أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

حديث: أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

عن عمرو بن عبسة يقول: قلت: يا رسول الله! هل من ساعة أقرب من الأخرى؟ أو هل من ساعة يُبتغَي ذكرُها؟ قال: «نعم، إن أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة فكُن، فإن الصلاة محضورة مشهودَةٌ إلى طلوع الشمس».

صحيح: رواه النسائي (٥٧٢) عن عمرو بن منصور، أخبرنا آدم بن أبي إياس، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرني أبو يحيي سُليم بن عامر وضمرة بن حبيب وأبو طلحة نعيم بن زياد قالوا: سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت عمرو بن عَبَسَة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عمرو بن عبسة يقول: قلت: يا رسول الله! هل من ساعة أقرب من الأخرى؟ أو هل من ساعة يُبتغَي ذكرُها؟ قال: «نعم، إن أقرب ما يكون الرب ﷿ من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله ﷿ في تلك الساعة فكُن، فإن الصلاة محضورة مشهودَةٌ إلى طلوع الشمس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه بيان لأوقات الفضل والقرب من الله تعالى، وقد رواه الإمام الترمذي في سننه وقال عنه: حديث حسن صحيح.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● جوف الليل الآخر: أي وسط الليل الأخير، وهو الوقت الذي يسبق الفجر، وهو الثلث الأخير من الليل.
● يُبتغَى ذكرُها: يُطلب ويُتحرى ذكر الله فيها.
● الصلاة محضورة مشهودَة: أي أن الصلاة في هذا الوقت تكون محضورة (يحضرها الملائكة) ومشهودة (يشهدها الله ويبارك فيها).
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يسأل الصحابي الجليل عمرو بن عبسة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن是否存在 ساعة تكون أقرب إلى الله تعالى من غيرها، أو是否存在 ساعة يُتحرى فيها ذكر الله تعالى بشكل خاص. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن أقرب ما يكون الرب من العبد هو في جوف الليل الآخر (أي الثلث الأخير من الليل)، وحثه على أن يكون من الذين يذكرون الله في هذا الوقت، وأكد أن الصلاة في هذا الوقت تكون محضورة بمشاركة الملائكة ومشهودة من الله حتى طلوع الشمس.
3. الدروس المستفادة:
- فضل قيام الليل وخاصة في الثلث الأخير منه، حيث يكون الله تعالى أقرب إلى عباده.
- الحث على اغتنام هذا الوقت بالذكر والصلاة والمناجاة، فهو وقت استجابة ودعاء.
- التأكيد على أن الصلاة في هذا الوقت لها مكانة خاصة عند الله، يحضرها الملائكة ويشهدها الله تعالى.
- بيان عظمة الله تعالى وقربه من عباده في الأوقات المخصوصة، مما يدل على رحمته وفضله.
4. معلومات إضافية:
- هذا الوقت (الثلث الأخير من الليل) هو من أفضل أوقات الدعاء والاستغفار، كما ورد في أحاديث أخرى.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في قيام الليل ولو بقليل، فإنه من أسباب القرب من الله والفوز برضاه.
- الصلاة في هذا الوقت تدل على صدق الإيمان وقوة العلاقة مع الله، فهي صلاة النافلة التي تقرب العبد إلى ربه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يذكرونه في الليل والنهار، ويقومون الليل ولو قليلاً، إنه سميع مجيب.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٧٢) عن عمرو بن منصور، أخبرنا آدم بن أبي إياس، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرني أبو يحيي سُليم بن عامر وضمرة بن حبيب وأبو طلحة نعيم بن زياد قالوا: سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت عمرو بن عَبَسَة فذكره.
ورواه الترمذي (٣٥٧٩) من طريق معاوية بن صالح به مختصرًا وقال: «حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإنه صحيح، وقد صحّحه أيضا ابن خزيمة فأخرجه من هذا الطريق في صحيحه (١١٤٧).
ورواه أبو داود (١٢٧٧) وعنه البيهقي (٢/ ٤٥٥) من وجه آخر عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة وفيه: أي الليل أسمع؟ فقال: «جوف الليل الآخر، فصَلِّ ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبه. وهذا إسناد صحيح، وأبو أمامة هو صُدي بن عجلان الباهليّ، صحابيّ مشهور.
وأما ما رواه ابن ماجه (١٢٥١) من وجه آخر عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن عَبَسَة وفيه: «جوف الليل الأوسطه فهو منكر، لأن فيه عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف، والراوي عنه يزيد بن طلق مجهول، ومن نكارتهما قولهما: «الليل الأوسط»، وأما أصل الحديث فهو في صحيح مسلم في صلاة المسافرين (٨٣٢) في قصة إسلام عمرو بن عبسة وسبق تخريجه في ثواب الوضوء، وفي المواقيت، وليس فيه ذكر لجوف الليل الآخر.
وفي الباب عن أبي مسلم قلت لأبي ذر: أي قيام الليل أفضل؟ قال أبو ذر: سألت رسول الله ﷺ كما سألتني فقال: «جوف الليل الغابر - أو نصف الليل - وقليل فاعلُه».
إسناده ضعيف، رواه الإمام أحمد (٢١٥٥٥) عن محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن مهاجر أبي خالد، حدثني أبو العالية، حدثني أبو مسلم، قال فذكره.
ورواه ابن حبان (٢٥٦٤)، والنسائي في الكبرى (١٣١٠) كلاهما من حديث عوف الأعرابي، به مثله.
في الإسناد مهاجر وهو: ابن مخلد، أبو خالد، ويقال: أبو مخلد أيضًا مولى البكرات، اختلف فيه فقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: «ليِّن الحديث، ليس بذاك، وليس بالمتقن، يكتب حديثه».
وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الساجي: هو صدوق معروف، وليس من قال فيه مجهول بشيء.
قال الأعظمي: فمثله يحسن حديثه، وبخاصة في الشواهد، ولكن قال الحافظ في التقريب: «مقبول».
إلَّا أنَّ في الإسناد علّة أخرى وهو أبو مسلم وهو: الجَذْمِي، لم يوثقه أحد غير ابن حبان فذكره في «الثقات» (٥/ ٥٨٤) ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي حيث يتابع، ولكنه لم يتابع فهو «لين الحديث».
وفي الباب عن أبي أمامة قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ ﷺ فقال: أيُّ الصّلاة أفضل؟ فقال: جوف اللّيل الأوسط». قال: أيّ الدّعاء أسمع؟ قال: «دبر المكتوبات».
رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: التهجّد (٢٤٠) عن محمد بن حميد، حدّثنا الفضل بن موسى، حدّثنا ابن جريج، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة، فذكره.
ولكن رواه الترمذي (٣٤٩٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠٨) كلاهما عن محمد بن يحيى بن أيوب الثقفيّ المروزيّ، قال: حدّثنا حفص بن غياث، قال: حدّثنا ابن جريج، بإسناده، ولفظه: «أي الدّعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر، ودبر الصَّلوات المكتوبات».
وهذا أصح من حديث محمد بن حميد وهو ابن حبان الرّازيّ، قال الحافظ في «التقريب»: «حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرّأي فيه». وقال الذهبي: «وثقه جماعة، والأولى تركهـ».
قال الأعظمي: وتكلَّم فيه البخاريّ والنسائيّ ويعقوب بن شيبة وغيرهم.
وأما محمد بن يحيى بن أيوب فهو ثقة حافظ.
قال الترمذي: «حسن».
قال الأعظمي: ولكن فيه عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة كما قال ابن معين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 929 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

📜 حديث: أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية