حديث: صَلِّ الصلاة لوقتها وإن أدركتها معهم فصلِّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المنع من إخراج الصلاةِ عن وقتها

عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله ﷺ: «كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يُؤخِّرُون الصلاة عن وقتها، أو يُمِيتُونَ الصلاةَ عن وقتِها؟» قال قلتُ: فما تأمرني؟ قال: «فصَلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتَها معهم فَصلّ فإنها لك نافلة».
وفي رواية: «فصَلِّ الصلاة لوقتها، فإن صلَّيتَ لوقتِها كانت لك نافلةً، وإلا كنتَ قد أحرزتَ صلاتك».
وفي رواية «فإن أقيمتِ الصلاة وأنت في المسجد فَصَلِّ».
وفي رواية عن أبي العالية البراء قال: أخَّر ابنُ زيادٍ الصلاةَ. فجاءني عبد الله بن الصامت، فألقيتُ له كرسيًا فجلس عليه، فذكرتُ له صنيعَ ابن زيادٍ، فعَضَّ على شَفَتِه وضرب فَخِذِي وقال: إني سألت أبا ذر كما سألتني، فضرب فَخِذِي كما ضربتُ فَخِذك وقال: إني سألت رسول الله ﷺ كما سألتني، فضرب فَخِذِي كما ضربتُ فَخِذك، وقال: «صَلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركت الصلاة معهم فصَلِّ ولا تقل: إني قد صليتُ فلا أصَلِّي».
وفي رواية: «فصَلِّ الصلاة لوقتها، ثم إن أقيمتِ الصلاة فصَلِّ معهم، فإنها زيادة خير».
وفي رواية: عن أبي العالية البرَّاءِ قال: قلت لعبد الله بن الصامت: نُصلي يوم الجمعة خلفَ أُمراء فيُوخِّرون الصلاةَ، قال: فضربَ فَخِذِي ضربةً أوجعتني، وقال:
سألت أبا ذَرٍّ عن ذلك، فضرب فَخِذِي وقال: سألتُ رسولَ الله ﷺ عن ذلك فقال: «صَلُّوا الصلاةَ لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم نافلةً».

صحيح: هذه الروايات كلها أخرجها مسلم في المساجد (٦٤٨) من طرق عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.

عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله ﷺ: «كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يُؤخِّرُون الصلاة عن وقتها، أو يُمِيتُونَ الصلاةَ عن وقتِها؟» قال قلتُ: فما تأمرني؟ قال: «فصَلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركتَها معهم فَصلّ فإنها لك نافلة».
وفي رواية: «فصَلِّ الصلاة لوقتها، فإن صلَّيتَ لوقتِها كانت لك نافلةً، وإلا كنتَ قد أحرزتَ صلاتك».
وفي رواية «فإن أقيمتِ الصلاة وأنت في المسجد فَصَلِّ».
وفي رواية عن أبي العالية البراء قال: أخَّر ابنُ زيادٍ الصلاةَ. فجاءني عبد الله بن الصامت، فألقيتُ له كرسيًا فجلس عليه، فذكرتُ له صنيعَ ابن زيادٍ، فعَضَّ على شَفَتِه وضرب فَخِذِي وقال: إني سألت أبا ذر كما سألتني، فضرب فَخِذِي كما ضربتُ فَخِذك وقال: إني سألت رسول الله ﷺ كما سألتني، فضرب فَخِذِي كما ضربتُ فَخِذك، وقال: «صَلِّ الصلاة لوقتها، فإن أدركت الصلاة معهم فصَلِّ ولا تقل: إني قد صليتُ فلا أصَلِّي».
وفي رواية: «فصَلِّ الصلاة لوقتها، ثم إن أقيمتِ الصلاة فصَلِّ معهم، فإنها زيادة خير».
وفي رواية: عن أبي العالية البرَّاءِ قال: قلت لعبد الله بن الصامت: نُصلي يوم الجمعة خلفَ أُمراء فيُوخِّرون الصلاةَ، قال: فضربَ فَخِذِي ضربةً أوجعتني، وقال:
سألت أبا ذَرٍّ عن ذلك، فضرب فَخِذِي وقال: سألتُ رسولَ الله ﷺ عن ذلك فقال: «صَلُّوا الصلاةَ لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم نافلةً».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها. هذا الحديث العظيم من جوامع كلمه ﷺ، وهو يتعلق بمسألة مهمة من مسائل الدين، وهي الصلاة في جماعة خلف أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● يؤخرون الصلاة عن وقتها: أي يؤخرون إقامة صلاة الجماعة عن وقتها الشرعي المحدد.
● يميتون الصلاة: استعارة بليغة، فالتأخير الشديد للصلاة عن وقتها كإماتتها وإهلاكها.
● فصل الصلاة لوقتها: أي أدِّ الصلاة منفرداً في أول وقتها.
● فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة: إذا حضرت صلاة الجماعة معهم بعد أن صليت لنفسك، فصل معهم وتكون صلاتك هذه نافلة.
● أحرزت صلاتك: أي حفظتها وأديتها في وقتها على الوجه المطلوب.
● فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصل: أمر بالصلاة معهم إذا أقيمت وأنت حاضر في المسجد.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصور لنا النبي ﷺ حالة قد تقع فيها الأمة، حيث يتولى أمورها أمراء لا يبالون بأوقات الصلوات فيؤخرونها عن وقتها الشرعي. فسأله الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه عن الموقف الصحيح في هذه الحالة، فأمره النبي ﷺ بأمرين:
1- الواجب الأساسي: أن يحافظ المسلم على أداء الصلاة في وقتها، فيصليها منفرداً إذا لم تُقَم الجماعة في وقتها.
2- الفضل المستحب: إذا أُقيمت الصلاة بعد ذلك في جماعة خلف هؤلاء الأمراء، أن يصلي معهم، وهذه الصلاة الثانية تكون له نافلة وزيادة في الخير، ولا يعتذر بأنه قد صلى already.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحفاظ على وقت الصلاة مقدَّم على كل شيء: الحديث يؤكد على وجوب المحافظة على أوقات الصلوات، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولا يجوز تأخيرها لأي سبب كان، حتى لو كان الأمراء هم من يفعلون ذلك.
2- الجمع بين الحقوق: الحديث يجمع بين حق الله تعالى (أداء الصلاة في وقتها) وحق الجماعة والأمراء (المشاركة في صلاتهم عندما تقام). فلا يترك المسلم الجماعة احتجاجاً، ولا يضيع وقت الصلاة طاعةً لأمير.
3- الحكمة في التعامل مع ولاة الأمر: الحديث يعلمنا الحكمة في نصح الأمراء والولاة، فلا يكون النصح بمقاطعتهم أو الخروج عليهم، بل بالعمل الصالح والمحافظة على الفرائض، مع استغلال فرص الخير معهم (كصلاة النافلة خلفهم).
4- استحباب تكرار الصلاة بنية النافلة: إذا صلى الإنسان الفريضة ثم أقيمت الجماعة، فله أن يصلي معهم وتكون له نافلة، وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، حيث جعل العبادة مرةً فريضة ومرةً نافلة.
5- التأكيد على حضور الجماعة: الروايات المختلفة تؤكد على الأمر بالصلاة معهم إذا أقيمت الصلاة وأنت في المسجد ("فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصل")، مما يدل على عظم شأن الجماعة وفضل المشاركة فيها حتى مع وجود التقصير من الإمام.
6- سنة التوارث في نقل العلم: نلاحظ في رواية أبي العالية كيف انتقلت الفتيا والعلم بطريقة عملية (ضرب الفخذ) من النبي ﷺ إلى أبي ذر، إلى عبد الله بن الصامت، إلى أبي العالية. وهذا يدل على حرص السلف على نقل العلم بدقة كما سمعوه.

رابعاً. فتوى معاصرة مستنبطة من الحديث:


يستفاد من هذا الحديث في زماننا الحكم فيمن يؤم المصلين ويؤخر الصلاة عن وقتها عمداً دون عذر شرعي (ككسل أو انشغال بأمور الدنيا). فالمأمومون مخيرون بين:
- أن يصلوا الفريضة في وقتها منفردين أو في جماعة أخرى.
- ثم إذا أقيمت الصلاة بعد ذلك، يصلون مع الإمام بنية النافلة، ولا حرج في ذلك بل هو من الخير.
أما إذا كان التأخير لعذر شرعي مقبول (كالتغيُّبات الجوية الشديدة، أو انتظار جمع المصلين في المطار مثلاً)، فلا حرج في التأخير حينئذٍ، وتكون الصلاة خلف الإمام فريضة أديت في وقتها.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلوات في أوقاتها، وأن يولي علينا خيارنا، ويصرف عنا شرارنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

هذه الروايات كلها أخرجها مسلم في المساجد (٦٤٨) من طرق عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.
وقوله: «ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي». فيه الحثُّ على موافقة الأمراء في غير المعصية، لثلَّا تفترق الكلمة وتقع الفتنة، ولذلك كان أبو ذر يقول: «إنَّ خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا مجدَّعَ الأطراف». رواه مسلم (١٨٣٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صَلِّ الصلاة لوقتها وإن أدركتها معهم فصلِّ

  • 📜 حديث: صَلِّ الصلاة لوقتها وإن أدركتها معهم فصلِّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صَلِّ الصلاة لوقتها وإن أدركتها معهم فصلِّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صَلِّ الصلاة لوقتها وإن أدركتها معهم فصلِّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صَلِّ الصلاة لوقتها وإن أدركتها معهم فصلِّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب