حديث: كان النبي يجهر بصلاته ويخافت بها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الجهر والسر في صلاة الليل

عن غُضيف بن الحارث قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين! أرأيت النبي ﷺ، أكان يجهر بصلاته أم يُخافِتُ بها؟ قالت: ربما جهر بصلاته، وربما خافَتَ بها، قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعةً.

حسن: رواه أبو داود (٢٢٦)، والنسائي (٢٢٢)، وابن ماجه (١٣٥٤)، كلهم من حديث برد بن سنان أبي العلاء، عن عُبادة بن نُسَيٍّ، عن غُضيف بن الحارث في حديث طويل سبق تخريجه في كتاب الغسل، باب غسل الجنابة قبل النوم وبعده.

عن غُضيف بن الحارث قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين! أرأيت النبي ﷺ، أكان يجهر بصلاته أم يُخافِتُ بها؟ قالت: ربما جهر بصلاته، وربما خافَتَ بها، قلت: الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعةً.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، عن الصحابي غُضيف بن الحارث الثمالي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح المفردات:


● جَهَرَ بصلاته: أي رفع صوته بالقراءة فيها، بحيث يسمع من حوله.
● خافَتَ بها: أي أخفض صوته بالقراءة، فلا يُسمع إلا نفسه.
● الله أكبر، الحمد لله: كلمة تعجب واستبشار، يُظهر بها المسلم فرحه وسروره.
● جعل في الأمر سعةً: أي يسر ومرونة وعدم تضييق أو تشديد.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي غُضيف بن الحارث رضي الله عنه أنه سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها عن صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة: هل كانت جهيرةً يسمعها المصلون، أم كانت سريةً لا يسمعها إلا نفسه؟ فأجابته رضي الله عنها بأن حال النبي صلى الله عليه وسلم كان يختلف، فمرةً يجهر بالقراءة ومرةً يخافت بها (أي يسر بها)، ولم يكن ذلك على وتيرة واحدة. فتعجب الصحابي من هذا التيسير والمرونة في الدين، وحمد الله على ذلك.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- سعة ويسر الشريعة الإسلامية: يستفاد من الحديث يسر الإسلام وسماحته، ومراعاته لأحوال المكلفين، حيث شرع للمصلي أن يجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية وأن يسر بها في السرية، ولم يجعل الأمر على حرف واحد، مما يمنع الحرج والمشقة.
2- جواز الجهر بالقراءة في الصلاة السرية والسر فيها أحياناً: وهذا من باب الرخصة والتيسير على العباد. فالصلاة التي شرع فيها الإسرار (كصلاة الظهر والعصر) يجوز فيها رفع الصوت أحياناً لعارض، كتعليم غيره أو لدفع وسوسة، والعكس صحيح. ولكن الأصل هو فعل ما شرع لهذه الصلاة (الجهر في الجهرية، والإسرار في السرية).
3- حرص الصحابة على معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا يدل على حرصهم رضي الله عنهم على الاتباع والتأسّي به في كل صغيرة وكبيرة.
4- استحباب حمد الله والثناء عليه عند وجود نعمة اليسر ورفع الحرج: كما فعل الصحابي غُضيف رضي الله عنه حين قال: "الله أكبر، الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة".
5- أدب السؤال والاستفادة: حيث توجه الصحابي للسؤال لمن هو أعلم منه في هذا الشأن، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي كانت من أعلم الناس بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله في بيته.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الصلوات الجهرية التي يشرع فيها رفع الصوت بالقراءة هي: صلاة الفجر، والركعتان الأوليان من صلاة المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف.
- الصلوات السرية التي يشرع فيها خفض الصوت بالقراءة هي: صلاة الظهر، والعصر، والركعة الثالثة من المغرب، والركعتان الثالثة والرابعة من العشاء.
- هذا الحديث يدل على أن هذا الحكم (التخيير بين الجهر والإسرار في غير موضعهما الأصلي) كان في بداية الأمر، ثم نُسخ واستقر الأمر على أن الجهر في موضعه والسر في موضعه، وهو قول جمهور العلماء. وقيل: أنه لم ينسخ وهو باق على جوازه أحياناً للحاجة، وهو رواية عن الإمام أحمد واختيار بعض المحققين.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٢٦)، والنسائي (٢٢٢)، وابن ماجه (١٣٥٤)، كلهم من حديث برد بن سنان أبي العلاء، عن عُبادة بن نُسَيٍّ، عن غُضيف بن الحارث في حديث طويل سبق تخريجه في كتاب الغسل، باب غسل الجنابة قبل النوم وبعده.
كل يروي جزءًا منه، وروى الإمام أحمد (٢٤٢٠٢) وعنه أبو داود (٢٢٦) بكامل الحديث. وصحّحه ابن حبان (٢٤٤٧) فرواه أيضًا من طريق برد أبي العلاء كامل الحديث وأعاده (٢٥٨٢) فاكتفى بذكر القراءة في الليل فقط.
وإسناده حسن من أجل برد بن سنان فإنه «صدوق» وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب عن أبي هريرة أنه قال: كانت قراءةُ النّبي ﷺ باللّيل برفع طورًا، ويخفض طورًا.
رواه أبو داود (١٣٢٨) عن محمد بن بكّار بن الريان، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وصححه ابن خزيمة (١١٥٩)، وابن حبان (٢٦٠٣)، والحاكم (١/ ٣١٠) كلّهم من طريق عمران بن زائدة، بإسناده. قال الحاكم: صحيح الإسناد».
وفي الإسناد عمران بن زائدة لم يوثقه أحد غير أن ابن حبان ذكره في الثقات، وأخرج عنه، فهو مقبول، أي إذا توبع، وكذلك أبوه زائدة، وهو ابن نشيط، لم يوثقه غير ابن حبان؛ ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة. ولم أجد لهما متابعة، ولكن توجد أصول صحيحة تقوي هذا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 936 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي يجهر بصلاته ويخافت بها

  • 📜 حديث: كان النبي يجهر بصلاته ويخافت بها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي يجهر بصلاته ويخافت بها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي يجهر بصلاته ويخافت بها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي يجهر بصلاته ويخافت بها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب