حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الجهر والسر في صلاة الليل

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ [سورة الإسراء: ١١٠] قال: نزلتْ ورسول الله ﷺ مختف بمكة، كان إذا صلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع المشركون سَبُّوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به. فقال الله
تعالى لنبيّه: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبُّوا القرآن ﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ عن أصحابك فلا تسمعهم ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠).

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٦) كلاهما من حديث هُشيم، حدثنا أبو بشر (هو جعفر بن إياس)، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ [سورة الإسراء: ١١٠] قال: نزلتْ ورسول الله ﷺ مختف بمكة، كان إذا صلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع المشركون سَبُّوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به. فقال الله
تعالى لنبيّه: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبُّوا القرآن ﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ عن أصحابك فلا تسمعهم ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ١١٠]، يوضح لنا الظرف التاريخي الذي نزلت فيه هذه الآية، ويبين الحكمة الإلهية من هذا التوجيه النبوي الكريم.

1. شرح المفردات:


● "وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ": أي لا ترفع صوتك بالقراءة في الصلاة إلى درجة الجهر الشديد.
● "وَلَا تُخَافِتْ بِهَا": أي لا تخفض صوتك بالقراءة إلى درجة الإسرار الذي لا يسمعه أحد.
● "وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا": أي اطلق مسلكًا وسطًا بين الجهر العالي والخفوت الشديد، وهو الصوت المعتدل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


نزلت هذه الآية الكريمة في مكة حينما كان النبي ﷺ وأصحابه يعيشون في حالة اضطهاد وإيذاء من المشركين. وكان النبي ﷺ إذا صلى بأصحابه جهر بالقراءة، فكان المشركون يسمعونه فيسبون القرآن والله تعالى ورسوله ﷺ. فأمره الله تعالى بعدم الجهر الشديد بالقراءة حتى لا يسمع المشركون فيسبوا، وفي نفس الوقت نهاه عن الإخفات الشديد حتى يسمع أصحابه القراءة ويستفيدوا منها. فجاء التوجيه الإلهي بالاعتدال في رفع الصوت.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة في الدعوة: يُستفاد من الحديث أهمية مراعاة الظروف المحيطة واختيار الأسلوب الأنسب في الدعوة إلى الله دون التسبب في إثارة الفتنة أو إيذاء الدين.
● الاعتدال في الأمور: التوجيه الرباني بالابتعاد عن الإفراط والتفريط، والأخذ بالوسطية في السلوك والتعامل، وهو من أهم مبادئ الإسلام.
● رحمة الله بالأمة: حيث لم يرد الله تعالى أن يتعرض المسلمون أو قرآنهم للإهانة، فشرع لهم ما يحمي دينهم ويحقق مصلحتهم.
● التيسير على الصحابة: أمر النبي ﷺ بعدم المخافتة الشديدة حتى يتمكن أصحابه من سماع القرآن والتعلم منه، مما يدل على حرص الشريعة على التعليم ونشر العلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة الثابتة.
- الآية الكريمة تعلمنا أدبًا من آداب تلاوة القرآن والصلاة، وهو الاعتدال في الصوت.
- هذه القصة من أسباب النزول تظهر كيف كانت الظروف الصعبة في مكة وكيف كان التدرج في التشريع الإسلامي.
- يستحب للمصلي أن يرفع صوته في الصلاة الجهرية بقدر ما يسمع من حوله من المصلين، دون مبالغة تزعج الآخرين أو تخفيف يخفي القراءة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٦) كلاهما من حديث هُشيم، حدثنا أبو بشر (هو جعفر بن إياس)، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وعن عائشة في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ قالت: أُنزل هذا في الدعاء.
رواه البخاري في التفسير (٤٧٢٣)، ومسلم في الصلاة (٤٤٧) كلاهما من حديث هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته، ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 937 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

  • 📜 حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب