حديث: كان رسول الله ﷺ يجهر بالقراءة تارة ويسر أخرى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الجهر والسر في صلاة الليل

عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة: كيف كان قراءة رسول الله ﷺ بالليل يجهر أم يُسِرُّ؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل ربما جهر، وربَّما أسَرَّ.

حسن: رواه النسائي (١٦٦٢)، وابن خزيمة (١١٦٠)، والحاكم (١/ ٣١٠) كلهم من حديث معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس فذكره.

عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة: كيف كان قراءة رسول الله ﷺ بالليل يجهر أم يُسِرُّ؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل ربما جهر، وربَّما أسَرَّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي تفضلتم بطلب شرحه هو حديث عظيم يُبيِّن لنا هدي النبي ﷺ في عبادة من أعظم العبادات، وهي قراءة القرآن في صلاة الليل.

نص الحديث:


عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة رضي الله عنها: كيف كان قراءة رسول الله ﷺ بالليل؟ يجهر أم يُسِرُّ؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل؛ ربما جهر، وربَّما أسَرَّ.
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني)

شرح المفردات:


● يجهر: يرفع صوته بالقراءة.
● يُسِرُّ: يخفض صوته ويقرأ سرًا.

المعنى الإجمالي للحديث:


يُخبرنا هذا الحديث أن سيدنا رسول الله ﷺ كان لا يلتزم طريقة واحدة في قراءته لليل، بل كان ينوع بين الجهر والإسرار، فمرة يقرأ بصوت مسموع ومرة يقرأ بصوت منخفض، كل ذلك حسب ما تقتضيه الحال وينشرح له صدره.

الدروس المستفادة والعبر:


1- التيسير ورفع الحرج في العبادة: في هذا الفعل النبوي تيسير عظيم على الأمة، فلم يُلزم النبي ﷺ نفسه أو أمته بأحد الأسلوبين، مما يدل على سعة الشريعة ومرونتها. فالمصلي في الليل مخير بين الجهر والإسرار حسب نشاطه وقلبه وحاله.
2- استحباب التنويع في العبادة: التنويع في الطاعات من أسباب ديمومتها وإبعاد الملل عنها. فالنبي ﷺ كان ينوع في صلاته وقراءته ودعائه، وهذا أدعى لاستمرار العبد في الطاعة بخشوع وإقبال.
3- مراعاة الأحوال والظروف: قد يكون الجهر أفضل أحيانًا، كأن يستمع إليه غيره فينتفع بالقراءة، أو لتشجيع الأسرة على الصلاة، أو لتحريك القلب وإبعاد الوساوس. وقد يكون الإسرار أفضل في أوقات أخرى، كخوف الرياء، أو عندما يكون حوله نائمون لا يريد إزعاجهم، أو عندما يكون القلب حاضرًا يحتاج الخشوع والتأمل.
4- كمال عبادة النبي ﷺ: كان النبي ﷺ يعبد ربه على أعلى درجات الكمال، فيفعل الأفضل في وقته، ولا يترك أمرًا يقربه إلى الله إلا فعله. فتنوعه بين الجهر والإسرار دليل على شمولية عبادته واكتمالها.
5- السنة في قيام الليل: أصبح هذا الفعل سنة نبوية يُستحب للمصلي في الليل أن يفعله، فيجهر أحيانًا ويسر أحيانًا، ولا يلزم نفسه بشيء معين.

معلومات إضافية مفيدة:


- ذهب جمهور العلماء إلى أن المصلي في الليل مخير بين الجهر والإسرار، والأفضل أن يفعل ما هو أنشط لقلبه وأخشع له.
- إذا كان حوله مستمعون ينتفعون بسماع القرآن، فالجهر أفضل لنفعهم. وإذا كان حوله نائمون أو قد يزعجهم صوته، فالإسرار أولى وأحسن.
- هذا الحكم خاص بصلاة الليل (القيام، الوتر، السنن الرواتب). أما الصلوات المفروضة فلها أحكامها المعروفة في الجهر والإسرار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٦٦٢)، وابن خزيمة (١١٦٠)، والحاكم (١/ ٣١٠) كلهم من حديث معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل معاوية بن صالح وهو ابن حدير، وهو حسن الحديث.
وزاد بحر بن نصر أحد شيوخ ابن خزيمة: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
وعبد الله بن أبي قيس سأل عائشة عن أشياء منها: بِكَم كان يوتر رسول الله ﷺ؟، ومنها: عن نوم رسول الله ﷺ في الجنابة أيغتسل قبل أن ينام؟ وكل حديث ذكر في موضعه. وهو حديث صحيح أخرج مسلم بعضه (٣٠٧)، وأحمد (٢٤٤٥٣) وأصحاب السنن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 935 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ يجهر بالقراءة تارة ويسر أخرى

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ يجهر بالقراءة تارة ويسر أخرى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ يجهر بالقراءة تارة ويسر أخرى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ يجهر بالقراءة تارة ويسر أخرى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ يجهر بالقراءة تارة ويسر أخرى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب