حديث: لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حلية أهل الجنة

عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي ﷺ قال: «لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٥٣٨)، وأحمد (١٤٦٧)، والبغوي في شرح السنة (٤٣٧٧) كلهم من طريق عبد اللَّه بن المبارك -وهو في زهده (٤١٦) - قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي ﷺ قال: «لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يصور لنا عظمة نعيم الجنة وجمالها الذي لا يوصف، حتى إن أدنى شيء فيها يفوق خيالنا البشري المحدود. سأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بكتب أهل العلم المعتمدة.

الحديث بلفظه:


عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «لَوْ أَنَّ مَا يَقِلُّ ظُفْرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا أَسَاوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ».


1. شرح المفردات:


● يَقِلُّ: أي يصغر ويحقُر ويقل شأنه. والمقصود هنا: الشيء التافه الحقير القليل القيمة.
● ظُفْرٌ: الظفر هو ما على أطراف الأصابع. وهو هنا كناية عن أصغر شيء وأحقر شيء يمكن تخيله.
● بَدَا: ظهر وبرز واتضح.
● تَزَخْرَفَتْ: تزينت وتحلت بكل أنواع الزينة والجمال. والزخرفة: النقش والتحلية.
● خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ: جوانب السماوات ونواحيها وأطرافها. والخافق: الجانب.
● أَسَاوِرُهُ: جمع "إسوار"، وهو ما يتسور به، أي الحلي التي تلبس في المعصم (الأساور).
● لَطَمَسَ: لأزال وأخفى وغطى. الطمس: المحو والإزالة.
● كَما تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ: أي كما أن ضوء الشمس القوي يغمر ضوء النجوم في النهار فيختفي ويُمحى، فكذلك سيكون ضوء أساور أهل الجنة.


2. شرح الحديث:


ينقسم هذا الحديث الشريف إلى جزأين، كل جزء يصور لنا صورةً مذهلةً عن جمال الجنة ونعيمها:
الجزء الأول: «لَوْ أَنَّ مَا يَقِلُّ ظُفْرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»
● المعنى: لو أن أدنى وأصغر وأحقر شيء موجود في الجنة (شيء بقدر ما يحويه ظفر إصبع) ظهر وبدا لأهل الدنيا، لكان جماله وبهاؤه كافياً لأن يزين ويزخرف كل ما بين أطراف السماوات والأرض. أي أن مجرد رؤية ذرة من نعيم الجنة ستجعل هذا العالم الأرضي كله يبدو في قمة الزينة والجمال، وهذا يدل على أن نعيم الجنة يفوق تصورنا وإدراكنا. فالجنة فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الجزء الثاني: «وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا أَسَاوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوْءَ الشَّمْسِ كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ»
● المعنى: ولو أن رجلاً من سكان الجنة العالية اطلع من الجنة إلى الدنيا، فظهرت وتجلت أساوره (وهي من حلي أهل الجنة) لكان نورها وضوؤها الساطع والغامر أقوى من ضوء الشمس، حتى إنه ليُطمس ويُخفي ضوء الشمس، تماماً كما يطمس ضوء الشمس القوي في النهار ضوء النجوم فيُخفيها. وهذا يدل على شدة نور وجمال أهل الجنة وحليهم، وهو نور حقيقي أعطاهم الله إياه، يفوق أعظم مصادر الضوء في دنيانا.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة نعيم الجنة وجلاله: الحديث يهدف أولاً وأخيراً إلى تعظيم شأن الجنة ونعيمها في نفوس المؤمنين، ليكون ذلك دافعاً قوياً للعمل الصالح والمسارعة في طاعة الله تعالى.
2- قصور إدراك البشر للجنة: عقل الإنسان المحدود بمشاهداته الدنيوية لا يستطيع أن يتخيل أو يحيط بحقيقة ما أعده الله للمتقين في الجنة. فالنبي ﷺ يضرب لنا أمثلة تقريبية من عالمنا لنقترب من الفهم، لكن الحقيقة أعظم.
3- الحث على العمل للآخرة: إذا كان هذا هو حال أدنى نعيم الجنة، فكيف بالدرجات العلى والفردوس الأعلى؟! هذا يبعث في النفس الهمة والرغبة الشديدة في نيل هذا الفضل العظيم.
4- إثبات صفة النور لأهل الجنة: من كرامات الله على أهل الجنة أن يكسوهم نوراً وجمالاً يتفوق على كل ما في الدنيا من بهاء.
5- التصديق بما غاب عنا: من الإيمان أن نصدق بكل ما أخبرنا به النبي ﷺ عن الجنة والنار، حتى لو لم نره أو ندرك كنهه.


4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وال
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٥٣٨)، وأحمد (١٤٦٧)، والبغوي في شرح السنة (٤٣٧٧) كلهم من طريق عبد اللَّه بن المبارك -وهو في زهده (٤١٦) - قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة، فإن فيه كلاما معروفا، ولكن رواية عبد اللَّه بن المبارك عنه أعدل من غيره، وهذه منها.
وله طرق أخرى، وهذه أصحها.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة، وقد روى يحيى بن أيوب، هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب، وقال: عن عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن النبي ﷺ». يعني مرسلا.
كذا قال! وقد رواه أيضًا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب كما قال الدارقطني في العلل (٦٠٨) ورجح الموصول على المرسل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 77 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس

  • 📜 حديث: لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب