حديث: خَرَجَ إِلَيْنَا فَخَفَّفَ بِنا ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فيمن يُخفف صلاة الليل لأجل غيره، ويُطيل لنفسه

عن أنس أن النَّبِيّ ﷺ خرج إليهم في رمضان فخفَّف بهم، ثمّ دخل فأطال، ثمّ خرج فخفَّف بهم، ثمّ دخل فأطال، فلمّا أصبحنا قلنا: يا نبي الله! جلسنا الليلة فخرجتَ إلينا فخفَّفتَ، ثمّ دخلتَ فأطلتَ؟ قال: «من أجلكم فعلتُ».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٢٥٧٠) والحارث «بغية الباحث» (٢٣٨) كلاهما عن أسود بن عامر، حَدَّثَنَا حمّاد بن سلمة، عن ثُمامة، عن أنس فذكره.

عن أنس أن النَّبِيّ ﷺ خرج إليهم في رمضان فخفَّف بهم، ثمّ دخل فأطال، ثمّ خرج فخفَّف بهم، ثمّ دخل فأطال، فلمّا أصبحنا قلنا: يا نبي الله! جلسنا الليلة فخرجتَ إلينا فخفَّفتَ، ثمّ دخلتَ فأطلتَ؟ قال: «من أجلكم فعلتُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو حديث صحيح. وإليك الشرح المفصل له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● خرج إليهم في رمضان: خرج النبي ﷺ لصلاة القيام (التراويح) في المسجد.
● فخفف بهم: أي قَصَّر في الصلاة، فأطال القيام لكن بأعداد قليلة من الآيات أو السور القصيرة، أو قلل عدد الركعات، مما جعل الصلاة أخف وأقصر مدة.
● ثم دخل فأطال: دخل إلى بيته وصلى صلاة طويلة منفرداً.
● فلمّا أصبحنا قلنا: سألوه في الصباح بعد انتهاء ليلة الصلاة.
● من أجلكم فعلت: البيان النبوي أن هذا التخفيف كان رحمةً بالصحابة وتيسيراً عليهم.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ صلى بهم صلاة القيام (التراويح) في ليالي رمضان، ففي إحدى الليالي خرج وصلى بهم صلاةً خفيفة نسبياً (أي ليست طويلة بشكل متعب)، ثم بعد أن انصرفوا دخل إلى بيته وأطال الصلاة لنفسه بشكل كبير. ثم عاد وخرج إليهم مرة أخرى فصلى بهم صلاة خفيفة، ثم دخل فأطال الصلاة منفرداً. فلما كان الصباح، سأله الصحابة عن سبب هذا الفعل، حيث لاحظوا أنه كان يخفف في الصلاة الجماعية ويطيل في صلاته المنفردة، فأخبرهم النبي ﷺ أن سبب تخفيفه في الصلاة بهم هو مراعاته لحالهم ورفقه بهم.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● الرحمة والرفق بالمأمومين: من أعظم الدروس أن الإمام يجب أن يراعي حال المصلين خلفه، فلا يطيل عليهم إطالة تشق عليهم وتثقلهم، خاصة إذا كان ضمنهم كبار السن أو ضعاف الصحة أو من له أعذار. وهذا من كمال خلقه ﷺ وشفقته على أمته.
● استحباب تطويل الصلاة في الليل منفرداً: إذا أراد المسلم أن يطيل في القيام والتدبر والمناجاة، فالأفضل أن يفعل ذلك في صلاته المنفردة حيث لا يشق على غيره. وهذا يجمع بين الفضيلتين: فضيلة الجماعة وعدم إثقال الناس، وفضيلة الإطالة والخلوة مع الله.
● جواز سؤال العالم عن الأمور المشكلة: فعل الصحابة رضي الله عنهم في سؤال النبي ﷺ عن ما استشكل عليهم دليل على جواز سؤال العلماء عن تصرفاتهم وأحكام الدين لفهم الحكمة والشرع.
● التيسير في العبادة وعدم التشديد: الإسلام دين يسر، والنبي ﷺ قدوة في هذا، حيث كان يختار الأيسر والأرفق ما لم يكن إثماً.
● أن عمل الإمام في الصلاة ليس بالضرورة مثل صلاته منفرداً: بل له أن يخفف في الجماعة ما لا يخففه في نفسه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في سنية تخفيف الإمام في صلاة التراويح مراعاة للمأمومين.
- يستحب للإمام في قيام رمضان أن يقرأ بما تيسر من القرآن ويطيل بما لا يشق على الناس، والأفضل أن يختم القرآن في صلاة التراويح مرة واحدة على الأقل في الشهر كما كان حال السلف.
- صلاة الليل في رمضان (التراويح) سنة مؤكدة، وعدد ركعاتها ليس محدداً بعدد ثابت، بل هو مجال للاجتهاد والتيسير.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، ويزيدنا علماً وفهماً في ديننا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٢٥٧٠) والحارث «بغية الباحث» (٢٣٨) كلاهما عن أسود بن عامر، حَدَّثَنَا حمّاد بن سلمة، عن ثُمامة، عن أنس فذكره.
وإسناده حسن لأجل ثُمامة وهو: ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصريّ، روى عن جده أنس، قال ابن عدي: له أحاديث عن أنس، وأرجو أنه لا بأس به، وأحاديثه قريب من غيره، وهو صالح فيما يرويه عن أنس عندي. انتهى.
ووثَّقه أحمد والنسائي وغيرهما ولكن رُوي عن أبي يعلى أن ابن معين أشار إلى تضعيفه، ولكن اعتمد الشيخان توثيق من وثَّقه فأخرجا عنه، وهو حسن الحديث.
ورواه الإمام أحمد في مواضع أخرى (١٢٩١٨، ١٣٢١٣، ١٣٨٢١، ١٤١٠٢) من طرق عن حمّاد بن سلمة، به مثله.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١٢٠٠٥) والبزّار «كشف الأستار» (٧٣١) وأبو يعلى (٣٧٥٥)، وابن خزيمة (١٦٢٧) من طرق عن حُميد بن أبي حُميد الطّويل، عن أنس قال: إن النَّبِيّ ﷺ كان يُصلِّي ذات ليلة في حجرته، فجاء أُناسُ فصلوا بصلاته، فخفَّف فدخل البيت، ثمّ خرج، فعاد مرارًا، كل ذلك يُصَلِّي، فلمّا أصبح قالوا: يا رسول الله صليتَ ونحن نُحب أن تمد في صلاتِك، قال: «قد
علمت بمكانكم، وعمدًا فعلتُ ذلك».
قال البوصيري في «إتحاف الخيرة» (٢٣٦٨): «إسناده صحيح».
قوله: «حجرته» قال السندي: الظاهر أن المراد بها ما اتخذه حجرة من الحصير في المسجد ليصلي فيه بالليل، لا حجرة البيت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 954 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجَ إِلَيْنَا فَخَفَّفَ بِنا ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ

  • 📜 حديث: خَرَجَ إِلَيْنَا فَخَفَّفَ بِنا ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجَ إِلَيْنَا فَخَفَّفَ بِنا ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجَ إِلَيْنَا فَخَفَّفَ بِنا ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجَ إِلَيْنَا فَخَفَّفَ بِنا ثُمَّ دَخَلَ فَأَطَالَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب