حديث: من شهد أن لا إله إلا الله أدخله الله الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من شهد بالتوحيد ومات عليه دخل الجنة

عن عبادة بن الصّامت، عن النّبيّ ﷺ قال: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وأنّ عيسى عبد اللَّه ورسولُه، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، أدخله اللَّه الجنّة على ما كان من العمل».

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٥) عن صدقة بن الفضل، حدّثنا الوليد، عن الأوزاعي قال: حدّثني عمير بن هانئ، حدّثني جُنادة بن أبي أميّة، عن عبادة، فذكره.

عن عبادة بن الصّامت، عن النّبيّ ﷺ قال: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وأنّ عيسى عبد اللَّه ورسولُه، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، أدخله اللَّه الجنّة على ما كان من العمل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله طرق أخرى، وفيه بيان لأصول الإيمان التي بها ينال العبد رضوان الله ويدخل الجنة.

أولاً. شرح المفردات:


● من شهد: أي نطق بلسانه وصدق بقلبه وعمل بجوارحه.
● أن لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله تعالى.
● وحده لا شريك له: تأكيد على تفرد الله تعالى بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
● عبده ورسوله: وصف للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالعبودية الكاملة لله والرسالة.
● عيسى عبد الله ورسوله: نفي للألوهية عن عيسى عليه السلام وتأكيد على بشريته ورسالته.
● وكلمته: أي أن عيسى عليه السلام خُلق بكلمة الله "كن" فكان.
● ألقاها إلى مريم: أي أن الله أوحى بها إلى مريم فحملت بعيسى من غير أب.
● وروح منه: أي أن عيسى عليه السلام خُلق بروح من الأرواح التي خلقها الله وأمر بها.
● والجنة حق، والنار حق: أي أنهما حقيقتان موجودتان لا ريب فيهما.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من جمع هذه الأصول العقدية العظيمة، وآمن بها إيمانًا جازمًا صادقًا يظهر على اللسان ويستقر في القلب، فإن الله تعالى يدخله الجنة برحمته وفضله، حتى لو كان قد قصر في بعض الأعمال أو وقع منه تقصير.
وهذه الشهادة ليست مجرد كلمات تقال، بل هي تتضمن:
1- الإيمان بالله تعالى: وتوحيده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
2- الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم: والتصديق بكل ما أخبر به، وطاعته في ما أمر، واجتناب ما نهى عنه.
3- الإيمان بعيسى عليه السلام: والاعتقاد الصحيح فيه، وهو أنه عبد الله ورسوله، وليس بإله ولا ابن إله، وأنه خُلق بكلمة الله "كن" من غير أب، ونفخ الله فيه من روحه التي خلقها.
4- الإيمان باليوم الآخر: والجنة والنار، وما فيهما من نعيم وعذاب.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عظم مكانة التوحيد والإيمان: فهما الأساس الذي يبني عليه العبد دينه، وبهما ينال الفوز بالجنة.
2- بيان العقيدة الصحيحة في عيسى عليه السلام: وهو الرد على الضالين من النصارى وغيرهم ممن غلو في حق عيسى وادعوا له الألوهية.
3- سعة رحمة الله تعالى: حيث يدخل عباده الجنة بهذا الإيمان الصحيح، ويغفر لهم تقصيرهم في العمل بفضله ورحمته.
4- التحذير من الغلو في الصالحين: فإذا كان هذا هو شأن نبي الله عيسى وهو من أولي العزم من الرسل، فكيف بمن هو دونه من الصالحين؟ فلا يجوز الغلو فيهم ولا دعاؤهم من دون الله.
5- الترابط بين أركان الإيمان: فالإيمان بالله يستلزم الإيمان بجميع رسله وكتبه واليوم الآخر.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على أهمية العقيدة الصحيحة وأنها شرط أساسي للنجاة.
- قوله: "على ما كان من العمل" لا يعني إهمال العمل، بل يعني أن الله يدخله الجنة برحمته وتوحيده حتى مع وجود التقصير في العمل، أما من استهان بالأعمال وتركها بالكلية فإنه يدل على ضعف إيمانه أو انتفائه.
- الإيمان بعيسى عليه السلام من ضروريات الإيمان، ومنكره كافر، لأنه مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، ويلهمنا رشدنا، ويوفقنا لطاعته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٥) عن صدقة بن الفضل، حدّثنا الوليد، عن الأوزاعي قال: حدّثني عمير بن هانئ، حدّثني جُنادة بن أبي أميّة، عن عبادة، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (٢٨) من وجه آخر عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر قال: حدّثني عمير بن هانئ بإسناده، وزاد: «وأدخله اللَّه من أي أبواب الجنّة الثمانية شاء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 96 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شهد أن لا إله إلا الله أدخله الله الجنة

  • 📜 حديث: من شهد أن لا إله إلا الله أدخله الله الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من شهد أن لا إله إلا الله أدخله الله الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من شهد أن لا إله إلا الله أدخله الله الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من شهد أن لا إله إلا الله أدخله الله الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب