حديث: من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب اقتصاص المظالم بين الخلق يوم القيامة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة».

حسن: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (١٨٦) والبزار (٩٥٣٥) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن رجاء، حدّثنا أبو العوام عمران القطان، عن قتادة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «مَنْ ضَرَبَ ضَرْبًا ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
[رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني]


1. شرح المفردات:


● ضَرَبَ: أي أصاب بالضرب، سواء كان باليد أو بأداة.
● ظُلْمًا: أي بغير حق، متعديًا على الغير بدون مبرر شرعي.
● اقْتُصَّ مِنْهُ: أي أخذ منه الحق بالقصاص، فيُعاقب بنفس ما فعل.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن من اعتدى على غيره بالضرب بغير حق - سواء كان ذلك في بدنه أو عرضه أو ماله - فإنه سيُقتص منه يوم القيامة، فيُعاقب بنفس نوع الأذى الذي أوقعه بالغير، إلا أن يعفو الله عنه أو يعفو المصاب عنه.
وهذا الحديث يدخل في عموم العدل الإلهي، حيث أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، ويوفي كل صاحب حق حقه، حتى أن البهائم تُقتص لبعضها من بعض.


3. الدروس المستفادة:


- تحريم الظلم بجميع أنواعه، والضرب بغير حق من أشد أنواع الظلم.
- التحذير من التعدي على الناس في أبدانهم أو أعراضهم، وبيان عاقبة ذلك في الآخرة.
- بيان عدل الله تعالى يوم القيامة، حيث يُوفى كل مظلوم حقه من ظالمه.
- الحث على العفو والصفح في الدنيا، لتجنب هذا المصير يوم القيامة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يندرج تحت الأحاديث التي تحذر من الظلم، ومنها قوله ﷺ: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» [رواه مسلم].
- من أسباب العفو عن هذا الظلم: توبة الظالم، وعفو المظلوم عنه في الدنيا، أو شفاعة النبي ﷺ أو غفران الله تعالى بفضله.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على عدم التعدي على الآخرين، وأن يتذكر دائماً أن كل ظلم سيجازى عليه يوم القيامة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الذين يعدلون في أقوالهم وأفعالهم، وأن يعيذنا من ظلم الآخرين أو ظلم أنفسنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأدب المفرد (١٨٦) والبزار (٩٥٣٥) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن رجاء، حدّثنا أبو العوام عمران القطان، عن قتادة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمران بن داور القطان؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يأت بما ينكر عليه. وحسنه الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٥٣).
إلا أن الدارقطني أعله في علله (٢١١٣) لمخالفة محمد بن بلال؛ فإنه رواه عن عمران، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة. وقال: «وليس فيها شيء صحيح».
كذا قال رحمه اللَّه تعالى! وعبد اللَّه بن رجاء هو ابن عمر الفداني البصري، صدوق، لا بأس به
عند جمهور أهل العلم. ولذا قال البزار بعد أن ذكر هذا الخلاف: «عبد اللَّه بن رجاء أشهر من محمد بن بلال» وهو ترجيح منه؛ فلا تقدح مخالفة محمد بن بلال في صحة هذا الحديث.
وروي عن عائشة أن رجلا قعد بين يدي النبي ﷺ، فقال: يا رسول اللَّه، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال: «يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا، لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك. وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل». قال: فتنحى الرجل، فجعل يبكي ويهتف، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أما تقرأ كتاب اللَّه الآية ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا﴾ [الأنبياء: ٤٧]. فقال الرجل: واللَّه يا رسول اللَّه، ما أجد لي ولهم شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدك أنهم أحرار كلهم.
رواه الترمذيّ (٣١٦٥) من طرق عن عبد الرحمن بن غزوان أبي نوح قال: حدّثنا ليث بن سعد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
وقال: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان، وقد روى أحمد ابن حنبل، عن عبد الرحمن بن غزوان، هذا الحديث».
وهو كما قال، فقد رواه أحمد في مسنده (٢٦٤٠١) عن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان، عن ليث بن سعد، به نحوه.
وسئل عن أحمد بن صالح عن حديث قراد هذا فقال: «هذا باطل مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه الأشياء».
فلعل عبد الرحمن بن غزوان لم يضبط ولم يتنبه لهذا مع أنه ثقة، وهو ليس من حديث مالك، فقد نقل الدارقطني عن شيخه أبي بكر النيسابوري أنه قال: «ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قراد، والصواب عن الليث ما حدّثنا به بحر بن نصر من كتابه، حدّثنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش قال: أتى رجل، فجلس بين يدي رسول اللَّه ﷺ، فذكره. ذكر ذلك كله ابن حجر في تهذيب التهذيب.
وهذا منقطع؛ لأن الليث بن سعد لم يدرك زياد بن عجلان.
وقد ذكر الإمام أحمد الإسناد الثاني بعد الإسناد الأول مباشرة فقال: «وعن بعض شيوخهم أن زيادًا مولى عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة حدثهم عمن حدثه عن النبي ﷺ، فذكره». وفيه إبهام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة

  • 📜 حديث: من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب