صلاة جبريل بالنبي ﷺ وتعليم أوقات الصلوات

حديث: صلاة جبريل بالنبي ﷺ وتعليم أوقات الصلوات

عن عمرو بن حزم قال: جاء جبريل عليه السلام يُصَلِّي بالنبي ﷺ، وصلَّى النبي ﷺ بالناس حين زالتِ الشمس، ثم صلى العصر حين كان ظِلُّه مثله، ثم صلَّى المغربَ حين غربتِ الشمسُ، ثم صلى العِشَاءَ بعد ذلك - كأنه يريد ذهاب الشفق - ثم صَلَّى الفجر بغلسٍ حين فجر الفجرُ، ثم جاء جبريل عليه السلام من الغدِ، فصلَّى الظُّهر بالنبي ﷺ، وصلى النبي ﷺ بالناس الظُّهْرَ حين كان ظِلُّه مثله، ثم صلى العصر حين صار ظِلُّه مثليه، ثم صلي المغرب حين غربت الشمسُ لوقت واحد، ثم صلى العشاء بعد ما ذهب هوى من الليل، ثم صلى الفجْرَ فأسْفَرَ جدًّا.

حسن: رواه إسحاق بن راهويه في «مسنده» عن عبد الرزاق، ثنا معمر، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عمرو بن حزم، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه عمرو بن حزم رضي الله عنه حديث عظيم، يبيّن لنا تعليم جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم أوقات الصلوات الخمس بشكل عملي، وهو من الأحاديث التي عليها المعوَّل في تحديد أوقات الصلوات.

شرح المفردات:

● زالت الشمس: أي ميلها عن كبد السماء (منتصفها) وبداية دخول وقت الظهر.
● ظلُّه مثله: أي أن طول ظل الشخص بعد الزوال أصبح مساويًا لطول جسمه الأصلي.
● بغلس: البغلس هو الظلمة المختلطة بضوء الفجر، أي الصلاة في وقت الفجر الثاني (الصادق) مع بقاء شيء من الظلام.
● ذهب الشفق: الشفق هو الحمرة التي تظهر في الأفق بعد غروب الشمس، وهو علامة على دخول وقت العشاء.
● هوى من الليل: أي ذهب ثلث الليل الأول أو نصفه، وهو وقت فضيلة صلاة العشاء.
● أسفر جدًا: أي أضاء وأصبح النهار واضحًا، أي أن الصلاة كانت بعد انتشار الضوء وارتفاع النهار.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الحديث أن جبريل عليه السلام نزل ليعلّم النبي صلى الله عليه وسلم أوقات الصلوات العملية، فصلى به في يومين متتاليين:
● في اليوم الأول: صلى به في أول الوقت (وقت الفضيلة).
● في اليوم الثاني: صلى به في آخر الوقت (وقت الجواز).
فبيّن له بذلك أن وقت الصلاة يبدأ من أول الوقت الذي صلى فيه في اليوم الأول، وينتهي بالوقت الذي صلى فيه في اليوم الثاني، ما عدا صلاة المغرب فليس لها إلا وقت واحد.

الدروس المستفادة من الحديث:

1- بيان أوقات الصلوات بدقة: حيث حدد الحديث أوقات الصلوات الخمس بشكل واضح:
● الظهر: يبدأ من زوال الشمس، وأول وقتها عندما تزول الشمس، وآخره عندما يصير الظل مثلي الشخص.
● العصر: يبدأ عندما يصير الظل مثله، وينتهي عند اصفرار الشمس.
● المغرب: وقتها واحد، من غروب الشمس إلى مغيب الشفق.
● العشاء: يبدأ من مغيب الشفق إلى منتصف الليل.
● الفجر: يبدأ من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس.
2- مرونة الوقت للصلاة: باستثناء المغرب، فإن لكل صلاة وقتًا موسعًا يمكن أداؤها فيه، من أول الوقت إلى آخره.
3- فضل الصلاة في أول الوقت: حيث صلى جبريل في اليوم الأول في أول الوقت، مما يدل على استحباب المبادرة إلى الصلاة.
4- جواز الصلاة في آخر الوقت: حيث صلى في اليوم الثاني في آخر الوقت، مما يدل على جواز التأخير لعذر.
5- تعليم رباني للأمة: حيث كان هذا التعليم من خلال جبريل عليه السلام بأمر من الله تعالى، مما يدل على أهمية المحافظة على الصلوات في أوقاتها.

معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في كتب الفقه لتحديد أوقات الصلوات، ويعتمد عليه العلماء في استنباطهم.
- المغرب ليس لها إلا وقت واحد؛ لأن وقتها قصير، بينما باقي الصلوات لها وقت موسع.
- الصلاة في أول الوقت أفضل إلا في حالات معينة، مثل تأخير صلاة العشاء في ليالي الصيف ليجمع فيها الناس، أو تأخير صلاة الظهر في الحر الشديد إلى وقت الإبراد.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلوات في أوقاتها، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه إسحاق بن راهويه في «مسنده» عن عبد الرزاق، ثنا معمر، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عمرو بن حزم، فذكر الحديث.
أورده الحافظ في «المطالب العالية» (١/ ١٤٠) والبوصيري في «إتحاف الخيرة» (١/ ٤٠ - ٤١) رقم (١١٣٣) كلاهما من مسند إسحاق بإسناده.
قال البوصيري: «هذا إسناد حسن». وقال الحافظ: «هذا إسناد حسن إلا أن محمد بن عمرو بن حزم لم يسمع من النبي ﷺ لصغره، فإن كان الضمير في جده يعود على أبي بكر توقف على سماع أبي بكر من عمرو». انتهى.
قال الأعظمي: كلاهما رويا من عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حرم، عن أبيه، عن جده، فجاء هذا الإشكال.
والذي في مصنف عبد الرزاق (١/ ٥٣٤) رقم (٢٠٣٢): عن معمر، عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه فذكر الحديث، فلا إشكال فيه، فهل كان في نسختهما كما ذكرا؟ والله تعالى أعلم.
ورجال الإسناد كلهم ثقات، ومحمد وأبوه عمرو بن حزم كان لهما صحبة، إلا أن محمدًا لم يرو عن النبي ﷺ لأنه كان له رؤية فقط.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة جبريل بالنبي ﷺ وتعليم أوقات الصلوات

📜 حديث: صلاة جبريل بالنبي ﷺ وتعليم أوقات الصلوات

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة جبريل بالنبي ﷺ وتعليم أوقات الصلوات

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة جبريل بالنبي ﷺ وتعليم أوقات الصلوات

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة جبريل بالنبي ﷺ وتعليم أوقات الصلوات

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية