حديث: أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير».

صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤٠) عن حجاج بن الشاعر، حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي، حدّثنا إبراهيم - يعني ابن سعد، حدّثنا أبي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ» حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تحمل معاني عظيمة في التوكل واليقين.

أولاً. شرح المفردات:


● أفئدتهم: جمع فؤاد، وهو القلب، والمقصود به هنا القلوب المعنوية لا الحسية، أي نفوسهم وقلوبهم من حيث الصفات والخصائص.
● مثل أفئدة الطير: شبه قلوبهم بقلوب الطير في صفة معينة، وهي خفة التوكل والاعتماد على الله تعالى وعدم التعلق بالدنيا.

ثانياً. شرح الحديث:


يشبّه النبي صلى الله عليه وسلم قلوب هؤلاء المؤمنين بقلوب الطير، والطير معروف بأنه خفيف القلب، لا يهتم بجمع الطعام لليوم التالي، بل يغدو خماصاً (أي فارغ البطن) ويروح بطاناً (أي ممتلئ البطن)؛ لأنه يتوكل على الله في رزقه، ولا يحمل همّ الغد.
فكذلك هؤلاء المؤمنون، قلوبهم خفيفة من هموم الدنيا، لا تتعلق بالمال ولا تخاف الفقر، ولا تحمل هماً للغد، لأن توكلهم على الله كامل، ويقينهم بأن الرزق بيد الله تعالى قوي، فهم يعيشون في طاعة الله، راضين بقضائه، متوكلين عليه حق التوكل.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- فضل التوكل على الله: فالحديث يبين أن من كمل توكله على الله وخفّت قلوبه من هم الدنيا، كان من أهل الجنة.
2- ذم الاهتمام المفرط بالدنيا: فالقلوب إذا تعلقت بالدنيا وشغلت بها، ثقلت وكثرت همومها، وهذا ضد ما وصف به هؤلاء السعداء.
3- اليقين برزق الله: فكما أن الطير لا تجمع للغد، بل تخرج في الصباح بحثاً عن رزقها وتعود في المساء وقد رزقها الله، فالمؤمن يتعامل مع رزقه بتفويض الأمر لله مع السعي في الأسباب.
4- الترغيب في الزهد: ليس الزهد ترك الدنيا بالكلية، ولكن أن يكون القلب غير متعلق بها، فيأخذ منها ما يحتاج ويعلم أن الدار الآخرة خير وأبقى.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن التوكل على الله من أعظم أسباب دخول الجنة.
- ليس في الحديث حث على ترك العمل أو الكسب، بل على ترك القلب أن يعلق بالدنيا، وأن يسعى الإنسان ويوكل الأمر إلى الله.
- من الأمثلة على هؤلاء: الفقراء الصابرين، والزهاد العابدين، الذين لا تشغلهم الدنيا عن الآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٤٠) عن حجاج بن الشاعر، حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي، حدّثنا إبراهيم - يعني ابن سعد، حدّثنا أبي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 107 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة

  • 📜 حديث: أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب