَبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه، حتى يكونَ رأسُ الثّور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه فيرسل اللَّه عليهمُ النَّغَفَ في رقابِهم فيصبحون فَرْسَى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى وأصحابُه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلّا ملأه زَهَمُهُم ونَتْنُهم فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه إلى اللَّه، فيرسل اللَّه طيرًا كأعناق البُخْت فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء اللَّه، ثم يرسل اللَّه مطرًا لا يُكِنّ منه بيتُ مَدر ولا وَبر فيغسلُ الأرض حتى يترُكَها كالزّلَفَةِ. . .» الحديث.
وفي رواية بعد قوله: لقد كان بهذه مرة ماء زيادة: «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر -وهو جبل بيت المقدس- فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلمَّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد اللَّه عليهم نشابهم مخضوبة دمًا»
صحيح: رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط السّاعة (٢٩٣٧) من طريق الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني يحيى بن جابر الطّائيّ قاضي حمص، حدّثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نُفير الحضرمي، أنّه سمع النّواس بن سمعان الكلابي، فذكره.

عن النَّوّاس بن سَمْعَان، قال: ذكر رسولُ اللَّه ﷺ الدّجال ذات غداة. . . وجاء فيه: «فبينما هو كذلك إذ أوحى اللَّه إلى عيسى: إنّي قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم فحَرِّزْ عِبادي إلى الطُّور، ويبعثُ اللَّهُ يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمرُّ أَوائِلُهم على بُحيرةِ طَبَريَّةَ فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بهذه مرّةً ماءٌ. ويُحصرُ نَبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه، حتى يكونَ رأسُ الثّور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه فيرسل اللَّه عليهمُ النَّغَفَ في رقابِهم فيصبحون فَرْسَى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى وأصحابُه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلّا ملأه زَهَمُهُم ونَتْنُهم فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه إلى اللَّه، فيرسل اللَّه طيرًا كأعناق البُخْت فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء اللَّه، ثم يرسل اللَّه مطرًا لا يُكِنّ منه بيتُ مَدر ولا وَبر فيغسلُ الأرض حتى يترُكَها كالزّلَفَةِ. . .» الحديث. وفي رواية بعد قوله: لقد كان بهذه مرة ماء زيادة: «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر -وهو جبل بيت المقدس- فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلمَّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد اللَّه عليهم نشابهم مخضوبة دمًا»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان رضي الله عنه، يتناول جانبًا من أشراط الساعة الكبرى، وأحداث الفتن العظيمة التي ستقع في آخر الزمان، وخاصة ما يتعلق بخروج يأجوج ومأجوج وما يصاحب ذلك من أحداث جسام.

شرح المفردات:


● لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم: أي لا طاقة لأحد بقتالهم وقهرهم لكثرتهم وقوتهم.
● حَرِّزْ عِبادي إلى الطُّور: أي احفظهم وأجلهم إلى جبل الطور (سيناء).
● يأجوج ومأجوج: أمتان عظيمتان من بني آدم، شديدتا الكثرة والشر.
● من كل حدب ينسلون: أي من كل مكان مرتفع يسرعون وينحدِرون.
● بُحيرةِ طَبَريَّةَ: بحيرة في فلسطين.
● رأسُ الثّور: أي رأس البقر.
● النَّغَف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، وهنا آية من الله تعالى.
● فَرْسَى: أي قتلى.
● زَهَمُهُم: أي دماؤهم.
● نَتْنُهم: رائحتهم الكريهة.
● كأعناق البُخْت: البخت هي الإبل، أي طيور كبيرة قوية كأعناق الجمال.
● كَالزّلَفَةِ: كالمرآة في صفائها ونقائها.
● جبل الخمر: هو جبل بيت المقدس.
● نشابهم: سهامهم.

شرح الحديث:


يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى أوحى إلى عيسى عليه السلام أن يأوي بعباده المؤمنين إلى جبل الطور لحمايتهم من شر يأجوج ومأجوج، الذين يخرجون في ذلك الوقت بكثرة هائلة، فيشربون ماء بحيرة طبرية كلها حتى ينضب، ويخربون الأرض ويقتلون كل من فيها.
يبلغ الحال بالمؤمنين مع عيسى عليه السلام أقصى درجات الشدة والجوع، حتى يصبح رأس البقر (وهو لا يؤكل في العادة) خيرًا من مائة دينار في زمننا هذا.
ثم ينجيهم الله تعالى بمعجزة عظيمة، فيرسل النغف (دودًا صغيرًا) في رقاب يأجوج ومأجوج فيقتلهم جميعًا كموت نفس واحدة، ثم يهبط عيسى وأصحابه ليجدوا الأرض مليئة بجثثهم ونتنهم، فيدعون الله أن يطهر الأرض منهم، فيرسل طيورًا عظيمة تحمل الجثث وتلقيها حيث شاء الله، ثم يغسل الأرض بمطر غزير يطهرها تمامًا.
وفي الرواية الأخرى: يتكبر يأجوج ومأجوج بعد أن قتلوا من في الأرض، فيريدون قتال من في السماء (أي الملائكة)، فيرمون سهامهم إلى السماء، فيردها الله عليهم ملطخة بالدماء اختبارًا وابتلاءً لهم، ثم يأتيهم العذاب.

الدروس المستفادة:


1- عظمة قدرة الله تعالى وأن النصر بيده، حتى لو كان العدو قويًا وكثيرًا.
2- اليقين بنصر الله للمؤمنين ولو بلغت القلة والضعف أقصى حالاته.
3- شرور يأجوج ومأجوج وكفرهم وتكبرهم، حتى إنهم يتحدون السماء.
4- فضل الدعاء وأنه سلاح المؤمن، كما دعا عيسى وأصحابه فاستجاب الله لهم.
5- الابتلاء والتمحيص للمؤمنين في آخر الزمان، وأن الشدة تسبق الفرج.
6- طهارة الأرض بعد فسادها، كما يطهرها الله بالماء بعد نزول العذاب.

معلومات إضافية:


- يأجوج ومأجوج من أشراط الساعة الكبرى، وخروجهم يكون بعد نزول عيسى عليه السلام وقتاله للدجال.
- القصة ذكرت في القرآن الكريم في سورة الأنبياء (96-97) وسورة الكهف.
- المؤمنون في ذلك الزمان سيعانون شدة وجوعًا كبيرًا، ولكن نصر الله قريب.
- هذه الأحداث تدل على قرب القيامة، وعلى أهمية الاستعداد بالتقوى والإيمان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط السّاعة (٢٩٣٧) من طريق الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني يحيى بن جابر الطّائيّ قاضي حمص، حدّثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نُفير الحضرمي، أنّه سمع النّواس بن سمعان الكلابي، فذكره.
ورواه أيضًا (٢٩٣٧: ١١١) عن علي بن حجر السعدي، حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد نحوه وفيه الزيادة المذكورة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 393 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخرج الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

  • 📜 حديث: يخرج الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يخرج الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يخرج الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يخرج الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب