صلاة الصبح بغلس مع رسول الله وأبي بكر وعمر

حديث: صلاة الصبح بغلس مع رسول الله وأبي بكر وعمر

عن مُغِيث بن سُمَيّ قال: صَلَّيتُ مع عبد الله بن الزبير الصُّبحَ بغَلَسٍ، فلمَّا سَلَّم أقبلتُ على ابن عمر، فقلتُ: ما هذه الصلاةُ؟ قال: هذه صلاتُنا كانت مع رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر، فَلمَّا طُعِن عمرُ أسفَرَ بها عثمانُ.

صحيح: رواه ابن ماجة (٦٧١) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقِي، قال: حدَّثَنا الوليدُ بن مُسلم، قال: حدثنا الأوزَاعيُّ، قال: حدثنا نَهيكُ بن يَريمَ قال: حدثنا مُغيثُ بن سُمَي فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن مُغِيث بن سُمَيّ رضي الله عنه:

نص الحديث:

عن مُغِيث بن سُمَيّ قال: "صَلَّيتُ مع عبد الله بن الزبير الصُّبحَ بغَلَسٍ، فلمَّا سَلَّم أقبلتُ على ابن عمر، فقلتُ: ما هذه الصلاةُ؟ قال: هذه صلاتُنا كانت مع رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر، فَلمَّا طُعِن عمرُ أسفَرَ بها عثمانُ."

1. شرح المفردات:

● بغَلَسٍ: الغَلَس هو ظلمة آخر الليل واختلاطه بضوء الصباح، أي وقت الفجر حين يكون الظلام لا يزال موجودًا ولكن بدأ النور بالظهور.
● أسفَرَ بها: الإسفار هو الإضاءة والإشراق، أي أن عثمان رضي الله عنه أصبح يصلي الصبح في وقت أكثر إشراقًا ووضوحًا مما كان عليه الحال في عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا مغيث بن سمي أنه صلى صلاة الفجر مع عبد الله بن الزبير في وقت مبكر جدًا (أي في الغلس)، فلما انتهت الصلاة استفهم من الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن سبب تقديم الصلاة في هذا الوقت المبكر، فأجابه ابن عمر بأن هذه كانت صلاة الفجر في عهد النبي ﷺ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، حيث كانوا يصلونها في وقت الغلس (أي في الظلمة قبل الإسفار)، ولكن عندما طُعن عمر رضي الله عنه وتولى الخلافة عثمان رضي الله عنه، غيَّر وقت الصلاة فأصبح يصليها في وقت الإسفار (أي بعد أن ينتشر الضوء ويصبح الوقت أكثر وضوحًا).

3. الدروس المستفادة منه:

● مرونة الشريعة الإسلامية: هذا الحديث يظهر أن هناك هامشًا من المرونة في أوقات الصلوات ضمن الحدود الشرعية، فصلاة الفجر يجوز أداؤها في أول وقتها (الغلس) أو في آخر وقتها (الإسفار)، وكل ذلك جائز شرعًا.
● اجتهاد الخلفاء الراشدين: الخليفة عثمان رضي الله عنه اجتهد في تأخير صلاة الفجر إلى وقت الإسفار لمصلحة رأها، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة، مما يدل على أن الاجتهاد في الأمور التي لم يرد فيها نص قاطع جائز إذا كان لمصلحة المسلمين.
● اتباع السنة: كان ابن عمر رضي الله عنهما يوضح أن الصلاة في الغلس هي السنة الأصلية التي كان عليها النبي ﷺ والخليفتان أبو بكر وعمر، لكن التغيير الذي حدث في عهد عثمان كان اجتهادًا مباحًا.
● التعاون على البر والتقوى: الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتشاورون ويتفاهمون في أمور الدين، ويسأل بعضهم بعضًا عن الأحكام الشرعية، مما يدل على حرصهم على الفهم الصحيح للدين.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- وقت صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، والأفضل أن تصلى في أول وقتها (الغلس) كما كان يفعل النبي ﷺ، لكن لو أخرها إلى الإسفار لأجل مصلحة (مثل انتظار المصلين أو تحري الوقت) فلا بأس في ذلك.
- هذا الحديث يدل على أن عثمان رضي الله عنه لم يغير وقت الصلاة تغييرًا مبتدعًا، بل كان اجتهادًا منه راعى فيه مصلحة الناس، وقد أقره الصحابة على ذلك.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الصلاة في أول وقتها عملاً بسنة النبي ﷺ، إلا إذا كان هناك عذر شرعي أو مصلحة راجحة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٦٧١) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقِي، قال: حدَّثَنا الوليدُ بن مُسلم، قال: حدثنا الأوزَاعيُّ، قال: حدثنا نَهيكُ بن يَريمَ قال: حدثنا مُغيثُ بن سُمَي فذكر الحديث.
ونهيك، بوزن عظيم، ويريم - بتحتانية وكذلك أوله، الأوزاعي الشامي ثقة.
وإسناده صحيح، رجاله ثقات غير الوليد بن مسلم فإنه مدلس إلا أنه صرَّح بالتحديثِ عن شيخِه، كما صَرَّح شيخه - وهو الأوزاعي - عن شيخه، فانتفت عنه تهمة التدليس.
قال البيهقي في سننه (١/ ٤٥٦) بعد أن روى الحديث من جهة العباس بن الوليد بن مزيد: أخبرني أبي، قال: سمعتُ الأوزاعي فذكر مثله.
قال: في كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال: قال محمد بن إسماعيل البخاري: «حديث الأوزاعي عن نَهيك بن يَريم في التغليس بالفجر حديث حسن». انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الصبح بغلس مع رسول الله وأبي بكر وعمر

📜 حديث: صلاة الصبح بغلس مع رسول الله وأبي بكر وعمر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة الصبح بغلس مع رسول الله وأبي بكر وعمر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة الصبح بغلس مع رسول الله وأبي بكر وعمر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة الصبح بغلس مع رسول الله وأبي بكر وعمر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية