يُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ

حديث: يُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ

عن عائشة قالت: إن كانَ رسولُ الله ﷺ ليُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ ما يُعرَفنَ من الغَلَسِ.

متفق عليه: أخرجه مالك في الوقوف (٤) عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنتِ عبد الرحمن، عن عائشة فذكرت الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من هدي النبي ﷺ في الصلاة وحرصه على التيسير على أمته، خاصة النساء. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:

● يُصَلّي الصُّبْحَ: أي يؤدي صلاة الفجر في وقتها.
● يَنْصَرِفُ: يفرغ من الصلاة ويخرج من المسجد.
● النِّسَاءُ: النساء اللاتي صلين مع النبي ﷺ في المسجد.
● مُتَلَفِّعاتٍ: متغطيات أو متلففات بثيابهن بشكل محكم.
● بِمُرُطِهِنَّ: المرط (جمعها مروط) هي الرداء أو الثوب الذي تلبسه المرأة لتغطية جسمها.
● مَا يُعْرَفْنَ: لا يتم التعرف عليهن أو تمييزهن.
● مِنَ الغَلَسِ: الغلس هو ظلمة آخر الليل أو الوقت الذي يختلط فيه الظلام بضوء الصباح الباكر، أي قبل شروق الشمس مباشرة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يصف هذا الحديث مشهدًا من مشاهد صلاة الفجر في عهد النبي ﷺ، حيث كان النبي ﷺ يصلي صلاة الفجر في وقتها المبكر جدًا، وهو وقت الغلس (عند الفجر الصادق وقبل طلوع الشمس). وبعد انتهاء الصلاة، تنسحب النساء من المسجد متغطيات بمروطهن (أرديتهن) بشكل كامل ومحكم، حتى أن أحدًا لا يستطيع التعرف عليهن بسبب شدة الظلام في ذلك الوقت المبكر. وهذا يدل على أن صلاة الفجر كانت تقام في وقت مبكر جدًا، بحيث يكون الظلام لا يزال سائدًا.

3. الدروس المستفادة منه:

● التيسير على النساء في الصلاة: الحديث يُظهر حرص الإسلام على تيسير جزءicipation النساء في الصلاة الجماعية في المسجد مع الحفاظ على حشمتهن وسترهن. فالصلاة في وقت الغلس allowed للنساء أن يخرجن من المسجد دون أن يراهن الرجال أو يتعرف عليهن، مما يحفظ كرامتهن ويجنبهن الاختلاط غير الشرعي.
● فضل صلاة الفجر في وقتها: الحديث يؤكد على أهمية أداء صلاة الفجر في أول وقتها، وهو وقت الغلس، كما كان يفعل النبي ﷺ. وهذا الوقت هو الأفضل لصلاة الفجر، كما ورد في أحاديث أخرى.
● الستر والعفة للنساء: تصرف النساء بعد الصلاة متلفعات بمروطهن يدل على وجوب ستر المرأة وعفتها عند خروجها من بيتها، وخاصة في الأماكن العامة مثل المسجد. وهذا من تعاليم الإسلام في الحفاظ على حياء المرأة واحترامها.
● حرص النساء على الصلاة مع الجماعة: يشير الحديث إلى أن النساء في عهد النبي ﷺ كن يحضرن صلاة الجماعة في المسجد، حتى صلاة الفجر المبكرة، مما يدل على حرصهن على الطاعة والعبادة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن وقت صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر الصادق (عند الأذان الثاني) ويستمر حتى طلوع الشمس. والصلاة في وقت الغلس (أي في أول الوقت) هي الأفضل، كما ثبت في السنة.
- الحديث أيضًا يرد على من يظن أن خروج النساء إلى المسجد غير جائز، بل هو جائز بشروط الستر والاحتشام وعدم الاختلاط، كما كان في عهد النبي ﷺ.
- روى هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الأذان، باب وقت الصبح)، مما يدل على صحته وتواتره.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة في أوقاتها، ويحافظون على هدي النبي ﷺ في العبادة والأخلاق. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه مالك في الوقوف (٤) عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنتِ عبد الرحمن، عن عائشة فذكرت الحديث. ومن طريقه أخرجه البخاري في الأذان (٨٦٧)، ومسلم في المساجد (٦٤٥/ ٢٣٢) كما رواه أيضًا الشيخان من أوجه عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة نحوه البخاري (٣٧٢، ٥٧٨)، ومسلم، والبخاري وحده (٨٧٢) من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: أن رسولَ الله ﷺ كان يُصَلِّي بغلسِ فيَنصَرِفنَ نِسَاءُ المؤمنين، لا يُعرَفنَ من الغَلَسِ، أو لا يَعرِفُ بعضُهنَّ بعضًا.
قال الحافظ: فينصرِفنَ: هو على لغة بني الحارث، وكذا قوله: لا يُعرَفنَ بعضُهن بَعضًا. وهذا في رواية الحموي والكشميهني، ولغيرهما «لا يعرف» بالإفراد على الجادة.
وقوله: «متلفعات» قال الأصمعي: التلفعُ أن تشتمل بالثوب حتى تجلل به جسدك، وفي شرح الموطأ لابن حبيب: التلفع لا يكون إلا بتغطية الرأس، والتلفف يكون بتغطية الرأس وكشفه.
«والمروط». جمع مِرط - بكسر أوله - كساء من خزٍّ، أو صوفٍ أو غيره. انظر: «الفتح» (١/ ٤٨٢).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 47 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ

📜 حديث: يُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يُصَلّي الصُّبْحَ فينصرفُ النِّسَاءُ متُلَفِّعاتٍ بمُرُطهنَّ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية