حديث: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قيام النبي ﷺ في أوقات مختلفة من الليل

عن عائشة قالت: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا - تعني النبي ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٣٣) عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: ذكر أبي، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرت مثله.

عن عائشة قالت: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا - تعني النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا" تَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ.
(رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


* ألفاه: وجدته وأدركته على تلك الحالة. من الإلفة، أي الملازمة والمعايشة.
* السَّحَر: آخر الليل، الوقت الذي يسبق الفجر مباشرة. وهو وقت نزول الرحمة والإجابة والدعاء.
* عندي: في حجرتي ومكان نومي.
* إلا نائمًا: باستثناء كونه نائمًا.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حال النبي ﷺ في بيته مع أهله، فتقول: ما وجدته ودرته في وقت السحر (آخر الليل) في فراشي إلا وهو نائم. فهو لا يسهر حتى هذا الوقت متحدثًا أو مستغرقًا في أمور الدنيا، بل ينام مبكرًا ليستيقظ نشيطًا لقيام الليل ومناجاة ربه.

3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- هدي النبي ﷺ في النوم: يوضح الحديث جزءًا من النظام النبوي في التعامل مع أوقات الليل. فالنبي ﷺ كان ينام أول الليل، ويستيقظ لقيام آخر الليل، كما جاء في أحاديث أخرى. فكان نومه نومًا معتدلًا يقصد به التقوِّي على العبادة والعمل، وليس نومًا عن ذكر الله أو تضييعًا للوقت.
2- الاعتدال وعدم السهر: النهي عن السهر لغير فائدة، خاصة السهر في الحديث واللهو الذي يمنع من قيام الليل أو أداء الصلاة في وقتها بنشاط. فالسهر المذموم هو ما كان على باطل أو ما يضر بالجسم والعبادة.
3- الاستعداد لقيام الليل: النوم المبكر وسيلة للاستيقاظ المبكر، خاصة للعبادة. وكان من هديه ﷺ أن يقوم من نومه ليلًا فيتسوَّك ويُصلِّي، فيجمع بين الراحة الجسدية والعبادة الروحية.
4- بشريته ﷺ: الحديث يؤكد حقيقة بشريته ﷺ، فهو بشر يحتاج إلى النوم والراحة مثل سائر الناس، ولكنّه يوجه هذه الحاجة الطبيعية لخدمة العبادة والطاعة.
5- أدب الزوجة مع زوجها: في قول السيدة عائشة "عندي" و"نائمًا" دليل على شدة مراعاتها له ﷺ وحرصها على راحته، وتنظيمها لبيتها على النحو الذي يمكنه من أداء عبادته على أكمل وجه.
6- إدارة الوقت: النبي ﷺ هو القدوة في تنظيم الوقت واستغلاله، فلكل وقت عبادته المناسبة، ووقت النوم له مكانته في البرنامج اليومي لتحقيق حكمة الله في خلقه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث لا يتعارض مع الأحاديث الكثيرة التي تصف قيام النبي ﷺ لليل، لأن قيامه كان بعد نومه أول الليل. فكان ﷺ ينام أول الليل، ثم يستيقظ ليقوم ويصلي، ثم قد ينام قبل الفجر قليلًا كما في قوله: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ» (متفق عليه).
* كان من هديه ﷺ النوم على الجانب الأيمن، وذكر الله قبل النوم، وجمع كفيه لينفث فيهما ويقرأ المعوذات ثم يمسح بهما جسده.
* يستفاد من الحديث أهمية أن يحرص المسلم على نومه، لا أن يهمله تحت وطأة العمل أو السهر، فذلك من الاعتدال الذي حث عليه الإسلام.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التهجد (١١٣٣) عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: ذكر أبي، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرت مثله. كذا قال: «ذكر أبي».
ورواه أبو داود (١٣١٨) عن أبي توبة، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه فذكر مثله. وبهذا انتفت شبهة الانقطاع، ورواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٤٢) من طريق مسعر، عن سعد، عن أبي سلمة عنها قالت: ما ألْفي رسولَ الله ﷺ السحرُ الأعلى في بيتي، أو عندي إلا نائمًا.
قوله: السحر الأعلى: هو من آخر الليل ما قبيل الصبح
وقوله: ما ألفاه - بالفاء - أي ما وجده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 920 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا

  • 📜 حديث: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب