حديث: نحن الآخرون الأولون يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الأمة المحمدية أول من يدخل الجنة

عن أبي هريره قال قال رسول اللَّه ﷺ: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا، فهدانا اللَّه لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا اللَّه له (قال يومَ الجمعة). فاليوم لنا، وغدًا لليهود، وبعد غد للنصارى».

متفق عليه: رواه مسلم في الجمعة (٨٥٥: ٢٠) من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريره قال قال رسول اللَّه ﷺ: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا، فهدانا اللَّه لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا اللَّه له (قال يومَ الجمعة). فاليوم لنا، وغدًا لليهود، وبعد غد للنصارى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم حديث نبيه ﷺ.
الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا، فهدانا اللَّه لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا اللَّه له (قال يومَ الجمعة). فاليوم لنا، وغدًا لليهود، وبعد غد للنصارى».
[رواه البخاري ومسلم]


1. شرح المفردات:


● الآخرون الأولون: أي المتأخرون في الزمن (في الدنيا) المتقدمون في الفضل والمنزلة (يوم القيامة).
● بيد أنهم: أي مع أنهم.
● أوتوا الكتاب من قبلنا: أي أُعطيت اليهود والنصارى التوراة والإنجيل قبل نزول القرآن علينا.
● فهدانا الله: أي أرشدنا ووفقنا.
● فهذا يومهم: أي يوم الجمعة، وهو اليوم الذي اختلفوا فيه.
● فاليوم لنا: أي يوم الجمعة هو عيدنا الذي نعظمه.
● غدًا: أي يوم السبت.
● بعد غد: أي يوم الأحد.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل أمته على سائر الأمم، ويوضح حكمة الله في تأخيرها زمنياً مع إعطائها المكانة الأولى أخروياً.
● "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة": هذه الأمة هي آخر الأمم ظهوراً في الدنيا، ولكنها ستكون أولها منزلة وفضلاً يوم القيامة، حيث تُعطى الصدارة وتُحشر أمام جميع الخلائق، تشفع وتُشفع لها.
● "ونحن أول من يدخل الجنة": سيسبقون غيرهم من الأمم لدخول الجنة، كما جاء في أحاديث أخرى.
● "بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا... فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق": هنا بيان للحكمة الإلهية. فمع أن الأمم السابقة (اليهود والنصارى) أُعطيت الكتب السماوية قبلنا بقرون، إلا أنهم حادوا عن الطريق المستقيم واختلفوا في دينهم وتحريفه، فمنهم من كفر، ومنهم من ضل. فجاءت هذه الأمة بعدهم، فأنعم الله عليها بالهداية إلى الحق الصريح الذي اختلفوا فيه، وهو الإسلام بصورته النقية الخاتمة.
● "فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له (قال يوم الجمعة)": المثال العملي على هذا الاختلاف والهداية هو يوم الجمعة. فقد أمر الله اليهود بتعظيم الجمعة فأبوا واختاروا السبت (زعماً أن الله استراح فيه من الخلق). وأمر النصارى بالسبت فأبوا واختاروا الأحد (زعماً أنه يوم ظهور النور وقيامة المسيح). فهدى الله هذه الأمة لتعظيم يوم الجمعة، فصارت هي اليوم المخصص للعبادة والاجتماع الأسبوعي للمسلمين.
● "فاليوم لنا، وغدًا لليهود، وبعد غد للنصارى": هذا بيان للواقع الذي صاروا إليه. فاليوم الذي نعظمه نحن هو الجمعة. واليوم الذي تعظمه اليهود (وهم على باطل) هو السبت. واليوم الذي تعظمه النصارى (وهم على باطل) هو الأحد.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظيم فضل هذه الأمة ومنزلتها: فالتأخر في الزمن لا يعني التفاضل، بل التفاضل بالتقوى واتباع الحق.
2- نعمة الهداية إلى الحق: الهداية إلى دين الله المستقيم هي أعظم نعمة، وهي فضل محض من الله، فيجب شكره عليها والثبات عليها.
3- الحكمة من تأخر بعثة النبي ﷺ: كانت حكمة الله أن تأتي الأمة الخاتمة بعد أن ضلت الأمم السابقة واختلفت، لتبين الحق وتكمله وتظهره للناس كافة.
4- مشروعية تعظيم يوم الجمعة: الحديث أصل في فضل يوم الجمعة واختصاصه بهذه الأمة، وأنه عيدها الأسبوعي، فيجب المحافظة على صلاته وآدابه.
5- الرد على اليهود والنصارى: بيان أن اختيارهم لأيامهم كان عن هوى وابتداع، وليس عن متابعة لشرع الله الصحيح.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تسمى "أحاديث الفضائل"، والتي تبعث في نفس المسلم الاعتزاز بدينه والثبات عليه.
- يستحب الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة وليلته، لقوله ﷺ: «أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة».
- من هدي السلف الصالح تعظيم يوم الجمعة والاغتسال له ولبس أفضل الثياب والتطيب، التماساً للأجر وإظهاراً لهذه النعمة.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل هذا اليوم، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعة (٨٥٥: ٢٠) من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه البخاريّ في الأَيمان والنذور (٦٦٢٤)، ومسلم في الجمعة (٨٥٥/ ٢١)، من طريق همَّام ابن منبِّه، عن أبي هريرة نحوه.
ورواه البخاري (٨٧٦)، ومسلم من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرةَ نحوه. وليس عند البخاري: «ونحن أول من يدخل الجنة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 89 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نحن الآخرون الأولون يوم القيامة

  • 📜 حديث: نحن الآخرون الأولون يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نحن الآخرون الأولون يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نحن الآخرون الأولون يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نحن الآخرون الأولون يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب