حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقرآن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الاعتدال في رفع الصوت في صلاة الليل

عن البياضي أن رسول الله ﷺ خرج على النَّاس وهم يُصلون، وقد علتْ أصواتُهم بالقراءة فقال: «إن المُصلِّي يُناجي ربَّه، فلينظُر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقرآن».

حسن: رواه مالك في الصلاة (٢٩) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي حازم التَّمَّار، عن البياضي فذكره.

عن البياضي أن رسول الله ﷺ خرج على النَّاس وهم يُصلون، وقد علتْ أصواتُهم بالقراءة فقال: «إن المُصلِّي يُناجي ربَّه، فلينظُر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعضٍ بالقرآن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في معجمه، وغيرهم عن الصحابي الجليل البياضي رضي الله عنه، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● خَرَجَ عَلَى النَّاس: ظهر للناس وخرج إليهم.
● يُصَلُّون: يؤدون الصلاة.
● عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ: ارتفعت واشتدت أصواتهم.
● يُنَاجِي رَبَّهُ: يخاطب ربه ويحادثه في صلاته؛ والمناجاة هي الحديث الخفي.
● بِالْقُرْآنِ: هنا تعني القراءة في الصلاة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي البياضي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على جماعة من أصحابه وهم يصلون، فوجدهم يرفعون أصواتهم بالقراءة حتى يتشوش بعضهم على بعض، فنهاهم عن ذلك وأرشدهم إلى أن المصلي في حالة مناجاة مع الله تعالى، فيجب أن يختار ما يناجي به ربه بخشوع وأدب، ولا يرفع صوته بالقراءة إلى درجة إزعاج الآخرين أو التشويش عليهم في صلاتهم.

3. الدروس المستفادة منه:


● الأدب مع الله في الصلاة: الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه، فيجب أن تكون بخضوع وخشوع، وأن يختار المصلي القراءة المناسبة التي تناسب هذا المقام العظيم.
● مراعاة الآخرين: النهي عن رفع الصوت في القراءة إلى درجة التشويش على المصلين الآخرين؛ فذلك يؤذيهم ويشغلهم في صلاتهم.
● التوازن في الجهر والإسرار: يستحب الجهر في الصلاة الجهرية كالفجر والمغرب والعشاء للرجال، ولكن دون مبالغة تصل إلى حد الإزعاج، أما الإسرار في الصلاة السرية كالظهر والعصر فيكون منخفضًا لا يسمعه الآخرون.
● الحكمة من النهي: حفظ الخشوع في الصلاة وعدم إفسادها على الآخرين، مما يعكس روح الأخوة الإسلامية والاحترام المتبادل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن المشروع في الصلاة الجهرية أن يجهر الإمام والمأموم بما لا يشوش على غيره، فإن كان هناك تشويش وجب خفض الصوت.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على كراهة رفع الصوت بالقراءة في المسجد إذا كان فيه نائم أو مصلٍ آخر قد يتأذى.
- ينبغي للمصلي أن يستحضر أنه في محضر الله تعالى، فيؤدي صلاته بخشوع وتدبر، وهذا من مقاصد الصلاة العظيمة.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المقبولين في صلاتنا وأعمالنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الصلاة (٢٩) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي حازم التَّمَّار، عن البياضي فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٩٠٢٢)، والنسائي في «الكبرى» (٣٣٦٤، ٨٠٩١) والبغوي في «شرح السنة» (٦٠٨) كلهم من طريق مالك به.
قال ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٣/ ٣٠٩): «حديث البياضي وحديث أبي سعيد ثابتان صحيحان».
ولم أقف على اسم البياضي، وهو رجل من بني بياضة من الأنصار ولا يضر ذلك في صحة الحديث، لأنه صحابي وأبو حازم التمار جعله الحافظ في مرتبة «مقبول» أي إذا توبع، فقد تابعه عطاء بن يسار كما رواه ابن أبي عاصم في «الأحاد والمثاني» (٢٠٠٧) مقرونًا بأبي حازم، ورواه النسائي في «الكبرى» (١٣٦٠، ١٣٦١) من طريق عطاء بن يسار وحده، عن رجل من بني بياضة من الأنصار، وتابعه أيضًا أبو سلمة كما رواه النسائي في «الكبرى» (٣٣٦٣) وبهذه المتابعات ترتفع الإسناد إلى الحسن لغيره، وفي أبي التمار كلام غير هذا انظر «تهذيب التهذيب».
إلا أن البغوي حمل النهي عن الجهر في هذا الحديث أن يكون مع الإمام فقال: «السنةُ في
القراءة، وفي كل ذكر يأتي به خلف الإمام أن يُسمِع نفسَه، لا يغلبَ جارَه، قال الشعبي: إذا قرأتَ القرآن فاقرأ قراءةً تُسمِع أذنيك، وتُفقِّهُ قلبَكَ، فإن الأذنَ عَدْلٌ بين اللسانِ والقلبِ».
وفي الباب عن أبي هريرة أن عبد الله بن حُذافة السهمي قام يُصَلِّي، فجهر بصلاته، فقال النبي ﷺ: «يا ابن حُذافة! لا تُسْمِعْني، وأسمعْ ربَّك عز وجل».
رواه الإمام أحمد (٨٣٢٦)، والبزار «كشف الأستار» (٧٢٧) كلاهما من حديث وهب بن جرير، عن أبيه، عن النعمان، يحدث عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث.
وإسناده ضعيف فإن النعمان هو: ابن راشد الجزري أبو إسحاق الرقي ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي، وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث. وقال البخاري: في حديثه وهم كثير، وهو صدوقٌ في الأصلِ، وأدخله في الضعفاء، ولكن قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: يُحوَّل منه. لأنَّ أبا حاتم كان حسن الرأي فيه مع اعترافه بأن في حديثه وهما كثيرا، فمثله لا يحسن حديثه ولكن لا بأس بقبوله في المتابعات لأنه حينئذ لم يكن قد وهم. وأما الهيثمي فقال في «المجمع» (٢/ ٢٥٦): رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير إلَّا أنَّه قال: عن أبي سلمة أنَّ عبد الله بن حُذَافة. ورجال أحمد رجال الصحيح» انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن النعمان بن راشد من رجال مسلم، ولكن فاته بأن رجال البزار أيضًا رجال الصحيح كما رأيت.
وفي معناه ما رواه الحارث في مسنده»بغية الباحث (٢٣١) عن جابر بن عبد الله إلا أن فيه محمد بن يعقوب المدني قال الذهبي في الميزانه: «له مناكير«، وقال ابن عدي في: الكامل (٦/ ٢١٧٥، ٢١٧٦): هذا بعض أحاديثه فيه إنكار، وليس حديثه إلا القليل».
وكذلك رُويَ عن علي بن أبي طالب أن رسول الله ﷺ نهى أن يرفعَ الرجلُ صوتَه بالقراءة قبل العِشاء وبعدها، يُغلط أصحابَه وهم يُصلُّون. رواه الإمام أحمد (٦٦٣) وفيه الحارث وهو ضعيف كما قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٦٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 943 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقرآن

  • 📜 حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقرآن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقرآن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقرآن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجهر بعضكم على بعض بالقرآن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب