حديث: يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق اللَّه؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «أول من يدخل الجنة من خلق اللَّه الفقراء المهاجرون، الذين تسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول اللَّه عز وجل لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك، وخيرتك من خلقك، أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادًا يعبدوني، لا يشركون بي شيئًا، وتسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم من كل باب: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤) [الرعد: ٢٤]».

صحيح: رواه أحمد (٦٥٧١، ٦٥٧٠)، والبزار (٢٤٥٧)، وصحّحه ابن حبان (٧٤٢١)، والحاكم (٢/ ٧١ - ٧٢) كلهم من طرق عن أبي عشانة المعافري حي بن يؤمن، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه ﷺ أنه قال: «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق اللَّه؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «أول من يدخل الجنة من خلق اللَّه الفقراء المهاجرون، الذين تسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول اللَّه ﷿ لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك، وخيرتك من خلقك، أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادًا يعبدوني، لا يشركون بي شيئًا، وتسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم من كل باب: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤)﴾ [الرعد: ٢٤]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أولاً. شرح المفردات:


● الثغور: جمع ثَغْر، وهي المواضع التي يخاف عليها من العدو، فتُسد بحماية المجاهدين.
● المكاره: جمع مَكْرَهة، وهي الأمور الصعبة والمشاق التي يتقى بها هؤلاء الفقراء المجاهدون.
● حاجته في صدره: أي أن لديه دينًا أو حاجة مالية لم يقضها قبل موته.
● خيرتك من خلقك: أي الملائكة هم المختارون والمقرّبون عند الله.
● عُقْبَى الدَّار: العاقبة والمصير في الدار الآخرة، وهي الجنة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث باستفهام نبوي لتوجيه الانتباه إلى فضل هذه الفئة من الناس، فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه: "هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟" فيعترفون بعدم علمهم ويتركون الجواب للوحي، فيخبرهم النبي أن أول من يدخل الجنة هم الفقراء المهاجرون الذين يجمعون بين صفتين عظيمتين:
1- الفقر: ليس المقصود فقر الإيمان، بل فقر الدنيا وزهدها، فهم لا يملكون من حطام الدنيا شيئًا.
2- الهجرة: هجرة في سبيل الله، بترك الديار والأموال والأهل لله تعالى.
ويصفهم النبي بثلاث صفات عظيمة:
● تَسُدُّ بهم الثغور: يحمون حدود المسلمين ويذودون عن حياض الإسلام.
● يُتَّقَى بهم المكاره: يكونون سببًا في دفع الشرور والمصائب عن الأمة.
● يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ: يموتون وهم مدينون، ليس لأنهم مقصّرون، ولكن لأنهم أنفقوا كل ما لديهم في سبيل الله حتى لم يبقَ لهم ما يقضون به ديونهم.
ثم يأمر الله ملائكته أن يأتوا هؤلاء الفقراء المهاجرين ليهنئوهم بدخول الجنة، فتعجب الملائكة! كيف يؤمرون بالذهاب إلى بشر ويسلمون عليهم، وهم سكان السماء والمقرّبون عند الله؟ فيبيّن الله فضل هؤلاء العباد بأنهم:
- كانوا يعبدون الله ولا يشركون به شيئًا.
- يحمون ثغور المسلمين.
- يدفعون المكاره عن الأمة.
- يموتون وهم فقراء مدينون لم يقصّروا في العبادة ولا في الجهاد.
فترضى الملائكة وتنزل عليهم من كل باب من أبواب الجنة قائلة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24].

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل الفقراء المجاهدين: الذين يجمعون بين الزهد في الدنيا والبذل في سبيل الله.
2- علو منزلة المهاجرين في سبيل الله: فهجرتهم لله ترفع مقامهم عند الله.
3- أهمية حماية الثغور والذب عن حوزة الإسلام: وهذا من أعظم القربات.
4- الصبر على الشدائد: فصبرهم على الفقر والجهاد جعل لهم هذه المنزلة.
5- براءة الذمة من الديون: ينبغي للمسلم أن يحرص على قضاء ديونه، لكن هؤلاء لم يقصّروا، بل أنفقوا كل ما يملكون.
6- تكريم الله لأوليائه: حتى إن الملائكة themselves يُؤمرون بإكرامهم.
7- السلام تحية أهل الجنة: وهي تحية الملائكة للمؤمنين عند دخولهم الجنة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- هؤلاء الفقراء المهاجرون هم سادة المؤمنين، وهم الذين ذكر الله فضلهم في آيات كثيرة، مثل: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ} [الحشر: 8].
- ليس الفقر بذاته فضيلة، لكن فضلهم جاء بسبب زهدهم وصبرهم وجهادهم.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يكون من الذين يسدّون الثغور ويتقى بهم المكاره، سواء بالجهاد أو بالعلم أو الدعوة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يوفقنا للصبر والجهاد في سبيله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٥٧١، ٦٥٧٠)، والبزار (٢٤٥٧)، وصحّحه ابن حبان (٧٤٢١)، والحاكم (٢/ ٧١ - ٧٢) كلهم من طرق عن أبي عشانة المعافري حي بن يؤمن، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء

  • 📜 حديث: يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب