صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر

حديث: صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر

عن عائشة أنها أخبرت أن رسول الله ﷺ كان يصلِّي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر.

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٣٧/ ١٢٤) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة، أن عائشة أخبرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة أنها أخبرت أن رسول الله ﷺ كان يصلِّي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: يُصَلِّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ». أخرجه البخاري (1140) ومسلم (738).

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● يُصَلِّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً: أي أن مجموع ما كان يصليه النبي ﷺ في الليل من النوافل كان ثلاث عشرة ركعة.
● بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: أي أن هاتين الركعتين (سنة الفجر) مُدْخَلَتَان في هذا العدد، وليستا خارجتين عنه.
● يُصَلِّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ: هذه هي صلاة الليل (قيام الليل)، كان يصليها مثنى مثنى (أي ركعتين ركعتين)، فيكون مجموعها ثماني ركعات.
● ثُمَّ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ: أي يصلي الوتر ثلاث ركعات. وكان يصليها بتسليمتين: فيسلم بعد الركعتين، ثم يصلي الركعة الثالثة منفردة، أو يصلي الثلاث متصلات بتشهد واحد في آخرها.
● ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ: هاتان هما سنة الفجر (الرغيبة). وكان ﷺ يخففهما جداً، حتى قالت عائشة رضي الله عنها: "كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِـ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)".
● فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ: هذا بيان لكيفية صلاته للركعتين وهو جالس. فكان ﷺ يقرأ وهوه جالس، فإذا أراد أن يركع، قام فأتم الركوع والسجود قائماً كما في الصلاة المفروضة. وهذه صفة مستحبة في النافلة لمن صلى جالساً، لأخذ أجر الصلاة قائماً.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن هذا الحديث الشريف صفة صلاة النبي ﷺ في الليل، من بعد صلاة العشاء إلى قبل أذان الفجر. وكانت صلاته ﷺ تتكون من:
1- ثماني ركعات (قيام الليل) يصليها ركعتين ركعتين.
2. يتبعها ثلاث ركعات للوتر.
3. ثم يختم بصلاة ركعتي سنة الفجر الخفيفتين، وكان يصليهما جالساً في أغلب الأحيان.
فيكون المجموع: 8 + 3 + 2 = 13 ركعة.
وهذا لا يعني التقييد بهذا العدد، فقد وردت أحاديث أخرى فيها وصف لصلاته ﷺ بأعداد مختلفة (إحدى عشرة، ثلاث عشرة، إحدى عشرة بالوتر...)، مما يدل على أن الأمر واسع وليس فيه تحديد شديد، والأفضل للمؤمن أن يفعل ما يستطيع ويواظب عليه.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● السنة في قيام الليل: أن يصلي المسلم ركعتين ركعتين، كما هو ظاهر الحديث، وهذا هو هدي النبي ﷺ.
● مكانة سنة الفجر: حيث كان النبي ﷺ يحافظ عليها غاية المحافظة، حتى في السفر، وكان يخففها جداً لئلا يشق على أمته، مما يدل على عظم فضلها وأجرها.
● المرونة في العبادة: تعدد روايات عدد ركعات قيام الليل دليل على أن العبرة ليست بالعدد بقدر ما هي بالإخلاص والمداومة على الطاعة، وعدم التشديد على النفس بما لا تطيق.
● استحباب الصلاة جالساً في النافلة مع أجر القائم: فمن صلى نافلة جالساً فله نصف أجر القائم، ولكن إذا قام لأداء الركوع والسجود فإنه يأخذ أجر الصلاة قائماً كاملاً، كما في فعل النبي ﷺ هنا.
● الاهتمام بالوتر: حيث كان النبي ﷺ يختم به صلاة الليل، وهو سنة مؤكدة.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث هو أحد الأدلة على أن سنة الفجر تُصلى بعد الوتر، أي أن الوتر يكون قبلها. وهذا هو قول جمهور العلماء.
- الحديث يدل على استحباب تأخير الوتر إلى آخر الليل، وهو الأفضل لمن يستطيع القيام آخر الليل. أما من خاف أن لا يقوم آخر الليل فيوتر قبل أن ينام.
- هذه الصفة (الثلاث عشرة) هي أكثر ما ورد عن النبي ﷺ في عدد ركعات قيام الليل، والأقل ما ورد إحدى عشرة ركعة كما في الصحيحين أيضاً.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبلين على طاعته، المتبعين لسنة نبيه ﷺ، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٣٧/ ١٢٤) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة، أن عائشة أخبرته.
كأن لعراك بن مالك شيخين. أحدهما أبو سلمة الذي أخبر بما سبق، والثاني: عروة بن الزُّبير فأخبر بما هنا. ولا تعارض بين الروايتين فإنه إذا أضيفت ركعة الوتر في حديث أبي سلمة فيكون
العدد كما ذكره عروة. وأمّا صلاة العشاء فلم تحسبْ في أية الروايتين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 963 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر

📜 حديث: صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة رسول الله ﷺ ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية