من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة

حديث: من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من غدا إلى المسجد وراح أعدَّ الله له نُزُلَه من الجنة كلما غدا وراح».

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٦٢)، ومسلم في المساجد (٦٦٩)، كلاهما من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن مُطَرِّف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة واللفظ للبخاري، وفي لفظ مسلم: «في الجنة نزُلًا».

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «من غدا إلى المسجد وراح أعدَّ الله له نُزُلَه من الجنة كلما غدا وراح».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث فضائل الأعمال، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما من دواوين السنة المعتمدة.

أولاً. شرح المفردات:

● غَدَا: ذهب في وقت الغداة، وهو أول النهار بعد طلوع الفجر.
● رَاحَ: ذهب في وقت الرواح، وهو أول الوقت بعد زوال الشمس (أي وقت صلاة الظهر).
● نُزُلَهُ: النزل هو ما يُهيأ للضيف من طعام وشراب وإكرام. وهو هنا كناية عن الكرامة العظيمة والجزاء الحسن.
● من الجنة: أي أن هذا النزل والإكرام محله الجنة، وهو من نعيمها وثمارها.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضلَ كثرة التردد على المساجد لأداء الصلوات في جماعة، وخاصة صلاتي الفجر والظهر. فمن داوم على الذهاب إلى المسجد في وقت الغداة (للصبح) والذهاب إليه في وقت الرواح (للظهر)، فإن الله تعالى يكرمه بإعداد وإجلاب نزلٍ كريمٍ له في الجنة، كلما كرر هذه الذهاب والإياب. فهو وعد من الله تعالى بجزاء عظيم لكل خطوة يخطوها المسلم إلى بيت من بيوته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:

1- عظم فضل الصلاة في المسجد وخاصة صلاتي الفجر والظهر: الحديث خصّ الذهاب في هذين الوقتين بالذكر لشدة الفضل فيهما، فصلاة الفجر تشهدها ملائكة الليل والنهار، وصلاة الظهر يغفل عنها الكثير بسبب شدة الحر أو الانشغال بأمور الدنيا.
2- جزاء الخطى إلى المساجد: ليس الثواب على الصلاة فقط، بل على كل خطوة يخطوها العبد إلى المسجد، كما في الحديث الآخر: «... وَالْمَشْيُ إِلَى الْمَسَاجِدِ يُضْعَفُ بِهِ الْحَسَنَاتُ وَيُحَطُّ بِهِ السَّيِّئَاتُ...».
3- كرم الله تعالى وجوده: حيث جعل لكل ذهاب وإياب جزاءً مستقلاً، فكلما ذهب المسلم إلى المسجد ورجع، أعد الله له نزلاً جديداً وكريماً، وهذا من عظيم فضله سبحانه.
4- الحث على المداومة على الطاعة: استخدام صيغة «كلما غدا وراح» تدل على أن الثواب مرتبط بتكرار الفعل واستمرار العبد عليه، مما يشجع على المداومة والاستمرار في هذا العمل الصالح.
5- الترغيب في الجنة ونعيمها: وصف الجزاء بـ "النزل" الذي هو إكرام الضيف، يثير في النفس الشوق إلى كرم الله تعالى في الجنة، وأن المؤمن فيها كالضيف الكريم المُكرم.
6- بيان مكانة المساجد في الإسلام: فهي بيوت الله التي يُتقرب إليه بالذهاب إليها، وهي منارات التقوى ومحطات تنزل الرحمة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الفضل العظيم هو لمن يذهب إلى المسجد بنية أداء الصلاة جماعة وابتغاء وجه الله، لا للمرور أو لأغراض دنيوية.
- يستفاد من الحديث فضل انتظار الصلاة بعد الصلاة، كما في حديث: «أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ».
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه السنّة العظيمة، وأن يجعل بيته قريباً من المسجد إذا تيسر له ذلك، لينال هذا الأجر الجزيل.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يكتب لنا أجر الماشين إلى بيوته، وأن يجعله من أسباب فلاحنا في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٦٦٢)، ومسلم في المساجد (٦٦٩)، كلاهما من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن مُطَرِّف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة واللفظ للبخاري، وفي لفظ مسلم: «في الجنة نزُلًا». والنُزل: هو ما يُهيأ للضيف عند قدومه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة

📜 حديث: من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية