ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصليًا إلا رأيناه

حديث: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصليًا إلا رأيناه

عن أنس قال: ما كُنَّا نشاءُ أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصلِّيًا إلا رأيناه، ولا نشاءُ أن نراه نائمًا إلا رأيناه.

صحيح: رواه النسائي (١٦٢٨) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد، عن حُميد، عن أنس فذكره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه هذا من الأحاديث التي تُظهر جانبًا من حياة النبي ﷺ اليومية وعبادته، وهو حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● نشاءُ: نريد أو نرغب.
● مصلِّيًا: مُقيمًا للصلاة.
● نائمًا: في حالة نوم واستراحة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه - وهو خادم رسول الله ﷺ والذي كان ملازمًا له سنوات طويلة - أنه وأصحابه كانوا إذا أرادوا أن يروا النبي ﷺ في وقت الليل وهو يصلي، وجدوه كذلك، وإذا أرادوا أن يروه نائمًا مستريحًا، وجدوه نائمًا أيضًا. وهذا يدل على توازن النبي ﷺ في حياته بين العبادة والراحة.
3. الدروس المستفادة منه:
● التوازن في العبادة: كان النبي ﷺ يُعلم أمته الاعتدال في العبادة، فلا يُكثر منها إلى حد الإرهاق ولا يُقصر فيها إلى حد التقصير. فكان يصلي من الليل ويستريح أيضًا.
● القدوة العملية: النبي ﷺ هو المثال العملي للمسلم في جميع أحواله، في عبادته وراحته، وفي جده ومرحه.
● السهولة في الدين: الإسلام دين يسر، وليس دين عسر، فالنبي ﷺ لم يُحمّل نفسه ما لا تطيق، بل كان يعمل بما يستطيع ويأمر أمته بذلك.
● مراعاة حال الصحابة: كان الصحابة يقتدون بالنبي ﷺ، فلو رأوه يطيل الصلاة أو يكثر من القيام، لحاكوه في ذلك، لكنه ﷺ أراد أن يُريهم أن الدين مُيسَّر.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يقسم وقته بين العبادة والراحة، فلم يكن دائم الصلاة حتى يُرهق نفسه، بل كان ينام ويستريح ليقوى على العبادة والعمل.
- في هذا توجيه للمسلمين أن يكونوا معتدلين في عبادتهم، فلا يبالغون فيها حتى تملّهم النفوس أو تضعف الأجساد، ولا يقصِّرون فيها حتى تفتر الهمم.
- كان من هديه ﷺ أنه إذا قام من الليل يصلي، يقرأ بالسور الطويلة أحيانًا، ويُخفف أحيانًا أخرى، مراعاة لحال نفسه وحال من خلفه من المصلين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٦٢٨) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد، عن حُميد، عن أنس فذكره.
وإسناده صحيح وهذا مختصر، وأصله في صحيح البخاري في التهجد (١١٤١) عن حُميد أنه سمع أنسًا يقول: كان رسول الله ﷺ يُفطر من الشهر حتى نظنَّ أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يُفطر منه شيئًا، وكان لا نشاءُ أن نراه من الليل مُصليًا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته.
رواه عن عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن جعفر، عن حُميد فذكره.
قال البخاري: «تابعه سليمان وأبو خالد الأحمر، عن حُميد».
قال الأعظمي: وأما حديث أبي خالد الأحمر فرواه في الصوم (١٩٧٣) وسيأتي في كتاب الصوم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 923 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصليًا إلا رأيناه

📜 حديث: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصليًا إلا رأيناه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصليًا إلا رأيناه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصليًا إلا رأيناه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل مصليًا إلا رأيناه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية