حديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الاعتدال في رفع الصوت في صلاة الليل

عن عُقبة بن عامر الجُهني قال: قال رسول الله ﷺ: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمُسِرُّ بالقرآن كالمْسِرِّ بالصدقة».

صحيح: رواه أبو داود (١٣٣٣)، والترمذي (٢٩١٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن عياش، عن بَحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجُهني فذكر الحديث.

عن عُقبة بن عامر الجُهني قال: قال رسول الله ﷺ: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمُسِرُّ بالقرآن كالمْسِرِّ بالصدقة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث شريف فيه فضل قراءة القرآن الكريم بكافة أحوالها، وسأشرحه لك على النحو التالي:

الحديث:


عن عُقبة بن عامر الجُهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمُسِرُّ بالقرآن كالمْسِرِّ بالصدقة».
أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.


1. شرح المفردات:


● الجاهر: هو الذي يرفع صوته بالقراءة ويسمع غيره.
● المُسِرُّ: هو الذي يخفض صوته بالقراءة ولا يسمعه غيره.
● كـالجاهر بالصدقة: أي مثل الذي يتصدق علانية.
● كالمُسِرِّ بالصدقة: أي مثل الذي يتصدق سراً.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يضرب النبي ﷺ في هذا الحديث مثلاً رائعاً يوضح به أجر قراءة القرآن سواءً كانت جهراً أم سراً، فيشبه كلاً منهما بحال من يتصدق.
- فقارئ القرآن جهراً مثل المتصدق علانية، الذي يجمع بين أجر الصدقة وأجر الاقتداء به وحث الناس على الخير.
- وقارئ القرآن سراً مثل المتصدق سراً، الذي يخلص عمله لله تعالى ويبتعد عن الرياء.
فكلا الفعلين – الجهر والإسرار بالقرآن – لهما فضل عظيم وأجر كبير، ولكن لكلٍ حاله ومناسبته ودرجة إخلاصه.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- فضل قراءة القرآن مطلقاً: الحديث يؤكد على فضل تلاوة القرآن في كل حال، سواء أسرها القارئ أم جهر بها.
2- تفضيل الإسرار في بعض الأحوال: الإسرار بالقراءة أفضل عندما يخاف القارئ الرياء أو يريد الخشوع الكامل والمناجاة بينه وبين ربه. وهو من أعلى درجات الإخلاص.
3- تفضيل الجهر في أحوال أخرى: الجهر بالقراءة أفضل عندما يقصد التعليم، أو الاستماع، أو نشر الخير، أو إقامة الشعيرة (كقراءة الإمام في الصلاة الجهرية)، أو لتشجيع الآخرين على القراءة. وفيه أجر الإعلان بالخير والدعوة إليه.
4- الحث على الإخلاص: التشبيه بالصدقة السرية والعلانية يذكرنا بأهمية إخلاص النية لله تعالى في كل عمل، وأن يكون القصد هو وجه الله سواء أظهرنا العمل أم أخفيناه.
5- التيسير على الأمة: في الحديث تيسير على المسلمين، فلكل شخص أن يقرأ بما يناسب حاله وخشيته وإخلاصه، دون حرج.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الجمع بينهما: ينبغي للمسلم أن يجمع بين القراءة جهراً وسراً حسب الوقت والحال. ففي الليل مثلاً، الإسرار أفضل للخشوع، وفي صلاة النهار الجهرية تكون القراءة جهراً سنة.
● المرجع في التفضيل: إذا تساوى الأمران في عدم خوف الرياء، فإن الجهر أفضل لقوله تعالى: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [الإسراء: 110]. ولكن إن خاف الرياء فالإسرار أولى وأكثر أماناً لقلبه.
● الحديث يدل على عظمة القرآن: حيث شبهت تلاوته بالصدقة، وهي من أفضل الأعمال، فكأن القارئ يتصدق على نفسه بتلاوة كلام الله وينتفع به وينفع غيره إذا جهر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٣٣٣)، والترمذي (٢٩١٩) كلاهما من حديث إسماعيل بن عياش، عن بَحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجُهني فذكر الحديث.
ورجاله ثقات غير إسماعيل بن عياش فهو ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وصدوق في روايته عن أهل بلده وهذا منها، كما أنَّه لم ينفرد به فقد تابعه معاوية بن صالح، عن بحير بن سعد، ومن طريقه رواه النسائي (٢٥٦١)، وابن حبان (٧٣٤)، وأحمد (١٧٣٦٨، ١٧٤٤٤) وأبو يعلى (١٧٣٧) وهذا إسناد حسن فإن معاوية بن صالح وهو: ابن حُدير الحضرمي مختلف فيه فوثقه جماعة، وتكلم فيه يحيى بن سعيد وابن معين غير أنه حسن الحديث وخاصَّة إذا توبع.
وتحرف في النسائي: «بحير بن سعد» إلى «يحيى بن سعيد»، ورواه أيضًا النسائي (١٦٦٣) من وجه آخر عن كثير بن مرة به، وأمَّا ما رواه الحاكم (١/ ٥٥٥) من طريق يحيى بن أيوب، عن بحير ابن سعد، فإنه جعل الحديث من مسند معاذ بن جبل وأخطأ فيه يحيى بن أيوب وهو الغافقي وقد وصف بأنَّه سيء الحفظ، ووهم الحاكم وصحَّح الحديث وجعله على شرط البخاري.
وكراهية الجهر محمول على رفع الصوت عاليا. لأن فيه رياءً وإيذاء للآخرين، وأما الاعتدال والاقتصاد فلا حرج في ذلك لحديث أبي قتادة وأبي هريرة.
وقال الترمذي: «ومعنى هذا الحديث - أن الذي يُسِرُّ بقراءة القرآن أفضلُ من الذي يجهر بقراءة
القرآن، لأن صدقة السِر أفضلُ عند أهل العلم من صدقة العلانية، وإنَّما معنى هذا عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العُجْب، لأن الذي يُسِرُّ العملَ لا يخاف عليه العجب ما يُخاف عليه في العلانية» انتهى. وقيل: معناه الجهر مع الإمام.
وأما ما رُوي عن أبي أمامة مرفوعًا: «إن الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة، والذي يُسِر بالقرآن كالذي يُسر بالصدقة» فهو ضعيف جدًّا، لا يصلح أن يكون شاهدًا لحديث عقبة بن عامر.
رواه الطبراني في الكبير.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٦٦): «رواه الطبراني في الكبير من طريقين في إحداهما بشير بن نمير وهو متروك، وفي الأخرى إسحاق بن مالك ضعفه الأزدي» انتهى.
قال الأعظمي: الطريق الأول أخرجه الطبراني (٨/ ٢٨٥) عن خلف بن عمرو العكبري، ثنا غسان بن الفضل الغلابي، ثنا عمرو بن علي المقدمي، عن بشير بن نُمير، عن القاسم، عن أبي أمامة فذكر مثله.
والطريق الثَّاني رواه الطبراني (٨/ ٢٠٩) عن أحمد بن النضر العسكري، ثنا سليمان بن سلمة الخبائري، ثنا بقية بن الوليد، عن إسحاق بن مالك الحضرمي، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة فذكر مثله.
كذا «بشير بن نمير» في الطبراني ومجمع الزوائد، والصواب: «بشر بن نمير - بدون الياء - وهو القشيري من أهل البصرة، يَرِوي عن القاسم بن عبد الرحمن.
قال ابن حبان في: المجروحين (١٣١): منكر الحديث جدًّا، فلا ادري التخليط في حديثه من القاسم، أو منهما، لأن القاسم ليس بشيء في الحديث، وأكثر رواية بشر عن القاسم، فمن هذا وقع الاشتباه فيه».
وقال ابن عدي في «الكامل» (٢/ ٤٤١): «عامة ما يرويه عن القاسم وعن غيره لا يتابع عليه، وهو ضعيف كما ذكروه».
وأمَّا إسحاق بن مالك الحضرمي شامي، فهو ضعيف أيضًا كما قال الأزديّ، وقال ابن القطان: لا يعرف، انظر ترجمته في «الميزان، و»اللسان».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 940 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة

  • 📜 حديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب