يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام

حديث: يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٣٥٣، ٢٣٥٤)، وابن ماجه (٤١٢٢)، وابن حبان (٦٧٦) كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ».
رواه الترمذي في سننه، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ"، وصححه الألباني.

1. شرح المفردات:

● فقراء المؤمنين: هم الذين قلَّ دخلهم وملكهم من حطام الدنيا، وصبروا على ذلك.
● أغنيائهم: هم الذين وسع الله عليهم في الرزق، وأعطاهم من المال الكثير.
● بخمس مئة عام: هذه مدة زمنية كبيرة، تُقَدَّر بحساب أهل الدنيا، وهي تدل على التفاوت الكبير في وقت الدخول، وليس بالضرورة أن تكون بالحساب الدنيوي تماماً، فقد تكون كناية عن مدة طويلة جداً.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضل عظيم للفقراء الصابرين المحتسبين، حيث أنهم سيدخلون الجنة قبل إخوانهم الأغنياء بمدة طويلة تقدّر بخمسمائة عام.
والحكمة من ذلك تعود إلى أمور منها:
● الابتلاء والامتحان: فالفقراء امتُحنوا في دنياهم بالحاجة وقلة المال، وصبروا على هذا الابتلاء، واحتسبوا الأجر عند الله تعالى. فجازاهم الله على صبرهم بتعجيل دخولهم الجنة وتفضيلهم في الوقت.
● الزهد في الدنيا: إن الفقراء الذين رضوا بقسمة الله، ولم يحسدوا الأغنياء على ما آتاهم الله، ولم يسعوا في الأرض فساداً بسبب فقرهم، بل زهدوا في الدنيا ورضوا باليسير، يستحقون هذا التكريم.
● التحذير من فتنة المال: الحديث أيضاً يحمل في طياته تحذيراً للأغنياء من فتنة المال، وأن الغنى مسئولية وسيسألون عنه يوم القيامة: من أين جمعه؟ وفيم أنفقه؟ وقد يتأخر دخولهم الجنة بسبب تقصيرهم في هذه المسئولية، بينما نَجا الفقراء من هذه المحاسبة الخاصة بالمال.
ولا يعني الحديث أن كل غني سيتأخر، أو أن كل فقير سيدخل مبكراً، بل المراد عموم الفقراء وعموم الأغنياء. فكم من غني شكر الله وأنفق ماله في سبيله فسبق الكثيرين، وكم من فقير لم يصبر على فقره فحرم هذا الأجر العظيم. والمعيار الحقيقي هو التقوى والعمل الصالح.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الصبر على البلاء: الحديث يحث على الصبر على ضيق الحياة الدنيا ومشاقها، ويبشر الصابرين بأجر عظيم في الآخرة.
2- عدم الحسد على أموال الدنيا: على المسلم أن يرضى بقسمة الله له، ولا يحسد الغني على ما آتاه الله من فضله، فللفقراء منزلة عظيمة عند الله إن هم صبروا.
3- الزهد في الدنيا والتأسي بأهل الفقر: ينبغي للمسلم أن لا يكون همه جمع الدنيا، بل يكون همه مرضات الله، وأن يتذكر أن الدنيا زائلة وأن الآخرة هي دار القرار.
4- مسئولية الغنى: الحديث تذكير للأغنياء بمسئولية أموالهم، وأن عليهم أن يشكروا الله وينفقوا في سبيله ليفوزوا برضوان الله ولا يتأخروا عن دخول الجنة.
5- عدل الله تعالى: فالله تعالى يعطي كلاً بحسب عمله وصبره وابتلائه، وهذا من كمال عدله ورحمته.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الفضل (التقديم في الدخول) خاص بدخول الجنة نفسها، وليس له علاقة بدرجاتها. فقد يكون الغني الذي عمل صالحاً درجة في الجنة أعلى من الفقير، لكنه دخل بعد ذلك.
- الفقر ليس فضيلة بذاته، وإنما الفضيلة هي الصبر على الفقر مع الإيمان والرضا بقضاء الله.
- ينبغي للمسلم أن يسعى للكسب الحلال، ولكن لا يجعل الدنيا أكبر همه ولا مبلغ علمه.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا القناعة والرضا، وأن يجعلنا من أهل الجنة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٣٥٣، ٢٣٥٤)، وابن ماجه (٤١٢٢)، وابن حبان (٦٧٦) كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي؛ فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وهذا عام لجميع المسلمين، بما فيهم فقراء المهاجرين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام

📜 حديث: يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية