حديث: صلاة النبي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في توقيت الصلوات

عن جابر بن عبد الله أن سئل عن صلاة رسول الله ﷺ فقال: كان النبي ﷺ يُصَلِّي الظُّهْر بالهاجِرة، والعَصْرَ والشمسُ نقيةٌ، والمغربَ إذا وجبتْ، والعِشاءَ أحيانًا وأحيانًا: إذا رآهم اجتمعوا عَجَّل، وإذا رآهم أبطؤوا أخَّرَ، والصُّبْحَ كانوا أو كان النبيُّ ﷺ يُصَلِّيها بغَلَسٍ.

متفق عليه: رواه البخاري في المواقيت (٥٦٠، ٥٦٥)، ومسلم في المساجد (٦٤٦) كلاهما من
طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو بن الحسن بن عَليٍّ قال: لما قَدِم الحجَّاجُ المدينة فسألنا جابر بن عبد الله فذكر الحديث ولفظهما سواء.

عن جابر بن عبد الله أن سئل عن صلاة رسول الله ﷺ فقال: كان النبي ﷺ يُصَلِّي الظُّهْر بالهاجِرة، والعَصْرَ والشمسُ نقيةٌ، والمغربَ إذا وجبتْ، والعِشاءَ أحيانًا وأحيانًا: إذا رآهم اجتمعوا عَجَّل، وإذا رآهم أبطؤوا أخَّرَ، والصُّبْحَ كانوا أو كان النبيُّ ﷺ يُصَلِّيها بغَلَسٍ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه يصف الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في أوقاتها، وهو وصف دقيق يعطينا صورة حية لهديه عليه الصلاة والسلام في الصلاة.

أولاً. شرح المفردات:


● يُصَلِّي الظُّهْر بالهاجِرة: الهاجرة هي وقت شدة الحر نصف النهار، أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر في أول وقتها عند زوال الشمس.
● وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ: أي يصلي العصر والشمس بيضاء نقية لم تتغير بصفرة، أي في أول وقتها.
● وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ: أي إذا غربت الشمس وغاب حاجبها (قرصها)، فكان يصليها في أول وقتها فور غروب الشمس.
● وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا: أي كان وقت صلاته للعشاء يختلف.
● إِذَا رَآهُمُ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ: إذا رأى أصحابه قد اجتمعوا في المسجد بسرعة بعد الأذان، صلى بهم مبكراً.
● وَإِذَا رَآهُمْ أَبْطَؤُوا أَخَّرَ: إذا رأى تأخرهم في الحضور، أخّر الصلاة انتظاراً لهم.
● وَالصُّبْحَ كَانُوا - أَوْ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ: الغلس هو ظلمة آخر الليل واختلاطها بضوء الصبح، أي كان يصلي الفجر في أول وقتها، وهو الظلام قبل الإسفار التام.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف جابر بن عبد الله رضي الله عنه المواقيت العملية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيها الصلوات الخمس، مبيناً حرصه على الصلاة في أول وقتها غالباً، مع المرونة في صلاة العشاء مراعاة لحال المصلين، وتيسيراً عليهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- استحباب التبكير في الصلاة في أول وقتها: وهذا واضح في صلاته للظهر والعصر والمغرب والفجر. وهذا من محبة النبي صلى الله عليه وسلم للعبادة ومسارعته إلى الخير، وهو الأفضل إلا لعذر.
2- مراعاة أحوال المصلين والتيسير عليهم: وهذا درس عظيم في قيادته صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته. ففي صلاة العشاء، لم يكن يلتزم وقتاً واحداً، بل كان ينظر في حال الناس:
● التعجيل: إذا رأى الناس قد اجتمعوا وحضروا بسرعة، يعجل بالصلاة لئلا يثقل عليهم الانتظار أو يشق على من له حاجة.
● التأخير: إذا رأى الناس يتأخرون في الحضور، يؤخر الصلاة قليلاً انتظاراً لهم حتى تشملهم فضيلة الجماعة ولا يفوتهم الخير.
- وفي هذا تربية للأمة على الاجتماع والائتلاف، وتخفيف عن الناس، وجلب للمصلحة لهمدرءاً للمفسدة عنهم.
3- بيان الأوقات الفضلى للصلوات: يحدد الحديث بدقة الوقت المفضل لكل صلاة، وهو ما عليه جمهور العلماء:
● الظهر: أول الوقت عند زوال الشمس.
● العصر: أول الوقت (وهو قول الجمهور)، وقيل أن الصلاة while الشمس نقية بيضاء هو وقت الفضيلة، قبل أن تصفر الشمس.
● المغرب: أول الوقت فور غروب الشمس.
● العشاء: وقتها واسع، والأفضل عدم التأخير الشديد إلا لمصلحة راجحة كانتظار الناس للجماعة.
● الفجر: الصلاة في أول وقتها (الغلس) وهو الأفضل، لما فيه من زيادة في الاجتهاد والقرب من الله.
4- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث دليل على وجوب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، خاصة في العبادات، فهو المشرع والمبين عن ربه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول معرفة أوقات الصلوات وفضلائلها، ويجمع بين بيان الوقت الأفضل وبين مراعاة أحوال الناس.
- يؤخذ من الحديث أن صلاة الجماعة لها شأن عظيم عند النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إنه كان يغير وقت الصلاة المفاضل (صلاة العشاء) لأجلها.
- يستحب للإمام أن يتفقد حال المأمومين ويراعي ظروفهم، فلا يعجل بشدة تضيع مصلحة الانتظار للجماعة، ولا يؤخر بشدة تشق على المصلين المنتظرين.
- الحديث يدل على أن وقت العشاء يمتد إلى ثلث الليل، كما في الأحاديث الأخرى، وأن التأخير فيها إلى ثلث الليل أو نصفه كان لأسباب ومصالح، وأما الأصل والأفضل هو الصلاة في أول الوقت.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المواقيت (٥٦٠، ٥٦٥)، ومسلم في المساجد (٦٤٦) كلاهما من
طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو بن الحسن بن عَليٍّ قال: لما قَدِم الحجَّاجُ المدينة فسألنا جابر بن عبد الله فذكر الحديث ولفظهما سواء.
وفي رواية عند مسلم: كان الحجَّاجُ يُؤخِّر الصلوات فسألنا جابر بن عبد الله فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة النبي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية

  • 📜 حديث: صلاة النبي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة النبي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة النبي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة النبي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب