حديث: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام صيام داود
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في القيام في ثلث الليل بعد شطره
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٣١)، ومسلم في الصوم (١١٥٩/ ١٨٩) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليه السلام، وأحبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ عليه السلام، وكان ينامُ نصفَ الليلِ، ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ، ويصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا».
أولاً. شرح المفردات:
● أحب الصلاة إلى الله: أي أكثر الصلاة قبولاً وفضلاً عند الله تعالى.
● صلاة داود: هي الصلاة التي كان يواظب عليها نبي الله داود عليه السلام.
● صيام داود: هو الصيام الذي التزم به.
● ينام نصف الليل: يبدأ نومه من أول الليل لمدة نصفه.
● ويقوم ثلثه: بعد أن ينام نصف الليل، يقوم للصلاة والعبادة في الثلث الثاني من الليل.
● وينام سدسه: ثم ينام آخر سدس من الليل (أي آخر ساعتين تقريباً في ليل من 12 ساعة) ليستعد لليوم التالي.
● ويصوم يومًا ويفطر يومًا: وهو صيام الدهر، المعروف بصيام يوم وإفطار يوم.
ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن أفضل أنواع الصلاة وأحبها إلى الله هي تلك التي كان يؤديها نبي الله داود عليه السلام، وأفضل الصيام هو صيامه. ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم هيئة هذه العبادات، فصلاة داود كانت dividing الليل بين النوم والقيام بطريقة متوازنة، وصيامه كان يوماً ويفطر يوماً، وهو ما يعرف بصيام الدهر.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- مشروعية الاقتداء بالأنبياء: في الحديث حثٌ على التأسي بأنبياء الله وعبادتهم، فهم القدوة والأسوة في العبادة والاجتهاد فيها.
2- التوسط في العبادة وعدم المغالاة: جاء هذا الحديث في سياق نصح النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو الذي كان يريد الإكثار من الصيام والقيام حتى يمنعه النبي من ذلك ويخبره أن عليه أن يقتدي بصيام داود وصلاة داود، فهي عبادة متواصلة مع القدرة على المواظبة عليها دون مشقة أو إرهاق، مما يبين أن الإسلام دين التوسط والاعتدال، ويرفض التنطع والغلو في الدين.
3- الحكمة في توزيع وقت الليل: في تقسيم نبي الله داود لليل (نصفه نوم، ثلثه قيام، سدسه نوم) حكمة عظيمة؛ حيث يجمع بين حق الجسم في الراحة، وحق الروح في العبادة، والاستعداد للنهار التالي بنشاط وحيوية.
4- فضل صيام يوم وإفطار يوم: هذا النوع من الصيام من أفضل أنواع النوافل، وقد ورد في فضله أحاديث أخرى، وهو صيام لا يشق على النفس فتعجز عنه، ولا يتركها فتهمل، بل يعودها على الصبر مع إعطائها حقها من الراحة.
5- الأفضلية في العبادات النافلة: بيان أن أحب العبادات إلى الله هي التي تكون على وجه الدوام والاستمرار، ولو كانت قليلة، لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ».
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث هو جزء من قصة طويلة، حيث كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يريد أن يصوم الدهر ويقوم الليل كله، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأمره بالاقتصاد في العبادة والتوسط، وقال له: «فصمْ وأفطرْ، وقمْ ونمْ، فإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا».
- صيام يوم وإفطار يوم يسمى (صيام داود) وهو أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان، لما جاء في رواية أخرى: «صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر». فقال عبد الله: إني أطيق أفضل من ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود عليه السلام، وهو أفضل الصيام». فقيل: إني أطيق أفضل من ذلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا أفضل من ذلك».
- يستفاد من الحديث أن العبادة التي يحبها الله هي التي يجتمع فيها الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم مع المواظبة والاستمرار دون كسل أو ملل.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنبيائه عليهم السلام، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه مسلم أيضًا من حديث ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي ﷺ قال: «أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصومُ نصفَ الدهر، وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاةُ داود، كان يرقدُ شطرَ الليل، ثم يقومُ، ثم يرقدُ آخره، يقومُ ثلث الليل بعد شطره» قال: قلت لعمرو بن دينار: أعمرو بن أوس كان يقول: يقوم ثلث الليل بعد شطره؟ قال: نعم.
قال الحافظ: «ظاهره أن تقدير القيام بالثلث من تفسير الراوي، فيكون في الرواية الأولى إدراج، ويحتمل أن يكون قوله: عمرو بن أوس - ذكره - أي بسنده فلا يكون مدرجًا». «الفتح» (٣/ ١٧).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 925 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 900 إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا
- 901 رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته
- 902 المحافظة على الصلوات المكتوبات تخرجك من الغافلين
- 903 قم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام
- 904 مداومة النبي على قيام الليل في الصحة والمرض
- 905 قدم رسول الله ﷺ المدينة وأول ما قال أفشوا السلام
- 906 من أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام
- 907 من قام بمائة آية كتب من القانتين
- 908 من ألان الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام
- 909 ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والفقير المختال، والغني الظلوم
- 910 عليكم بقيام الليل فإنه قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة...
- 911 من كان يقوم الليل فلا يتركه
- 912 بال الشيطان في أذنيه
- 913 يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث...
- 914 على رأس كل نائم جرير معقود ثلاث عقد
- 915 انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني، ما سألني عبدي...
- 916 لا يتوسد القرآن
- 917 خلق النبي كان القرآن الكريم
- 918 صلاة النبي ﷺ من الليل في برد حضرمي متوشحًا به.
- 919 إذا سمع الصارخ قام فصلى
- 920 ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا
- 921 صلاة رسول الله ﷺ بالليل
- 922 يوقظه الله بالليل حتى يفرغ من حزبه
- 923 ما كنا نشاء أن نرى رسول الله ﷺ في الليل...
- 924 رسول الله ﷺ يتسوّك ويصلي الليل ويتدبر القرآن.
- 925 أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام صيام داود
- 926 صلاة النبي بالليل: ينام أوله ويقوم آخره
- 927 ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث...
- 928 أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل
- 929 أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر
- 930 إن في الليل لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرًا...
- 931 النبي ﷺ يسمع صوت عباد يصلي في المسجد
- 932 قراءة النبي على قدر ما يسمع من في الحجرة
- 933 كنت أسمع قراءة النبي ﷺ بالليل وأنا على عريشي
- 934 من سرَّه أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل
- 935 كان رسول الله ﷺ يجهر بالقراءة تارة ويسر أخرى
- 936 كان النبي يجهر بصلاته ويخافت بها
- 937 لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا
- 938 يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئًا ويا عمر اخفض...
- 939 كلُّهم قد أصاب
- 940 الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة
- 941 لا يؤذين بعضكم بعضًا ولا يرفع بعضكم على بعض في...
- 942 المصلي يناجي ربه فلينظر أحدكم بما يناجي ربه
- 943 لا تجهر بعضكم على بعض بالقرآن
- 944 كان النبي ﷺ إذا قام للتهجد يشوص فاه بالسواك
- 945 كنا نُعِدُّ له سواكَه وطَهورَه
- 946 يُفتتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين
- 947 كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يتهجد صلى ركعتين...
- 948 أفضل الصلاة طول القنوت
- 949 هممت أن أجلس وأدعه
معلومات عن حديث: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام صيام داود
📜 حديث: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام صيام داود
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام صيام داود
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام صيام داود
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام صيام داود
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








