حديث: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في عدد صلاة رسول الله ﷺ في الليل وأن الوتر من ركعة إلى تسع ركعات

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أَخْبَرَ: أنه سأل عائشة ﵂: كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ في رمضان؟ فقالت: ما كان رسولُ الله ﷺ يزيدُ في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. يُصَلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثمّ يُصَلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثمّ يُصَلِّي ثلاثًا، قالت عائشة: فقلتُ يا رسول الله! أتنامُ قبل أن تُوتِر؟ فقال: «يا عائشة! إن عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي».

متفق عليه: رواه مالك في صلاة الليل (٩) عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ فأخبرته بذلك.

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أَخْبَرَ: أنه سأل عائشة ﵂: كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ في رمضان؟ فقالت: ما كان رسولُ الله ﷺ يزيدُ في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة. يُصَلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثمّ يُصَلِّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثمّ يُصَلِّي ثلاثًا، قالت عائشة: فقلتُ يا رسول الله! أتنامُ قبل أن تُوتِر؟ فقال: «يا عائشة! إن عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الأساسية في بيان هدي النبي ﷺ في قيام الليل، وخاصة في رمضان. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● يَزِيدُ: أي لا يتجاوز ولا يطيل العدد أكثر من ذلك.
● رَكْعَة: وحدة الصلاة، من الركوع.
● حُسْنِهِنَّ: جمال أدائها وطريقة القيام بها بخشوع وطمأنينة.
● طُولِهِنَّ: مدتها الزمنية، أي أنها كانت طويلة لا مستعجلة.
● يُوتِر: يصلي الوتر، وهي الصلاة الفردية التي تختم بها صلاة الليل.
● تَنَامَانِ: تذهب عنهما النومة (أي ينام كأي إنسان).
● قَلْبِي: هنا المقصود به العقل والوعي، وليس مجرد العضو.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل السيدة عائشة أم المؤمنين -وهي من أعلم الناس ببيت النبوة وأحواله- عن كيفية صلاة الرسول ﷺ في ليالي رمضان، خاصة ما يعرف اليوم بـ "صلاة التراويح".
فأجابته بأن النبي ﷺ كان لا يزيد في عدد ركعات قيام الليل، سواء في رمضان أو في غيره من الشهور، على إحدى عشرة ركعة. وكانت صلاته على النحو التالي:
- يصلي أربع ركعات متصلات، كانتا تتميزان بالجمال في الهيئة والخشوع، والطول في القيام والقراءة والركوع والسجود.
- ثم يصلي أربع ركعات أخريات بنفس الصفة من الحسن والطول.
- ثم يختم بثلاث ركعات (وهي صلاة الوتر).
ثم تضيف السيدة عائشة أنها سألت النبي ﷺ مستغربة: كيف تنام قبل أن تصلي الوتر (أي تقطع نومك لتصليها)؟ فأجابها ﷺ بأن عينيه تغلبهما النوم كأي إنسان، ولكن قلبه (وعيه واتصاله بالله) يبقى مستيقظاً لا يغفل عن ذكر ربه.

3. الدروس المستفادة منه:


● السنة في قيام الليل: الحديث دليل واضح على أن السنة في عدد ركعات قيام الليل، بما فيها التراويح، هي إحدى عشرة ركعة. وهذا هو هدي النبي ﷺ، وهو الأفضل لمن قدر عليه. أما من صلى أكثر (كالعشرين أو الست والثلاثين) فصلاةٌ جائزةٌ ولا حرج فيها، خاصة إذا كانت بالطمأنينة والخشوع، ولكن الأفضل الاقتصاد على السنة.
● جودة الصلاة لا كميتها: التركيز على "حسنهن وطولهن" يعلمنا أن الأهم في الصلاة هو إتقانها وإحسانها وإطالة القيام والركوع والسجود فيها، وليس مجرد تكثير عدد الركعات بسرعة وعجلة.
● صلاة الليل في رمضان وغيره: دلت عبارة "في رمضان ولا في غيره" على أن النبي ﷺ كان محافظاً على هذا العدد في جميع الأوقات، مما يدل على أن قيام رمضان ليس له عدد خاص مختلف عن قيام الليل في سائر السنة.
● الوتر ثلاث ركعات: بيان كيفية صلاة الوتر، وهي ثلاث ركعات، وكان النبي ﷺ يسلم بعد الركعتين ثم يصلي الركعة الأخيرة منفردة، أو يصلي الثلاث متصلات بتشهد واحد.
● النوم لا ينافي القربى: رد النبي ﷺ على سؤال عائشة يبين أن النوم الحاصل للجسد هو من طبيعة البشر، وهو لا يتناقض مع يقظة القلب والإيمان وذكر الله. فالنبي ﷺ كان في أعلى درجات اليقظة القلبية والروحية حتى وهو نائم.
● حرص الصحابة على العلم: حرص أبي سلمة على سؤال من هو أعلم، وحرص عائشة على سؤال النبي ﷺ عن كل ما استشكل عليها، هو نموذج يجب أن نقتدي به في سؤال أهل العلم والتبحر في فهم الدين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث هو أصل من أصول أحكام صلاة التراويح، وهو الذي جعل كثيراً من العلماء يفضلون أن لا تزيد صلاة التراويح عن إحدى عشرة ركعة مع إطالتها.
- قول النبي ﷺ: "إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" من معجزاته ﷺ، حيث كان يوحي إليه وهو نائم، كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
- يستفاد من الحديث أيضاً مشروعية النوم في الليل ثم الاستيقاظ للقيام، وهو ما يسمى "قيام الليل" الحقيقي.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا اقتفاء أثر نبيه ﷺ، والفقه في دينه، وإحسان عبادته. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صلاة الليل (٩) عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ فأخبرته بذلك.
ورواه البخاريّ في التهجد (١١٤٧)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٣٨) من طريق مالك بن أنس، به مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 958 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة

  • 📜 حديث: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب